من امية .... الى داعش ..... ج2/محمد علي مزهر شعبان

Sun, 17 Nov 2013 الساعة : 0:35

حين تؤجل ما يجيش من عواطف الزمت الملايين خشوعا ودموعا لواقعة كربلاء ، هذا الامر لا يتعداه منصف وهو يشاهد مدن من امريكا واوربا وكندا واستراليا . وعندما تنتقل باقدامك في ازقة وشوارع النجف تجد ان الجسد يتهادى بل يتهالك في خضم زحام لم تشهد مثله البشرية قط ، علماء وادباء اساتذة ، من ينتمي لتعظيم هذه الشعائر ومن يدفعه فضول ما لمشاهدتها حتى تجده ينغمس روحا وجسدا في احياء شعيرة في مسيرة حاشدة لم تحدث في شعوب الارض .
توقفنا في السطور الماضيه ، قراءنا تاريخ سلالتين وبشكل موجز الموجز بل نقطة في مأثر ال هاشم ومناقبهم ، وسلالة أمية في صلفهم وغرورهم . الاولى ديدنها الورع حتى ذاب ما تؤهل السيادة من تمختر تحت اجلال التواضع لانهم ابعد عن صغائر الامور او ما يوتر الموتورين . الزهد في حياتهم ليس اعداما لانفس تشتهي فتطاع حيث تهوى بل روضوا الانفس الى حيث أن تكون المعادل المنطقي للحكمة والعقل ، لا شهوة للمال وطغيان شهوة الجسد ، هم من البشر ولكن السوي الذي لم يقع تحت طائل المطمع والمغنم واللهو ، هي ذي سلالة عبد المطلب امتدادا لابيه هاشم وصولا لاي من انتمى اليهم من الزهاد العباد ليومنا هذا ، والا الكبير العظيم هو من لم ينحي الى نزوات النفس . كانت الامة تعرف هؤلاء الساده اللذين تساموا بكل حركة سلوك ونأمة ، وبين من جعلوا انفسهم سادة بأموالهم واحابيلهم ، نعم للمال سطوة تفتح الطريق الى السلطة بضمائر تشترى ، او بين وعيد بجاه وملك او موت وهلاك . وشتان بين من ساد بانسانيته ، وتحصن عن مبتغيات النفس وشهواتها ، وبين ليال حمراء تضرب فيها الدنان ، في بيوت صاحبات الرايات الصفراء والحمراء والزرقاء ، لتزرع الاجنة خليطا في بطون من شرعن في هذا الطريق ، الاباء عشرات ، والوليد ابن أبيه لمن هو اكثر مالا واوفر حضورا . صراع وكأنه بين ابناء ع...ر وابناء صلب طهر. ( رحم الله اسامة انور عكاشة ) حين اوضح الامر وبين ما خفي من سر ، فمات ربما مقتولا .
سار الحال على هذا المنوال ، خطان منبعهما أرض مكة ، عفيف شريف نجيب ، وفاسق وزان وفي امر صلبه مريب. وكأن الحقيقة لا تجلس على دست السلطه ،حيث يقول الولي الامين ، علي ع ( معاوية ليس بادهى مني ولكنه يغدر ويفجر ) وهنا الفاصلة بين هذا النوع وذلك ، ولنا في موقف مسلم بن عقيل في بيت هانيء بن عروه ، حين كان " عبيد الله بن زياد بن ابيه " في متناول سيف مسلم ولكنهم لا يغدرون .
البعض للاسف يفصل تاريخ هذا الصراع ويذهبون الى ان يحصروا الامر في حقبة تاريخيه معينه ، وهو الخروج على الحاكم الظالم الجائر ، المنحرف عن قيم الدين وامارة المسلمين ، هذا امر هو القمة لذلك التاريخ ، ولكن متى انفصمت هذه السمة والسلوك عند يزيد عن اباءه واجداده ؟ من اتى من هؤلاء مسلما سالما يؤمن بالرسالة ؟ و من جيش الجيوش على محمد ص في معارك حصادها خسارتهم لمواقع السيادة والتجبر والاستعباد للاخرين ؟ متى كانوا التقاة الثقاة وحافظي العهد والموائيق ؟ من منا نسى عهد معاوية بعد الصلح حين حفظ الحسن ع دماء المسلمين .
