على العرب تحمل المسؤولية/طاهر مسلم البكاء

Wed, 27 Nov 2013 الساعة : 19:54

لماذا ايران تدافع عن العرب والحق الفلسطيني تحديدا ً مما حملها عداء الصهاينة والغرب المنفعل صهيونيا ً، لقد توفرت لأيران فرصة مشاهدة ما حل بالعراق قبلها ،وكيف تخلت الأنظمة العربية بأجمعها عن شعب العراق نتيجة انتهاجه سياسة معادية للصهيونية ،والغريب ان انظمة وقف الى صفها شعب العراق وقفات بطولية أختلط فيها الدم العراقي بالدماء العربية في ثرى الأراضي العربية المحتلة ، عادت لتصطف بنفس الأصطفاف الذي اصطفه الصهاينة وومن ساندهم لتدمير العراق وقتل العراقيين عام 1991والمشاركة في أقسى حصار جائر غير آدمي ضد شعب العراق وبعضها مستمر الى اليوم في ايذاء العراق وقتل شعبه مستغلا ً كبوته !
إذن من المستحيل ان تكرر ايران خطأ العراق وتدافع عن فلسطين والعرب مضحية بشعبها وموارده وبناءه وتقدمه ، حيث أثبت الشعب الأيراني ،من خلال منازلته للغرب والصهيونية ، أنه شعب شجاع أعتمد على نفسه في بناء قدرات ذاتية في الصناعة والزراعة وتقليل الأعتماد على الأستيراد الخارجي الى الحدود الدنيا ،وهذا ما كفل له الصمود في مواجهة الحصار رغم كثرة عدد نفوسه مقارنة مع العراق .
دفاع متقدم :
ان ما قامت به ايران هو دفاع متقدم بكل المقاييس لحماية ايران ذاتها ، حيث ان ايران ومنذ سقوط الشاه بفعل الثورة الأيرانية كانت رقبتها مطلوبة حية أم ميته ولكن هذا لم يتوفر للغرب بفعل شجاعة الأيرانيين وحسن سياستهم ، وهذا لايدخل ضمن المديح بقدر ما قد أثبتته الوقائع كما حصلت على الأرض ،إن ايران كانت مطلوبة أكثر من ليبيا واكثر من سوريا وغيرها من دول العرب، الذي تدخل الغرب في تغيير أنظمتها المهترئة رغم عدم تاثيرها على مصالحه، كونه كان يبحث عن المزيد من الغنائم ويظهر ان هذا حصل فعلا ً ،وهذا ما حدى بالقيادة الأيرانية الى الهجوم والذي هو أفضل وسائل الدفاع .
فلسطين وايران والعرب :
لقد تساءل العديد من المحللين والسياسين العرب فيما اذا كان موضوع فلسطين قد شمل بالمفاوضات الغربية الأيرانية ، ونقول ان ما قامت به ايران وحتى ولو كان دفاعا ً عن اراضيها ، من تقوية للجبهة العربية بمواجهة الصهاينة هو موقف مشرف منع تداعي هذه الجبهات ووصول الصهاينة الى ابعد ما يكون في عمق الأراضي العربية ، وحتى ولو توقفوا عند هذا الحد فهم قد عملوا ما يشكرون عليه وعلى العرب ان ينتبهوا الى انفسهم وان رقابهم واراضيهم وثرواتهم هي التي كانت مطلوبة بالأمس وهي المطلوبة بالحاح اليوم ، وحتى أولئك الذين يعملون على إذكاء الفتنة في البلاد العربية وتحطيم دول وموارد العرب ضنا ً منهم ان هذا سيسجل لهم الحظوة لدى الصهاينة والأمريكان فهم أغبياء واهمون ، فهم لن يبلغوا ما قام به حسني مبارك في خدمة أولئك الأسياد ومع ذلك تخلوا عنه خدمة لمصالحهم وتنفيذا ً لمخططاتهم .
ان على العرب التعمق بدراسة التاريخ القريب منذ دخول الصهيونية ارض فلسطين والى اليوم ودراسة ما يصدر عن قادة الصهاينة من أفكار غير خافية ،يعلنوها على الملأ لأعتقادهم أن العرب لايقرأون وأذا قرأوا فهم نيام لاينتبهون ، فعسى يدرك قادة العرب ،إذا كانوا فعلا ً منتمين الى بلاد العرب ، عظم الخطر الصهيوني الذي يتهدد دول العرب وعموم البلاد الأسلامية ،وإذا كانوا غير قادرين على تحمل مثل هذه المسؤولية بل أنهم يفضلون الأنتظار وهم يؤدون الأدوار الموكلة لهم لحين تتم إزاحتهم كما ازيح من قبلهم ، فعلى الأقل ان يكفوا عن إيذاء العرب والأيغال في تدمير البلاد والدول العربية .

Share |