ملوك البترول ..... فقدوا سطوتهم/ محمد علي مزهر شعبان
Mon, 25 Nov 2013 الساعة : 1:03

لعبت الممالك المنبثقة من الرمال ادوارا ، ليس لموقعها ولا لقدراتها الصناعية وبناها التحتيه ، ولا لقدراتها العسكرية ، انما قدر جعل لهذه الارض ان تطفح رمالها بالبترول ، هذه المادة الفعالة في حياة البشر في عهد الصناعة ، جعلت القوى العظمى من اول اهتماماتها بل من امنها القومي ان تكون في شواطيء المياه الدافئه . فقدمت جيوشها واساطيلها الى حيث هذا المورد الذي تتوقف عليه كل صناعاتها . هذه بديهية ولكن الاهم والاجدر، اي نوع من المسخرين ان يكونوا حراس هذه البحار البترولية ؟ من يتولى السلطة لهذا المصدر الاقتصادي العالمي ، هل الوطنيون الاحرار ، والامناء على ثروات شعوبهم ، ام الاتيان بعملاء ليؤسسوا منهم ملوكا وأمراء ؟ يتناسلون فيورثون ، منزلون كما يعتقدون ربانيون ، بايديهم صك الغفران ، فهم الايمان كله ، امناء خزائن الشعب وثرواته ، انزلت فيهم الرفادة والسقاية والسدانة والسياده . قتل من خالفهم عباده ، عبثوا في ارض الله وشعبهم لم يستيقظ من رقاده . دامت الحال على هذا المأل ، امتدت اذرعهم وزرعوا بالرشى وكلائهم ، غيروا انظمه ، وتأمروا في اروقة الخفاء لانقلابات ، وامتدوا بعيدا دعما للوحوش من بحور البترول ، التي ادت الى سيول بحر الدماء بين الشعوب . متكؤون على عكازة البترول التي تسمح لهم ما يلعبوا من اوراق ، مستوردون كسوق لتمضية كل ما خزن من سلاح ينعش اقتصاديات المنتج الكبير ، مأتمرون بكل الوصايا لعميل يجسد بحرفية ما يؤمر به ، سوق واسعة لاستيراد سجادة الصلاة وعباءته وربما حتى قبلته .
من منتصف القرن العشرين وليومنا هذا ، المعادلة لمن يدفع المال ، ويسخر العملاء والادوات تحت عناوين شتى ، في ان تبقى تلك المملكة في حيازة القابض على الامور ، اكثرها دموية هي امارتها المسلمين . وتباعد الامر ما بين المسلمين والاسلام . وهذا ليس من الاهمية حين يكون الدولار هو الغطاء ، في ان يقود المسلمين . هؤلاء أضحوا الان في ميزان أي اهمية بمكان حين ظهرت متغيرات جديده على الارض ؟
العراق خزين وبدى يتقدم خطوة كبيره ان يسد حاجة الطالب بعد سرقت السعوديه حصته بعد حرب الخليج الاولى ، والثانية امريكا قد امتلكت القرار ان لا تحني قامتها وابعاد طمعها بعد اكتشاف " نفط الصخور " من هنا انقلبت معادلة الصديق الامر الناهي الى صديق ماهية مقدار حجمه وتأثيره ؟ ومن هنا تساءلت امريكا عن ممالك وامارات هي في محدودية الصفر او دونه فبدأت لتمسخ دور هؤلاء بعد انتفاء الحاجة في سطوة قطر والسعوديه وامثلهما ، التي بلغت في السنتين الاخيرتين حدود غير مسبوقة، جعلت من الارهابيين قوة تكاد تضاهي القوى العظمى من حيث الفاعلية والقدرة على التحكم بالشارع الدولي بعد أن تحول الارهاب إلى حالة متنقلة عابرة لحدود الدول العربية.
اذن تبدلت جوهر سلم الاولويات ، من النفط الى محاربة الارهاب ر الى حيث الوقوف الان على من بدى يخطو نحو غرب المتوسط . توقف التكتيكات في ضرب سوريا الاسد ، الى البعد الثاني او المنسي ، بعد جعلوا من ساحة الاسد ميدانا ،وكيف يضرب الاسد الارهاب الذي بدأت تحصده فوهات المدافع، بسبل لم تعرفها المنطقة حتى العراق الذي يخضع في محاربتهم لمعايير حقوق الانسان وشكوى القلوب التي تنتصر للقاتل على القتيل . عرفت امريكا ان ضبط تحركهم وفاعليتهم الذي سيتحول دون شك الابتعاد عن صانعيهم في حالة مسك هذا التدفق فانهم دون شك على الارض سيفرضون اتاواتهم وما يغنمون ، فبدات اولا الضغط على الممول والصانع ، وعندها سيكون للولايات المتحده الوسائل ، التي ربما ستدعم العراق وسوريا بوسائل ، تدعم القضاء على شتات يعتاش على المال قبل القضية .
لنا لقاء اخر في المتغيرات على الارض التي توحي بتغير خارطة التحالفات والتوجهات ، وما اثير سلبا وايجابا بهذا الاتجاه . أخرها الاتفاق بين دول 5+1 وبرعاية امريكية من جهة وايران من جهة وما تحقق في هذا المجال وما هي المتغيرات على الارض .. الاغلب الاعم سيبارك هذا الاتفاق ولكن للملكة رأي ربما ستكون اول الخاسرين فيه ، في موقف العداء الثابت سواء على المستوى الطائفي او كقوة اقليميه .