هم هم تفقس اكلة الكبود وحوشا وضواري ، حتى ليعلن قاتل سيد شباب اهل الجنة وفلذة الرسول ص : لعبت هاشم بالملك فما .. خبر جاء او وحي نزل . أليست هذه اللافته هي احد دعائم الصراع بل جوهره ؟ القديم قبل الرسالة بين رجال اتقياء خيرين ، وبين تجار سلطة ومال وسياده . والجديد الرسالة وهي تنزل على الامين بن عبد الله بن عبد المطلب مبشرا وداعيا ، وهو خيار رب العزة في هذه السلالة الطاهرة ، ومن وقف ضد رسالة السماء اليست اميه؟ ( وانذر عشيرتك الاقربين ) لان ما تبقى من العشير ، معروف قراره والمصير . وعندما سطرت الايات البينات ، لتوحد مهندس هذا الكون ، وليكون العدل معيارها بين الناس ، ومحمد ص نبيها وعلي ع امامها ، والقيامة موعدها ثبتت اركان الدين راسخة ، وتأسس العداء كفرا وحربا وهزوا بعمق الايمان عند القلة الناشئة توا وهي تنتمي الى هذا البشير . هذان الاثنان المنذر والمجيب الاول ، اضحيا هما الند لسلاطين الواجهة الاخرى . توسعت القاعدة والتحق بها الفقراء والمهمشين وطالبوا الحرية من ربق العبودية ، وناصرها من ادرك الحقيقة لوجوده ، وانضم اليها من عرف انتصارها وانتشارها وانها ماضية في ارض الجزيرة وغالبة لا مناص ، ومنهم من اراد ان يحفظ ماء الوجه ، مستسلما لا مسلما ، ومنهم مسلما لا مؤمنا .وهكذا هي حركة الرسالات والثورات العظيمه ، يخرج من دفتيها ما خبأت نفسه بعد حين .
من خلال ما تقدم فأن الحسين ع خرج ليغير نظاما فاسدا ، ومن يريد ان ينتصر للحق والعدل ، وهو ملزم حين تقوم عليه الحجة الشرعية كامام لهذا الامة . ومن خلال ما وصل اليه من رسائل ، فلابد ان يقلب نظاما ، افصح عن فحشه وخروجه من حيث النهج والقواعد التي اتت بها الرسالة المحمديه . الحسين ع لم يخرج ليختبر حظه ، خاسرا ام رابحا لمعركة ، انما ذهب الى معركة ادرك من خلال العدة والعدد والاستعداد والمدد فرق شاسع ، وكانت ارض الله عريضة فكان بامكانه ان يحرف المسار عن الكوفة بعد نبأ مقتل رسوله . ولكن بعث برسالة اخرى حين ادرك النتيجة ، حين ذهب الى المعركة وادركها خاسرة " الرسالة انتقلت من مفهوم تسلم امامة الناس ومن خلال السلطه الى مفهوم المقاومة ومقارعة السلطة الظالمه ، والا لم تمر مقولة ( غاندي ) تعلمت من الحسين ان اكون مقاوما مظلوما كي انتصر ) وغاندي حارب بعراة وحفاة امام الالة العسكريةالانكليزية الجباره . وهكذا كانت الرسالة عبر التاريخ ان لا تتوقف مقاومة الظالم او المحتل ، وان خسرت معركة فالحرب لا زالت .
فمن امية يمتد تاريخ تسلم السلطة الى حيث من يؤهل داعش اليوم لتكون فيها لتعلن العداء على " هاشم مرورا الى المظلومين في مساطر العمال ومدارس الاطفال من محبي هاشم في يومنا هذا . صراع بين من يريد ان يعدم الاخر من الوجود وبين من يريد الاصلاح والعيش بأمن وامان في الوطن والانسانية جمعاء . هذا ما اراده محرروا الانفس من صلفها وجبلروتها . عذرا انه موجز لحقبة صراع يرتقى الى اعقد من صراع الطبقات بل تداخلت فيه عناصر ، العقيدة والسلطة سياسة واقتصاد وامجتمعا . نصرة وخيانة ، خوفا وطمعا ، عقيدة راسخه واخرى متلونه 

Share |