يابويه فشخوني رايد فصل/حمدان التميمي

Tue, 19 Nov 2013 الساعة : 0:03

من ذكريات الطفولة أتذكر قصة طريفة ومعبرة بنفس الوقت،ففي أحد الأيام كنت ذاهب للمدرسة ظهراً "كان الدوام مزدوج"وكنت في الأبتدائية مع مجموعة ونسير في شارع عريض وقليلة حركة السيارات فيه ،وهنا لم أنتبه الا ودراجة هوائية تصدمني من الخلف لكون قائدها تفادى سيارة أمامه لكونه كان يسير "بتهور "وسط الشارع تماماً ،ولم يكن الشخص هذا سوى أحد أبناء "عبدالله عرب" وهو من أصول كرديه ويسكن لليوم في الناصرية وكان مسرعاً لكونه يهم بأيصال أخته الصغيرة التي كان يجلسها أمامه لنفس مدرستنا"ربما أصبح لها أحفاد اليوم"وكان كبير بالنسبة لأعمارنا وقت ذاك،المهم أعادني من كانوا معي للبيت وكان في رأسي "جرح صغير" وقام الأهل بتضميد الجرح بلا تدخل طبي ،واما المتسبب بالحادث فلم يأتي الا بعد أن أوصل شقيقته للمدرسة ولم يقف عندما صدمني وهنا ماذا تتوقعون أن تكون ردة فعل أخي الكبير الذي جاء له ذلك الشخص معتذراً؟ولا أي شيئ يذكر وقال له بسيطة وللعلم أنه لم يطلب رؤيتي حتى والأطمئنان علي خصوصاً وهو مقصر بالحادث!!!!
ماتقدم من قصة لا أعني بها سوى أن يعرف الجيل الذي أتى بعد خراب المجتمع العراقي بعد أحداث أحتلالنا ثم هزيمتنا للكويت وما يحصل اليوم من عودة للجاهلية ،فكل شيئ صار يدار بالعشائرية رغم كوني أفتخر بأني "أبن عشائر"وحتى في الوظائف الحكومية والرياضة أصبح "الفصل والعطوة "هما القانون والتشريع ولا سواهما!
ومن الطرائف هنا أروي لكم حادثتين حصلتا في التسعينيات من القرن الماضي عندما كنت في العراق،الأولى هي لأحد أقربائي الذي دهس رجل في البصرة بشكل غير مؤذي بالمرة عندما كان يعمل كصاحب تكسي على خط ناصرية-زبير ،ولكن الشخص وأهله أستغلوه غايه في الأستغلال وصار يصرف عليه لفترة طويلة ويروي لنا أحد معارفنا الذي رافقه لزيارة المدهوس في بيته أنه كان يقول "أخ رجلي"ويشير لليسرى في حين أن المصابة هي اليمنى !!!!
والحادثة الثانية الطريفة هي أنه كانت مقولة ظهرت في تلك السنوات في أوساط الفرق الشعبية خصوصاً بين الشباب العائدين من الكويت"كانوا متمسكين بالعشائرية"تقول المقولة "أكسر وأفصل"والمعنى واضح وبالفعل كان أحد من أصيب في مباراة فرق شعبية قد طلب أهله من عائلة وعشيرة من تسبب بأصابته بالفصل العشائري!!!
واليوم وأنا في الدولة "القارة"أمريكا أجد أنهم جعلوا من قوة القانون بديلاً عن العشائر ورجال الدين والوجهاء وكل الأضافات الأخرى،ولكن التعويض عن الأضرار محفوظ للمتضرر والدولة هي الكفيلة ،فمثلاً شركات التأمين تدفع لمن يتعرض للحوادث المختلفة تعويض وبالذات لما يكون أحد زبائنها قد تسبب بالحادث فتدفع هي تعويض لمن تضرر ،وهنا لي تجربتان حول ذلك فقد تعرضت لحادثين لسيارتي في فترتين مختلفتين وفي كلا المرتين قامت شركة التأمين التي ينتمي لها من تسببا بالحادثين بتعويضي عن أضرار السيارة مع تعويض شخصي لي مع تعهد وتكفل بمصاريف العلاج لو تطلب ذلك الأمر.
والحالة الثانية كانت قبل يومين وقلت في نفسي لو كان في العراق ذلك النظام والتنظيم الم تكن كثير من المشاكل والنزاعات العشائرية قد حلت وتم حقن دماء مهدورة بلا سبب سوى الجهل المطبق وغياب المؤسسات الحكومية عن دورها المطلوب؟؟
حمدان التميمي

Share |