ممالك البترول ... الادوار تبدلت .... ج2/ محمد علي مزهر شعبان
Wed, 27 Nov 2013 الساعة : 23:26

ماكان أبعد من الخيال أصبح واقعا باتفاق ايران مع الدول 5+1 وامريكا .. اجواء انفراج الازمة بعث الارتياح في طهران بعد جولات مكوكيه اوشكت الاتفاق في مؤتمر بغداد ثم انتقلت الى اسطنبول لحين انفراج الازمة في المحادثات الاخيره . هذا الارتياح قابله تشائم وقلق في بعض العواصم مثل تل ابيب وتهديدات نتنياهووالتقائه بهولاند وبندر بن سلطان وما يدور في الكواليس بضربة اسرائيلية الى ايران ، ومن الرياض يعلن مجلس الشورى : ان النوم سيجافي المنطقه بعد هذا الاتفاق . السؤال يا مجلس الشورى ، هل كانت المنطقة نائمت في ربيع التصافي والتصالح والسلم والامان وحسن الجوار ؟ ام ان ميزان القوى سيتغير من حروب مناطقية تقودها دول اقليمية ، تحت يافطة طائفية ، هو معيار سياستها وديمومة بقائها وجعلت من الربيع العربي من ثورات ضد الطغاة ، الى مليشيات وتكتلات هويتها القتل والابادة ، حتى لا تصل تلك الثورات بسجيتها الشعبية المنطلقه نحو التحرر الى قلب تلك العواصم ؟
ان الاتفاق يا مجلس الشورى خلاصته حل المشاكل العالقه والمستديمة في المنطقه نحو السلم ، ثم محاصرة الارهاب والدول المصدرة له . فأمريكا بدأت بالقراءة الواقعية ، بعد ذلك المشوار الطويل من الاكذوبة حين وضعت ايران في خانة الدول المارقه ، لضمان امن اسرائيل ومحمياتها من دول البترول ، التي لم تألو جهد في تخزين ترسانتها من الاسلحة الغربية ، وجعلها في قلق دائم وهي غاية توريد تحت عنوان التهديد . هذه الستراتيجية انتهت حيث خلقت اختلاطا في الاوراق ، ثم انبأت بما هو ادهى واخطر على المنطقه ، من اللعب على هذه الورقة . فكان لابد من انفراج لا يبتعد عن مصالح امريكا والغرب ، ضمن متغيرات جديده . 1- الحفاظ على امن اسرائيل من السلاح النووي ، وجعله في خانة المنتج للاغراض السلمية وتحييد ايران . 2- التخلص من الكيمياوي السوري بعد الاتفاق الامريكي الروسي الذي كان يهدد اصدقاء امريكا. 3- ضمان مرور النفط عبر مضيق هرمز بسلام وبرعاية ايرانية بعد انهاء ازمة التهديدات . 4- انهاء اكذوبة التمدد الايراني تحت العنوان الطائفي ، التي جعلت من بعض الدول ان تسعى لخلق جدار سني لمحاصرة التمدد الايراني ، وما خلق هذا الادعاء من توترات اشعلت المنطقة مؤدية الى انهار من الدماء وانهيار أشعل المنطقة برمتها . وبذلك ستكون هناك توازنات تضبط الايقاع من خلال لاعبين اقوياء في اشاعة التفاهمات . 5- امريكا ستخرج من افغانستان ، وسيكون هناك فراغا كبيرا في هذا البلد ، وان ايران فاعل قوي فيه فعليه من الضرورة تحييدها والتنسيق معها بعد التسوية التي ستكون في المقام الاول للغرب الايراني وهي القضية السورية التي ستلازم الملف النووي في الاشهر القادمة . 6- الاتفاق الامريكي الروسي على محاربة الارهاب من جهة ، والحد من الدور الروسي الذي امتد الى ايران ومصر وسوريا من خلال فتح صفحة جديده مع تلك الدول من جهة اخرى . فبادرة امريكا الى الصلح مع ايران ثم ما صرح به كيري ضد الاخوان في القاهرة : ان الثورة قد سرقت من قبلهم ، ثم الانتهاء من ضرب سوريا ، كي يكون امر الميول الى الروس متوازنا في معادلة الرؤية الى الموقف الامريكي . وبهذا الصدد كشف دبلوماسي عربي يعمل في الأمم المتحدة عن تبدلات جوهرية في سلم أولويات الادارة الأميركية بعد سلسلة من التقارير الصادرة عن مراكز عسكرية استراتيجية تنصح أصحاب القرار داخل البيت الابيض باعطاء الأولوية المطلقة لمحاربة الارهاب المتفشي بشكل خطير على الغرب وتقديم هذه الحرب على الأهداف التكتيكية بما فيها اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقدم في هذه الأثناء خدمة ثمينة لمشروع مكافحة الارهاب، والذي انطلق في أعقاب عملية تفجيرالبرجين في نيويورك خصوصاً في هذه المرحلة الحافلة بالعمليات العسكرية النوعية التي ينفذها جيشه ضد قيادات تنظيم "القاعدة" ومتفرعاته في بلاد الشام . اذن تبدلت الادوار ، وسترغم الدول الداعمة للارهاب ، ان تكون بحجمها الطبيعي كلاعبيين في المنطقه .