دموع الفراق ؟ ... تعانق فرحة الشهادة ..( رثاء الى شهيد العراق الملازم اول علي حميد نعيمة الزركاني )../ازهر جابر موسى
Thu, 21 Nov 2013 الساعة : 1:03

ياحاملي نعش علي .. دعوه لي لأودعه ... صوت من خلف الرجال ينادي ؟ تقدم الرجل كمشلول الخطى .. محمر العينين .. مزرق الشفاه .. فصاح بهم بعد ان انكشفوا سماطين ؟ ان ازيلوا بياضكم عن ثغر علي لأقبله .. ليطبق على شفاهه طويلا ؟ كيف وجدتها .. وماذا قلت وقال لك .. هل قلت له .. ان حبك قد اختلط مع الدم في الفؤاد .. هل قلت له انك كنت في انتظاره لتضمه الى صدرك كما تعودت .. لماذا بقيت طويلا كأنها الدهر على شفاه علي ؟ مذهول .. غير مصدق ؟ لا ياحميد لقد فقدت حبيبك .. زينة الشباب في مقتبل العمر .. مات نسيج الامل .. مات صاحب الوجه الصبوح والبسمة التي لم تفارقه حتى بعد الموت .. مات عريسك في شهر عسله .. رحل صاحب القامة الجميلة .. والشمائل المديدة .. والشجاعة والقناعة .. ماذا اسر لك ؟ ماذا اوصاك ؟ هل عاتبك ؟ لأنك لم تكن موجودا عندما تداركته يد الغدر لتحمية ؟ هل قال لك ان جنان الرحمن بين يديه ؟ هل عزاك ياحميد بجرحة المتفجر دما .. هل اوصاك بكتم اهاتك وان تحبسها .. ان تطفي نار فؤادك لان لك الاجر مدخر ؟ هل بث لك حزنه عن فراق والدته .. وانه لم يعد يسمع صوتها العذب صباحا ؟ سيفتقد نظرتها الحنون .. نور وجهها .. هل اودعك سلامه لها ؟ سلام الحب والشوق للإغفاءة بين زنديها .. ان لا تحزن .. وان تفرح في هجرتي .. ان تبارك لي شهادتي .. ان تبارك لي اكفاني .... يا امي ان عرسي في الارض يوم الشهادة .. يوم القي حور الجنان .. ودمي فوق الصدر وسام كالقلادة .. اه ياامي لواراك قبل ما يأتي الردى .. زوديني بدعائك وامنحي قلبي الرضا .. فلست اخشى من الممات ..
هل قال لك لماذا جعلوه شهيدا مضرجا بالدماء بأيدي الغدرة الفجرة .. هؤلاء الجراثيم .. قاتلوا الاحلام سارقوا الحياة .. قاطعوا الرؤوس .. اصحاب الايادي اللئام القذرة ؟
اه ياحميد لقد نام ولدك في الحفر .. كيف استطاعت يدك ان تحث التراب على قبره .. وانت الذي تبني له بيتا ليغفوا به ... كيف استطعت ان تتركه وترحل بعد ان خاويته .. من يملا مكانه .. قد سميتك بكل الاسماء لتكون لي وحدي .. فيها ملامح شخصي .. سميتك وطننا لعنواني .. لأنك حارس شخصي ... من يواسيني في حزني وضعفي وهمي .. ؟
انا عاجز ان اعيش بدونك .. فانت عالمي .. منزلي .. مكاني .. ها انا اجمع كل ثيابك .. الثم قمصانك العطرة .. وهاهم اليوم يحملون قميصك المضمخ بالدماء .. واصرخ مثل المجانين وحدي .. فكيف اقاوم سيف الزمان .. كيف اقاوم خوفي على شعرك الجميل .. ابتسامتك .. عيونك .. احاول ان لا اصدق موتك .. بل كل الاكاليل فوق نعشك كاذبه ..
اه عليً يا اخي ان المصاب جلل والخطب عظيم فكيف اواسيك ؟ هل ابكي ؟ فلم اجدك باكيا .. بل مفتخرا .. وضعتك بين ذراعي فوجدتك ترتجف غير مصدقا .. هون عليك واصبر فو الله ان القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول ما يغضب الرب .. وله ما اخذ .. وله ما اعطى وكل شيء عنده باجل مقدر .. وكفكف دموعك فقد قبل قربانك الاطهر وعانق جسد علي الارض لأنه امن بهذا الوطن وكتب بحروفه قصيدة الوجود وروى دمه الطاهر اديم الارض .. نستودعك الله ياعلي .. في جنان الرحمن مقرك وجمعنا الله بك في جنة الفردوس ...
عمك ازهر جابر