في أستحقاقية الولاية الثالثة/حسين الشويلي
Wed, 13 Nov 2013 الساعة : 20:14

الثلاثون من نيسان المقبل ليس تأريخاً ككل التواريخ التي لاتسجل حالة أستثنائية , نتطلع الى أن يكون خروجاً من المحاصصة الحزبية المعطّلة لوظائف الحكومة الى براح الأغلبية السياسية .
سيكون قراراً جماهيري مستقبلي , أمّا التخلص من , داعش , ومثيلاتها والأرتقاء بالواقع الأقتصادي والأجتماعي , أم العودة الى بدايات سقوط البعث وما تمخضت عنّها من قتل وتخريب وترويع للأنسان العراقي أو تأبيد للمشهد الأمني والخدمي الراهن .
ليس تخويفاً لشعب,, أعتاد على ما هو أسوء من ذالك , بل هي قراءةٌ هادئةٌ واعيةٌ لراهننا بكل تفرعاته وملابساته .
وهنا لابد من توطئة,, لتذكير القارئ أننا نعيش وسط أكوام من الطائفيات الدينية والسياسية والمناطقية , وكلها تمثل تحدياً حقيقي لوجودنا كشعب واحد ,, متماسك , خرج من أسوء تجربة أنسانية عرفتها البشرية , وهي أن يكون الأنسان بوجوده وكرامته وكل ما يملكه رهين مزاج حاكمٌ جمع حوله مافيات حزبية , وأغلق كل نوافذ الوطن ليصيروه مسلخاً جماعي أرضاءاً لخلقه السافل .
هذه هي تجربتنا مع التأريخ فلماذا نحاول صياغة فصولها وأحياءها مرة أخرى بعد أن تخلصنا منها بمئات الالوف من الشهداء ؟ قد تتغيّر الأسماء والملامح لكنّ المضامين واحدة أو قد تكون أسوء وألعن .
فمن واجبنا كضحايا البعث , والأن القاعدة وصنيعاتها أن نكون على مسؤولية عالية وواعية لمعرفة الأخطار المتربصة بنا كمجتمع - بقومياته العربية والكردية والتركمانية وبشيعته وسنته ومسيحيّه .
فلا بد أن نغلق كل مداخل الأرهاب والفساد من خلال الأنتخابات المقبلة في الثلاثين من نيسان , كي نحقق نصراً للأنسان المتطلع نحو حياة أفضل واكثر أمناً على , عشوائيات جاءت وهي تحمل كل أضغان وتناقضات التأريخ لتشوّة كل معالمنا الحضارية الأسلامية الأصيلة .
وسوريا مثالاً كارثياً على ما تمثله هذه الجماعات من خراب,, حقيقي للأنسان وللوطن , وهنالك من يتناغم معها أو يقترب أيديولوجياً منها قد يكون من ضمن المرشحيين للأنتخابات المقبلة , لكنهم يتستروا بقناع الوطنية للتمويه ولأستدرار عطف الناخبيين .
قد تكون سوء الخدمات ( المصطنعة سياسياً ) من أكثر المآخذ على حكومة المالكي . لأنّ الخدمات لصيقة بحياة المواطن فيتحسسها أكثر ويشعر بوجودها من عدمها , وهذه الحالة خلقت وهماً شعبياً حول ( فشل ) حكومة المالكي لأنها أخفقت بأحقاق نقلة حضارية على المستويات المتنوعة , أو تحسين الحالة الأمنية والمعاشية للفرد العراقي .
وهذا الوهم أستخدمه البعض ليجعل منه حالة أستعداء من قبل الشعب ضد الحكومة كترتيباً أنتخابياً تمهيداً لحلول حركات سياسية مناوئة محل حكومة المالكي التي من أوضح سماتها التي تميّزها عن كل الحكومات . أنّها في حرب,, مع كل الحركات الأرهابية ( القاعدة - داعش - النصرة - جيش العراق والشام - النقشبندية ) بأسلحة بدائية نوعاً ما وحققت أنتصارات لاينكرها الاّ جاحد , و رغم تنصل البرلمان والقوى السياسية الأخرى عن المشاركة الحقيقية في هذه الحرب ضد الأرهاب , أو على أدنى تقدير عدم وضع العراقيل أمام الحكومة في حربها ضد هذه الجماعات المتوحشة .
