الحبشكلات هي سبب المشكلات ./عبد الجبار الحمدي

Wed, 27 Nov 2013 الساعة : 20:27

كل مسئول له حبشكلات مختلفة اللون.. وكوننا من متغيري الأمزجة السريعة الإلتواء، ترانا نسير خلف بهرج حبشكلات المسئولين، ربما ليس هذا قاعدة ثابتة لكنها ظاهرة موجودة، وقد يقول البعض أنها أساسية في نمط السياقات والانحدارات التي تغير الكثير من الأشخاص الذين حملوا مبدأ او قيمة تراهم يتهمشون او يتضاءلون وانجرفوا مع التيار أسوة بالآخرين الذي امتازوا بالخيلاء والزهو الكاذب...

حبشكلات... كلمة دارجة يفهمها من يعلمها ويتعامل بها، لأنها وسيلة جديدة لظاهرة مستوحاة من الذين يتخذون الحبشكل ويتعبونه بلا مشكلة.. بالطبع دخل العديد بل الكثير من المسميات التي غرق المجتمع العراقي بحوضها نتيجة الفساد الإداري والوظيفي والإجتماعي، وهذا ليس حجة نلقيها على مسمى الفساد بقدر ما هي نزعة لدى الإنسان بشكل عام، لكن يختلف من يمسك بها ويعطيها مسمى ينزه نفسه به وينزه من يدفعه الى ذلك لتقوده الى سحب وجر من لا يأخذ بها حفاظا على قيمة ومبدأ يشعره انه أفضل منه وهو يسير عليه.. عادة ما نرى من يمسك لسانه أو قلمه كسوط يجلد الظواهر وينتقدها وهي ليس جديدة... وفي بعض الاحيان هناك من يقوم بذلك فقط ولربما حتى انه يبرر ما يملك من قدرة على فعلها متى ما جائته الفرصة إذا أراد... لكن من هو الشخص الذي من لا يدع للغير العلم او المعرفة بتلك أو هاته؟؟ هذا ما لا هو ملاحظ في مجتمعنا، وكون النقد لظاهرة بشكل بناء ربما يعيد النظر في التعامل بها يشكل علاجا ربما يكون وقتيا .. كونه مقتضى حاجة أو ربما أجبر البعض على فعل ذلك، فلملمة الحبشكلات من هذا وذاك تبرر كون الحبشكل يمر بوقت عصيب بسبب ظروف.. لكن مع الوقت يجعلها عادة شهرية أو دورية... أو حتى يومية كما هو حاصل في زمننا ووقتنا هذا،  أو لعلها مُعَوَل إرث الزمن الأغبر... والزمن الجديد..

المهم أنه يجبعلينا البحث بهذه الظاهرة والتي بالتأكيد ليست جديدة وإنما المسمى ربما يكون كذلك فالرشوة كالمسئول الجديد لها قياسات ومقاييس تعرية، يدرك متى يسقطها ويلبسها هذا المسمى أو ذاك.. لذا تراه يبتدع الكثير من الامور او المسميات لنيل ما يرنو إليه، بعدها يضع بصمته على أفواه كانت تكتب وتتقول عليه بالكثير نتيجة أفعاله الغير سوية.. فتراه يجمع ممن يحبون الحبشكلات ويُكَون مِنهم لجنة او جماعة حبشكليين ممن يرغب ثم يعمد اليهم بتسييس افعاله ومدحها وإن كانت مذمومة .. وضرب من يكتب عنه أو ضده باستخدام التسقيط... ثم ترى الساحر حبشكل يقوم بدوره والخداع البصري الذي يغطي الكثير من الشواذ وأولها عمل من يجلد بالسوط العاهات من الساسة والبرلمانيين... سواء على المستوى المحلي او المركزي... ببث مسامير من النوع الاسفيني لقض مضجعه ومنعه من التحرك بعد الحراك بشكل جماعي حبشكلي عليه...

الجميع في المجتمع العراقي يعلم أن الحبشكلات هي المغذي الذي يمكن ان يطعمك الجلوكوز حتى لو كنت فرقعلوز في الحديث والسباب.. وايضا هذا ليس بجديد، فحاشية المسئول إليه تؤول، بالفعل والقول، وعند رغبته كل شيء سلبي يزول، لأن الحبشكلات لها عجيب المفعول... وهكذا يتورط من يتعود مخدر الحبشكل فتراه يدمنه حتى يغرد بالكلام المعسول وهيبته تزول .. لكنه لا يعير لذلك أيه أهمية أو شعور لانه تَحَبَشكل بأفيون المسئول، وتاه عن ضياع الرؤية وبرمجة العقول، وبات مخمور .. ويبقى يدور ويدور كالثور مع الناعور...

ظاهرة الحبشكلات... ظاهرة يعتبرها البعض صحية كونها تغير من مجرى حياته، رغم اختلاف الخطوط المتوازية في مسمياتها بعد أن استشرت وقفات الأنا بشكل واضح، فكل وقت له مرحلته، وكل شخص له حرية الانتماء الى هذا التيار او ذاك .. لكن الغريب ان من يبيع القيم يتناول الحبوب المخدرة تلك عبر قنوات تبحث بأصابع خفية لتسقيط للأخرين بكلام معسول، او بالوجه المقنع الذي يلبسه، كونه ينادي بشيء ويفعل عكسه وهذا جلي للكثير وربما ذكر هذه الظاهرة سيوجع من يعلم أنه من الحبشكلين، هذه المفردة التي لها سمعتها وقيمتها لبعض الاشخاص الذين ينتقدون بشدة هذه الظاهرة والمتسلقين عليها، وهناك من يأسف كثيرا متى ما رآى الحبشكليون يتكاثرون... لكن ما باليد حيلة، إنه زمن الحبشكلات هكذا قيل .. مفردة جديدة ربما اختلف اسمها من قبل ... لعلها هي مثل اليرقان الذي نراه يتكاثر ويتسلق بسرعة في هذه الأيام... ؟؟؟؟؟؟؟؟

 

Share |