الديـن بين الجغرافية والعلوم/محمد هديرس
Sun, 24 Nov 2013 الساعة : 23:58

عندما نتطلع على واقع الاديان وجغرافيتها , فلا نجد دينا منتشرا في كل بلدان العالم تجد البلاد العربية وبلاد فارس ينتشر فيه الاسلام ويكون في أوجه , والمسيحية في أغلب بلدان الغرب , وشمال أوربا ينتشر الالحاد واليهودية متفرقة وقليلة.
وسنأخذ الاسلام نموذجا من هذه الاديان , فعندما ننظر الى المذاهب الاسلامية سنجدها أيضا موزعة بشكل جغرافي , فبلدان الخليج العربي ينتشر يها الحنابل والاحناف وبلدان شمال أفريقيا تنتشر فيها المالكية والشافعية وجنوب ووسط العراق وايران وجزء من البحرين والكويت وقليل من السعودية واليمن وقليل من الهند وباكستان ينتشر التشيع , أما أفغانستان فينتشر أتباع ابن تيمية.
فحسب التوزيع الجغرافي سيكون أي شخص يولد في منطقة سيدين بدين منطقته والعجيب من الامر ان هذه الاديان والمذاهب تعتقد أنها الحق والسلوك الافضل الى الله وبعضها يعتبر الاخرين في النار!!.
هنالك بعض الاديان الخارج منها يعتبر مرتد ولابد أن يقتل فعندما تأتي الى الاسلامي يقول يجب أن يكون العالم بأجمعه مسلم فلو درسنا التاريخ الاسلامي وما حققه من انجازات بعد الرسول " ص " ففي زمن الخلفاء الثلاثة كان هنالك الجهاد البدائي لان المسلمين يمتلكون العدة الكافية لغزو العالم فبدأ غزو العراق ومصر والشام واخضاعهم الى الاسلام في أغلب الغزوات بطريقة بشعة يقشعر منها الجلد بداعي انتشار الاسلام.
بعدها جاء الامام علي " ع " ليصحح ما ارتكبه السابقين فأنهى خلافته بحروب داخلية لتصفية اللدان الاسلامية من مخلفات الخلفاء الثلاثة ثم جاء الامام الحسن " ع " ومعاوية من جهة الشام وما حدث من زعزعة حتى كان قرار الوثيقة الذي جعل المسلمين في كفتين بعدها جاءت ثورة الامام الحسين " ع " لتصحيح مسار الدولة الاسلامية وارجاعه الى طريق الحق وانتزاع السلطة من المتمردين وما لبث الا ان وجد 73 ناصرا بعد الضغوطات التي فرضت على اصحابه من سجون وتعذيب وقتل وتشريد.
أما عندما تأتي الى التاريخ الاموي والعباسي فحدث بلا حرج من فساد وقتل وسلب للاموال والارواح وغزو بطريقة السيطرة جبرا لا عن وعي والخلافة العباسية أغلب سنونها كانت تحت سيطرة الاحتلالات السلجوقية والبويهية الى أن وصلت الى اسقاطها على يد المغول وبعدها السيطرة العثمانية الى ان وصلنا الى بريطانيا.
فعندما يأتي الشخص الغربي او الشرقي الذي يعيش في بلدان متحضرة وينظر الى تأريخ الاسلام والى حاضره الذي يعيش على تأجيج الفتن ماذا تريد منه هل تريده يسلم ويعكر مزاجه بهذه الصراعات!! التي عند المسلمين أنفسهم غير واضحة كل فرقة تقول انا الناجية من ضمن 73.
فالشاب المسلم عليه أن لا يخضع الى البعد الجغرافي في عقيدته عليه أن يعرف عقيدته ويؤمن عن علم لا بيئة ويكون مستعدا في الدفاع عن عقيدته وقادرا على التحاور بكل ايمان , تجد هنالك الكثير يؤمن بالشكليات ويعتقد هي طريق النجاة وتغيب عليه الكثير من الامور الاعتقادية ونتسائل هل الولاية هي الحب لآل البيت " ع " فقط أم تطبيق ما جاءوا به , اي عدل هذا الذي تسيرون عليه , اعلموا أن كل رجل يتطلع على التاريخ وهو منصف يحب الامام علي " ع " ويعتبره رمزا للانسانية فليس الولاية بالجغرافية لمن تتوفر لديه ظروف المعرفة والتطلع , الولاية بالاقتداء والسير على النهج.
فنتيجة البعد الزمني بين العالم الحاضر والاديان حدث الكثير من التدليس والاراء لدى العلماء التي بعضها انحرف عن الطريق فوضعت معايير منها ما يتعارض مع القرءآن والسنة والعقل ووضع أيضا علم الرجال ولكن جميعها نسبية وليس مطلقة فستجد عالما يقتنع بهذا الرأي وآخر لا يقتنع وتجد عالم يقتنع بسند هذا الحديث وآخر لا يقتنع مما يسبب شرخا كبيرا بين الفكرين وهذا ما نراه الان.
فلا نتهم كل من لم يسلم هو في النار حتى وان لم يصل اليه الدليل أو وصل اليه الاسلام بصورته الحالية التي عليها من طائفية وقتل على الهوية وتكفير , فهل من المنطق اني ابحثفي دين وانا أجد أنهم يتحاربون فيما بينهم بداعي التقرب الى الله وبهذه الوحشية.