كلكامشيات -زاحم جهاد مطر

Sun, 7 Aug 2011 الساعة : 10:17

8 - الانتصار
أنظر ... هناك حارس
عند البوابة السحرية
خومبابا الرهيب أوكلهُ لحماية البوابة
فكن حذراً يا كلكامش
وكيف يمكن أن تقتله
مهلاً .... مهلاً
دعني أنظر اليه جيداً
دعني أدقق في هيئتهِ
من عادة هذا الحارس أن يرتدي سبعة دروع
من زمرد
ولكنه الآن يلبس واحدة فقط
أنه لفرصة يا كلكامش أن تنقض عليه
هيا يا بطل أوروك
تحرك مثل فهد البراري
وأهجم مثل أسد الغابة
إنحدر بخفة نحو الغابة
وأنقض عليه كثور وحشي
*****
تسلل الصديقان بخفة وسرعة
وما أن رأى الحارس كلكامش
أراد أن يصرخ
إنقض عليه كلكامش ونادى:
أنكيدو ... أفتح البوابة
*****
أنكيدو ... يلهث ... إنه متعب
دعنا يا صديقي نتوقف هنا
فقد شلت البوابة يداي
لا يا أنكيدو ... لا تتحدث كانسان ضعيف
خائر القوى ... يا صديقي
لقد واجهنا كل الصعاب
وعبرنا كل هذه المخاطر
والآن أراك تهاب الموت !!
مرة أخرى ... تهاب الموت يا انكيدو
هيا ... أبق الى جانبي
سوف يتلاشى شلل يديك
ويهدأ روع قلبك
يا صديقي...
لا تدع الخوف يلجم الشجاعة
والتردد يوهن العزم واليأس
انسى الموت... لتتذكرك الحياة
*****
ها .... قد وصلنا الجبل الأخضر
ومع غروب الشمس سأحفــر بئراً
وارتقي الجبل وأنثر الماء المقدس
وقبل أن نتوغل في قلب الغابة
ونسير في المسالك المؤدية الى خومبابا
وحتى نحتفظ بقوانا للنزال
لنأخذ قسطاً من الراحة والنوم
*****
أوه ... يا صديقي
لقد أراني الجبل حلماً
رأيت اننا نقف في هوة جبل
فجأة سقط علينا الجبل
كنا .. أنت وأنا ... بحجم النمل
صدمني الجبل
وامسك بقدمي
ثم انبثق نور وهاج
طغى باللمعان والسناء
كل هذه الأرض
النور انتشلني من تحت الجبل
وسقاني الماء...
وسر قلبي وفرح
اليس هذا هو البشرى يا أنكيدو؟؟
نعم ... إنه يحمل البشرى
إن الجبل الذي سقط عليك هو خومبابا
وسوف نتغلب عليه ونقتله
إنه اللقاء القريب الحاسم
*****
يسمع خومبابا صوت قطع الاشجار
يضطرب ويغضب ويزمجر ويصرخ
باعلى صوتهِ: صرخة قوية
تتناقل صداها الجبال
ويرسل زفرة من لهب ونار
من هذا الذي تجرأ ودخل بيت الاسرار
من هذا الذي تجرأ وقطع الاشجار
انه مرعب يا انكيدو !!
إنه الهلاك بعينه يا انكيدو!!
قالها كلكامش بقلب خائف
انظر الى أطرافي... انها ترتعش
انها ترتجف مثل اغصان الصفصاف
مثل بردي الأهوار
فلنتضرع للاله شمش ونتوسل
انه المعين للخلاص من هذا الهلاك
ايها الاله شمش
استمع الى ندائي
استجب لدعائي
*****
يلبي الاله شمش النداء
ويسوق الرياح العاتية والامواج العالية
فتحيط بخومبابا ، وتشل حركتهُ
وتسلب منه العزيمة والإقتدار
وتزرع في قلبهِ الخوف والإنكسار
فتتلاشى قوتهُ وتلين صلابتهُ
يشعر بالخذلان والإندحار
قبل النزال
فيلوذ بالحفر
ويختفي تحت الحجر كالجرذان
وينحني بكل خشوع
كأنه أمام آله
ويعلن الإستسلام بكل خضوع
والتنازل عن كل شيء بكل خشوع
إنه الذل والهوان
بعد ضياع الملك والصولجان
لم يفكر هذا التفكير
ولم يتوقع هذا المصير
يتوسل بإلحاح ان يبقى حياً
حتى لو كان اسيراً
أو خادما حقيرا
يتعجب كلكامش ويسأل..
أنكيدو
هل هذا مرعب الأبطال ؟
هل هذا مخيف الأجيال ؟
أنظر ...هل هو خومبابا حقاً ؟
 انه يرتعش كالأطفال
كأطفال أوروك عندما يسمعون باسمهِ
لا اصدق عيني يا انكيدو !!
بل صدق ما تراه يا صديقي
كل رموز الشر جبناء
يخافون المواجهة الحقيقية
لذلك فهم يلجأون الى المكر والخديعة
والغدر والوقيعة
انهم يتنازلون عن كل شيء
حتى الكرامة !!
لا يبالون بالعار والشنار
وعزة النفوس عندهم مفقودة
ولأنهم بلا شرف فلا يبالون بالشرف
ويرضون العيش بلا عزة أو شرف
اوه ... يا انكيدو
لقد رق قلبي عليه
واريد الإبقاء عليه
ماذا دهاك يا كلكامش
انه رمز الشر ايها الصديق
انها اللحظة المناسبة للتخلص منه
فأقطع رأس الشر أيها الصديق
فالجميع بإنتطار الأخبار
أخبار الانتصار
القريب والبعيد والداني والقاصي
في اوروك والأقاليم الأربعة
يا انكيدو
أليس الانتصار ان ينكسر العدو وينهار؟؟
لا يا كلكامش
إنها الخديعة ... خديعة الأشرار
عند الهزيمة أو الإندحار
إذن ... سأقتله يا انكيدو
سأقتل هذا المخادع الجبار
وأرمي بجثتهِ للوحوش البرية
_____________________________

 

Share |