بأمكاننا عمل مقاربة بين الوضع السياسي العراقي وبين الوضع المصري !
لايختلف أثنان على أنّ الفريق السيسي قامة وطنية وأمنية لايستهان بها , وبأنه شخصية تحمل مقومات القيادة الحقيقية الشريفة والمتفانية في تحقيق الأمن وطرد المعاقيين عقلياً من أوباش الأخوان . لو أنّا أفترضنا بأن الفريق السيسي كان يعمل وفق مفهوم - حكومة المحاصصة الوطنية - بمعنى أوضح , لو أفترضنا أن من ضمن الحكومة أعضاء من الأخوان والأحزاب السلفية . هل يتمكن الفريق السيسي من تحقيق ما توصل اليه من أنجاز,, على المستوى الأمني ؟
الجواب يكون بالنفي لأن من ضمن فريق عمله من نفس جنس الأعداء . فيكون كمن يحرث في البحر ! لأن ثمّة من يعمل لأنتاج فوضى سياسية وبرلمانية وأعلامية لتغليب ضجيج الصراعات الحزبية المصطنعة على منجزات الحكومة .
نقلت بعض وسائل الأعلام نقلاً عن الأستخبارات الروسية . أنّ هنالك من ضمن الوفد الذي سافر مع المالكي الى روسيا لشراء الأسلحة قد باع المعلومات التي تمّ تداولها بين الخبراء العسكريين العراقيين والروس الى دول تتعامل مباشرةً مع الجماعات الأرهابية ! فتم ألغاء الصفقة رغم حاجة القوات المسلحة أليها .
من خلال هذه الجزئية نستطيع أنّ نحدث تصوراً حول معاناة الحكومة حول محاولاتها للحفاظ على حياة الناس والممتلكات وهي تعمل مع شركاء يملكون أستعداداً نفسياً وأخلاقياً لبيع أسرار الدولة الى أعدائها كي يزداد الأرهاب الذي يقود بحتمية الى سقوط المزيد من الأبرياء كمحاولة,, لتمرير المياه من تحت قناطر الحكومة . لجعل قطيعة بين الحكومة والشعب , والعمل على سلب ثقة الشعب بنظامهم السياسي تمهيداً لأفشاله أنتخابياً .
ومن خلال هذا التسلسل السببي والمتقن وهذه العلاقات المتشابكة لأفشال مشروع المالكي , يزداد واجبنا الوطني والأخلاقي في أفشال هؤلاء المتبتلون بالوطنية والوقوف لجانب الضعفاء وهي نفاقية لاتنطوي على الكثيرين ممن يقرئوا الواقع بنظارات غير مؤدلجة , لأن الممارسة تنتج الخبرة , وممارسة هؤلاء أوجدت لدى الشعب خبرة معمّقة بأنهم السبب الرئيسي في حضيضنا الأمني والأقتصادي , وأستمرارهم في العمل السياسي معناه المزيد من الخراب والمناكفات السياسية التي لوّثت حياتنا بكم هائل من الشعارات التي لاوجود لها الأّ في رؤوس نبتت في الفوضى السياسية .
الثلاثون من نيسان , لابد أن يكون حدثاً مفصلياً في الدولة العراقية من خلال أقصاء المشاغبين من الساسة والبرلمانيين الذين صدّعوا رؤوسنا بكثرة النقد لكنهم لم يقدموا أنجازاً وطنياً يعتد به , هؤلاء الذين باعوا أسرار الدولة لأعداء الشعب في الصفقة الروسية , والذين جعلوا من مجرم,, متمرس بقتل العراقيين نائب لقائمتهم الحزبية . والذين هرعوا لمباركة ملك السعودية بعيد الأضحى . وكلها خيانات معلنة , هكذا تبدو حقيقتها مهما تشيطن البعض بتأطيرها بأطار وطني أو شرعي أو قومي . وترجمت ممارساتهم الى وبال,, على الشعب الذي يتطلع لمن يحقق له الأمن والرفاة , وليس من يضع العصي في دواليب الحكومة ويتهمها بالتباطئ !
( الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة ) أينشتاين .