القيادات السياسية < المنوية >/حسين الشويلي
Thu, 21 Nov 2013 الساعة : 23:56

وفق المنظور العلمي أنّ الخصائص الغير بيولوجية , كالذكاء, والقدرات النفسية المختلفة لاتورّث أي لاتنتقل مع الجينات وهذه مسلّمة دينية من خلال قوله تعالى ( وخلقناكم فرادا ) وأيضاً بديهية علمية لامواربة فيها .
والتأريخ يحدّثنا بأسهاب عن حقائق,, تأريخية,, وقعت تُدلل على صحة هذه النظرية , وحسبنا في قصة النبي يعقوب -ع - وأولاده أوضح مصداقٌ بأن روح وثقافة وتُقى النبي يعقوب لم تنتقل الى أحد عشرأبنٌ من أبنائه , والذين يرتبطون معه بعلاقة الدم لكنّهم تخلفوا عنه وأفترقوا مع أبيهم مضموناً وفكراً وأيماناً , أي أتحدوا معه بالعامل الطبيعي كأب مع أبنه من خلال علائق صلة الدم , لكنّهم تقاطعوا مع ملكاته النفسية والفكرية والعقيدية . وعلاقة الدم قسرية أمّا الأقتباس الفكري والعقيدي فهو طوعي , ولهذا لم يمنح أولاد العظماء والعلماء الجنة والرضوان كونهم أبناءاً لهم , لأنها علاقة قهرية لاخيار لهم فيها . لكنهم منحوها بجهدهم الخاص .
وهنالك أمثلة كثيرة يغذينا بها التأريخ من على شاكلة هذا النمط من العلاقة . ومن هذه الجزئية أمرنا الله تعالى أن نتقصى أخبار وشؤون الحضارات السابقة . لنستمد منها تجارب وخبرات جاهزة , تكوّن لنا ثقافة ومفاهيم عملية عاشتها شعوب قبلنا , ومن خلالها نكوّن مجموعة من الأجابات لكثير من الأسئلة التي تنتجها مقتضيات المرحلة الراهنةً أو المستقبلية لتحل عُقد كثير من الأشكاليات التي يقع فيها الناس عادة ً .
وقد تكون كارثية على أيمانهم وأمنهم وحياتهم من خلال أتباع أشخاص لنسبهم ( القهري ) دون مراعاة جدارتهم وكفائتهم التي أشترطها الله تعالى أن تكون من أوضح وأهم سمات القائد والمتصدي لأي مجموعة .
ومهما أجتهدنا في البحث, لم نجد في غير الأمم العربية ثقافة التوريث هذه , لأنهم رفعوا شعار << الكفاءة >> كشرط أساسي , عوضاً عن مسميات لا مضمون لها وأنما هي خصائص مادية تنتمي بواسطة صلة الدم الى شخصيات تحمل الكثير من مقومات القيادة الروحية والسياسية , والى مجد,, تليد تمّ صنعه بعصامية وجهد وأخلاص .
وفي أحدى دروس السيد الأمام الشهيد محمد باقر الصدر - رض - وكان يعالج موضوعه \ السنن التأريخية \ يعمل مقاربة بين تأريخ الفرد ككائن منفصل عن مجموعه , وبين التأريخ البشري الذي يمثل ممارسات البشرية على طول مسيرتها في خط الحياة .
