ألحُسين في كلّ مكان .. و لكن!؟/عزيز الخزرجي

Wed, 13 Nov 2013 الساعة : 23:33

رايات آلأمام الحسين (ع) وصلت شمال أمريكا في القطب الشّمالي و في معظم المقاطعات الكندية نزولاً إلى القطب الجنوبي في إستراليا و نيوزلندا ثمّ مروراً بأوربا و آسيا .. في الهند و الصين و بنغلادش و أندنوسيا و كل أرض آلله وهم يحيون ذكراه كلّ عام في عشرات بل مئات آلمراكز و الحسينيات و المساجد .. إنّه أمر الله تعالى و لا علاقة لها بآلجهد البّشري!

فما آلسّر في هذه القضية مع إنّ آلتأريخ ألأنسانيّ فيه ملايين بل مليارات الأحداث و المعارك و القتل و الملاحم!؟

و آلجدير بآلذكر أن القناة الفرنسية (تي في سنك) العالمية عرضت قبل أيام فيلماً عن جماعة في الصّين لم يصلها التلفون و لا الكهرباء و لا السيارات و لا آلأنترنيت .. تعيش معزولة في ذرى اعلى جبل هناك!

هذه الجماعة كما شاهدها الكثيرون تقيم مجالس العزاء من اوّل محرّم الى يوم ألأربعين حزناً على الحسين ألمظلوم!

فلا تأكل اللحم ولا تتعطر ولا تتزاوج و لن تسمع في بيوتها وازقتها سوى ولولة و نُواح تميّز منها (ياحسين ياغريب) و هم ينطقونها بصعوبة, و المُعلّق يتساءل بجديّة و دهشة: [كيف وصل الحسين الى هؤلاء و هم لا يعرفون العربية و لم يبرحوا قصبتهم الجبليّة المعزولة و ربما هؤلاء لم يعرفوا التاريخ ولا شأن لهم به!؟]

ومن يشاهد "الريبورتاج" سيتعاطف مع تساؤل ألمعلق الفرنسي:
[كيف وصل الحسين الى هؤلاء ؟]
لقد وصل الحسين بإذن آلله الى كلّ مكان!

كما أن شجرة "فاتيما" ألمعروفة في أحد مناطق إستراليا لهي دلالة أخرى على مظلومية أهل البيت, و لتلك الشجرة قصّة عجيبة شهد لها أهل قرية أجنبية مسيحية كاملة ما زالت الشجرة تُعانق السماء و آلناس يتبركون بها إكراماً لأم آلحسين(ع) الطاهرة, رغم إنهم لم يسمعوا من قبل بإسم "فاطمة الزهراء" عليها السلام, و للقصّة شجون لا مجال لذكر تفاصيلها هنا!

صوت آلأمام الحسين و مظلومية أهل البيت(ع) وصلت آلشرق كما الغرب عن طريق الأندلس التي كانت بأيدي المنتصر المتغلب من العباسيين الى الأمويين الى سواهما و كانت مواكب العزاء في مدن الأندلس و أريافها تغيض الحكام و اللؤماء! فدبروا للمواكب الحسينية المذابح و الحرائق و الضرب بالهراوات! لكنهم خابوا فقد اضحى العدد في تزايد و التحدي في تصاعد و آلحسينيات في توسّع!
و كثيرا ما حاول العباسيون محو قبر آلحسين(ع) و تضيع أثره كي لا يزوره الناس, و هكذا فعل آلعثمانيون حتى فرضو قطع آلأيادي و فرض آلأتاوات على الناس ألذين يريدون زيارة الحسين(ع) و ما إستطاعوا من محو ذكراه .. بل بآلعكس إمتدّ و توسّع حتى وصل آلقطبان ألشمالي و آلجنوبي بقدرة آلله تعالى و تدبيره.

هكذا و بفضل الله تعالى أصبحت المواكب الحسينية بعد تلك المذابح كآلبحر تتدافع فيها آلأمواج البشرية كما يقول ( ليفي بروفنسال ) فقد اضطر الحكام الى الرضوخ للأمواج البشرية! ممّا يُعزّز انّ آلحُسين مبدأ و قضيّة إلهية لا دخل للجهد البشري في بقائها و إستمراها و توسعتها!

لقد آمن به كل آلشعوب و آلأديان من المسيحي و الصابئي و اليهودي و السيخي, و من آلمستحيل أن تجد شخصية أخرى شبيه بآلحسين(ع) في طول التأريخ الأنساني .. و قد كتبتْ عنهُ اقلامٌ معروفةٌ بتقاطعها مع الدين ! و لم يكتب احدٌ من هؤلاء عن الحسين و كأنه حكرٌ على طائفة او دين و إن كان الحسين مسلماً وطالبيّاً و في الصميم منهما ايضاً .. و لكنه مُلك الإنسانية جميعاً!
و مشعلُ الحضارة و آلأنعتاق من الذّل و العبودية!
إنّه سرّ حركة آلوجود!
و آلسّؤآل ألذي أطرحه بعد هذا هو:
ما حكم آلمسؤوليين العراقيين ألّذين يسرقون أموال الناس و الفقراء عبر رواتب و مخصصات و نثريات شهرية تعادل حقوق أكثر من 150 عائلية عراقية دفعة واحدة كل شهر و على مدى آلعام و منذ 2003م .. ثم يلبسون السّواد مرّةً في عاشوراء كلّ سنة متظاهرين امام الناس بحزنهم و خدمتهم للحسين(ع) ألذي لم تكن ثورته سوى ضد أمثالهم من آلمستغليين و آلجشعين و آلنّفعيين!؟
ألجواب متروك للشعب, و شكراً لكم.
عزيز الخزرجي

Share |