رجال الامن والرسالة الانسانية/عباس ساجت الغزي

Fri, 15 Nov 2013 الساعة : 19:45

من المفاهيم الراسخة في اذهاننا حين ترد مفردة (الشُّرْطَةُ) هي (الغلظة ) وذلك لان هذه المفردة تعني حفظة الامن والرجال المسؤولون عن حفظ النظام في البلد , وهم السلطة التنفيذية للأوامر القضائية اي "مأمور تنفيذ تعينه الهيئة التشريعية لتنفيذ الأوامر" وان الاوامر هي مجموعة الاجراءات التي يكون الهدف منها الالزام بالحضور او الاستقدام بالقوة ( القاء القبض ) والايداع بالحبس ان كان الملزم متهم بنظر القضاء .
ومن هنا ترسخ مفهوم (الغلظة) في عمل رجال الامن والذي يعني ( الشدة ) و ( القساوة ) وهي كلمة وردت في القرآن الكريم في الحث على مواجهة الكافرين , قال تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غَلْظَةً " وهذه الكلمة تعني ايضاً ( الشجاعة ) و ( الحمية ) و ( الصبر ) في تنفيذ التعليمات واحقاق الحق ( تنفيذ القانون ) .
لكن هنالك بعض الانظمة التعسفية تستخدم (الشُّرْطَةُ ) كأداة لقمع الشعب بالقسوة والتسلط من اجل إبقاء نفوذها وسلطانها او لتمرير سياساتها المجحفة رغماً على الشعب المغلوب على امره , فيخرج جهاز (الشُّرْطَةُ ) عن مهمته الانسانية والقانونية في تطبيق العدالة فيكون بالمواجهة مع الشعب فيزحزح استقرار البلد .
اليوم وبعد سنين عجاف من التسلط والقمع بحق الشعب العراقي نرى النور الانساني في وجوه اولئك الرجال وهم يمارسون دورهم في حفظ الامن من خلال تطبيق العدالة والشفافية مع الناس , بل تجاوز نورهم كل الحجب ليسموا بخدمة الشعب بتقديم ارواحهم قرابين ضد الارهاب للفوز بالجنة وثقة المواطنين.
في مدينتي الناصرية رسم رجال الامن اروع الصور بتنفيذ الواجب من حفظ الامن والمحافظة على ارواح الناس , فقد نجحت خططهم الامنية في تأمين المواكب الحسينية وحماية المعزين بأحياء الشعائر الحسينية في ذكرى عاشوراء انتصار الدم على السيف الظالم , بل عاد نورهم من جديد في صورة التلاحم بمشاركتهم المعزين في خدمة الحسين (ع) بنصب المواكب وتوزيع المأكل والمشرب واحيائهم مختلف الشعائر .
رغم اساليب الارهاب الدنيئة والبشعة في تنفيذ مآربه الخبيثة , كان لرجال الامن في ذي قار حضور مميز بدحرهم تلك المخططات وافشالها , وكان لتعاون ابناء مدينتي مع اخوتهم في الاجهزة الامنية الفضل الكبير في تفويت الفرصة على الاعداء , وتخفيف العبء عن اخوتهم من خلال تقديم الدعم بسرعة ايصال المعلومة وكشف الثغرات في الخطط الامنية كون المواطن هو الاقرب الى الحدث.
ببركة الامام الحسين (ع) نجحت الخطة الامنية وكانت الالفة واواصر المحبة عنوان الاحاديث بين المواطن ورجل الامن مما خفف التعب والمسؤولية في اداء الواجب للطرفين , نسال الله ان تعم البركة ربوع وطننا الحبيب وان يكفينا شر الارهاب والارهابين وان يأخذهم اخذ عزيز مقتدر دون رجعة .
عباس ساجت الغزي

Share |