فيكون التأريخ المرتبط بالفرد ككائن ينتمي لمحيطه , وبين تأريخ البشرية كمجموع من الأفراد تتشابه من حيث أنّ أنتقال خصائص مرحلة معينة بكل ميزاتها الحضارية والفكرية والعقيدية , الى ما يأتي من بعدها على نفس البقعة الجغرافية يكون مشروط بالآداء وليس بالأنتماء الطبيعي لتلك المجموعة السابقة . فنجد أرتقاء في مرحلة,, معينة وأنحدار حضاري في مرحلة تليها , على الرغم من أن مَن مارس الأرتقاء هم الأباء ومن أنحدر من القمة نحو السفح هم الأبناء على نفس المساحة الجغرافية . فرغم أنّ الجيل المنحدر يحمل كل الخصائص البيولوجية ( المنوية ) الاّ أنّه أنعزل روحياً وثقافياً وفكرياً عن أصله, الذي تفرّع عنه . ومن خلال هذه القطيعة الروحية والفكرية لايمكن أن يكون الجيل المنحدر أمتداداً طبيعياً للجيل الذي تربع على القمّة لأنه لاوجود تطابق بين الأول والثاني . فيكون غريباً عنه بكل ما للغربة من أنقطاع وأن كان يحمل خصائصه المادية .
وقد نجد الحضارة العراقية بشقيها - الرملي \ والطيني - البداوة والحَضر .. من أكثر الناس تشدقاً بعلاقة الدم دون الأنتباه والأكتراث الى عنصر الكفاءة وأشتراطها في مَن يتصدى لزعامة القبيلة . فقبل ولادة الأحزاب في العراق كانت هنالك القبائل المنتشرة على الجغرافية العراقية . فكان زعيم القبيلة الذي يمثّل السلطات التشريعية والتنفيذية والنقدية وحتى القضائية , نجده يتمتع بمكانة لايرقى اليها الشك ومحاطة بهالات من القداسة والمهابة وينظر لها على أنّها موضع تفاخر وأعتداد ! فقط لأنه زعيم قبيله وصل لمنصبة هذا وفق الضروف الطبيعية من أتصال الأباء بالأمهات ! وليس وفق أي أعتبار فكري أو ثقافي أو عقيدي واقعي وليس وجود مثالي أستمده من صلة الدم المادية القهرية .
والمسؤول عن الحضيض الحضاري عند العراقيين الآن هي هذه النزعة المجحفة بحق الكفاءات وتقديس الأنتماء السببي .
وقد حارب الأسلام وأنتقد بشدة هذه النزعة المتجنية على الحقائق في التفكير لأنها تمثل أنتهاك بحق الكفائة والجدارة وأقصاء للأفضل الذي من خلال تفكيره المتزن قد يجنب أفراد المجتمع الكثير من الأخطار , ويأخذ بهم صوب الأرتقاء الأمني والأقتصادي الذي تتحقق فيه كرامة الأنسان وسعادته .
وواجبنا الشرعي كمسلمين وواجبنا الوطني كعراقيين يتعرض أسلامنا الى أكبر سرقة من خلال أنتحال شخصيات بعثيية ومخابرات دولية دور ( المشايخ والمفتيين ) أن نكون أكثر شجاعة في طرح المواضيع التي تمس راهننا في الصميم , وننأى عن المجاملات واحاديث الطلاسم التي تشتت الوعي العام . فأثارة تساؤل حول شخصية ما لايعني أعلان حرب ضدها ! بل هو أستكهان وأستفهام وأقامة الحفريات حولها كي نحافظ على ما تبقى من ( شيعة ) العراق وعلى وحدتهم ككيان عقيدي جمعه مفهوم الولاية من بعد النبي صلى الله عليه وآله, وفرّقته زعامات حزبية لاتملك من نسبها الاّ الأسم لا المضمون .
والسؤال هنا موجه الى أتباع السيد مقتدى الصدر , ما المقومات القيادية التي يمتلكها السيد مقتدى ؟
.
وهل أنتمائه لآل الصدر , حجة شرعية ووطنية للأنصياع له دون مساءلة النفس حول وجه التشابه بينه وبين رجالات آل الصدر النجباء الذين قضوا شهداء جميعاً ؟ وخصوم مبدئيون لأل سعود الوهابية الذين أعلنوا عدائهم وحربهم ضد كل ما للشيعة من مقدس , بل قالوا ( أمامنا يزيد وعدونا الحسين ) علانية وعلى مرأى ومسمع وبرضا تام من حكّام آل سعود ومن يمثل مشروعهم التخريبي في العراق أمثال أسامه النجيفي الذي يقول فيه السيد مقتدى . أرجو الأطلاع على هذا الرابط . http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/67748-2013-11-20-08-50-33.html .
