جهاد المرأة/فلاح السعدي

Mon, 25 Nov 2013 الساعة : 1:04

للمرأة في الإسلام وفي أوساط من يعيش على هذه البسيطة دور مهم ورائد في نشوء الحضارات, وبناء حضارة إنسانية يتطلب نحو من الجهاد لقيامها على الخير في الدنيا والآخرة, وهذا ما يقوم به الرجال بهمم وعزم متواصل, وفي كل هذا تواجد رفيق لجانب الرجال, ومثلما يتحقق بالرجال الفوز والنجاح فقد تحققت الانتصارات أيضا بهذا العضيد الذي رافق الرجل والأبناء والآباء والأخوة ألا وهي المرأة, ومن هنا نرى أن الرسالة السماوية المنزلة على خاتم الأنبياء لم تنس حق المرأة وأعطتها ما يوصلها من الجهاد في البيت والأسرة وتحمل الأذى والصبر بل والأكثر من ذلك فترة حملها إلى وضعها للحمل فهي كالمجاهد المرابط في سبيل الله كما روي عن زيد بن علي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الجهاد، فقالت امرأة: يا رسول الله ما للنساء من هذا شئ ؟ فقال: بلى، للمرأة ما بين حملها إلى وضعها ثم إلى فطامها من الأجر كالمرابط في سبيل الله، فإن هلكت فيما بين ذلك كان لها مثل منزلة الشهيد.
فالمرأة هي التي تلي أمور الأسرة التي تكوّن المجتمع وهي التي تربي أناسا مضحين في سبيل اعلاء كلمة الحق والدين.
ولنساء عصرنا فنقول أن عليهن أن يتصفن بصفات نساء خلدهن التاريخ، كالزهراء (عليها السلام) وزينب الحوراء التي كانت تمثل أروقة الانتصار والجهاد الحق، فلتكن النساء عوناً لأزواجهن وليتطلعن على حركة الصراع بين الإسلام والكفر اليوم بل عليهن أن يميزن دول الكفر والعداء، وخصوصا أن إسلامنا اليوم تُشن عليه الهجمات واحدة تلو الأخرى، وما تلاقيه المرأة المسلمة من الغرب الكافر من سوء المعاملة والمحاربة للحجاب الإسلامي وللرسالة السماوية المحمدية.
فالمرأة المجاهدة هي التي تهمها أمور المسلمين وهي مصبحة وممسية كل يوم، لكن إنهن وللأسف مغيبات وأي غياب..؟؟
غياب ترى فيه حمل المجهولية بكثير من المسؤوليات التي لا بد على المرأة أن تحملها وتتكلفها لتكون عونا ناهضا مع تقدم العصر وتزايد الفتن وحدة الأمور التي يحارب بها الإسلام اليوم من قبل الغرب الكافر ومحبي تفشي الفساد والدمار.
فلا نقول لها احملي سلاحا وقفي في ساحات الوغى بل نقول تعرفي واطلعي وتثقفي لتربي جيلا نبها عارفا يبني البلاد بناءا مستقيما قويا, ونقول لها تعلمي لتعرفي مبادئ الإسلام وأحكام الله تعالى.
أن جهادك هو الحياة الأسرية والأبوية والأخوية والزوجية, ولكن قبال هذا مثل من وقفوا في ساحات الوغى فمنزلك عند الإسلام عظيم، فقد روي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: جهاد المرأة حسن التبعّل. والمرأة أم وزوجة وبنت وأخت وبها كمل المجتمع ومنها تولد الأبطال والشجعان وكثير ممن خطوا بأيديهم تاريخ الشعوب، وهي التي بها تبنى الأسرة والمجتمع المكون لتلك الدول.

فلاح السعدي

Share |