مالذي يدعو رجل من آل الصدر لينغمس مع , أفراد لايخفوا تعاونهم مع آل سعود وآل أردوغان سابقاً في أوج تدخلهم مباشرة بقتل العراقيين .؟ هل هي السياسة ؟ التي تبيح للسيد مقتدى أن يكون من أصلب خصوم المالكي ليدكدك التحالبف الوطني تناغماً أو تزلفاً للنهج الوهابي الأرهابي المعادي لكل القيم الاسلامية الأنسانية ولمذهب التشيع على وجه الخصوص ؟ قبل أن تكون ( صدرياً ) سل نفسك هل السيد مقتدى يصلح أن يكون الأمتداد الطبيعي الفكري والعقيدي والثوري لخط الشهيد الثاني والأول والمغييب موسى الصدر والسيد أسماعيل الصدر رضوان الله عليهم ؟
أن كان كذالك دلنا على أوجه التشابه كي نعترف لكم وللعالم بثوريتكم وننفض أيدينا عن كل ما سوى السيد مقتدى الصدر من قيادات شيعية ؟
هل بتشكيله مجاميع مسلحة في البصرة وبقية المحافظات لسحق كرامات الناس وقتلهم وترويعهم يوائم الخط الصدري العتيد ؟ هل بحصاره لمدينة النجف وللسيد السستاني - دام ظله - من الدين وآل الصدر بشيْ ؟ هل بزيارته لأربيل ولقائه بمسعود البرزاني وأياد علاوي وآخرين لايعلمهم الاّ الله لسحب البساط من تحط التحالف الوطني والمالكي لتمكين توجّه أياد علاوي ليحكم العراق والشيعة على وجه الخصوص يتفق وصلابة رجالات آل الصدر في الحق وتقوية الحوزة وما تمثله من نهج,, عقيدي ؟ وهل أكوام التهم التي أحاطها بالمالكي وحزبه, منذ بدايات ترأس المالكي للحكومة . حتى وصلت بقناة البغدادية والشرقية التي تهزأ بكل رجالات الحوزة والشيعة لكنها أن تعرّضت للسيد مقتدى قدّمته بديباجة ( سماحة السيد ) هل يستسيغ الشهيد الأول أو الشهيد الثاني أن يمتدحه البعثييين ؟ وهل سيء الصيت أنور الحمداني البعثي الثمل في بعثييته في نعته, للسيد مقتدى بسماحة السيد مصادفة ؟
الكثير من الأسئلة يمكن أن تطرح لأتباع السيد مقتدى الصدر لتقديمهم توضيحاً منطقياً وواقعياً حول ممارسات زعيمهم المضطربة أداءاً ومضموناً . وأخيراً هل من المرؤة هل يُنسب فرد كالسيد مقتدى وما هو عليه من شأن ! الى رجالات عقمنّ النساء أن يلدن كمثلهم ؟ أن كنت محباً للشهيد الثاني وتنتمي لنهجه الثوري فعليك بأسقاط كل ما يسيْ لثورته ومنهجه حتى وأن كان ذالك الشيْ متصلاً معه بالدم لكنه متخلف عنه روحا ومضمونا كما أسقط اللهُ تعالى كنعاناً أبن النبي نوح .
وحكمنا على السيد مقتدى الصدر وفق مواقفه المعلنة وليست وفق النوايا أو لأستحقاقات حزبية .
وقالت العرب . كانت مودة سلمان لهم رحما = ولم يكن بين نوح وأبنه رحمُ
هيهات لا قرّبت قربةٌ ولا رحمٌ = يوماً أذا أقصت الأخلاقُ والشيمُ