ان اثمن ما يملك الانسان في هذه الحياة هي كرامته وحريته وعزته .....وقد تعلمنا ذلك من الامام الحسين (عليه السلام)حيث رفض طريق الذل الرخيص والاستسلام وحفظ وطبق قول والده الامام علي (عليه السلام)حين قال (ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا)لذلك خاطب السلطة الحاكمة بقوله (لا اقر لكم اقرار العبيد وهل هو الا الموت والقدوم على رب العالمين )
وقال( ليس شاني شان من يخاف الموت .ما اهون الموت في سبيل نيل العز واحياء الحق_ليس الموت في سبيل العز الا حياة خالدة _وليس الحياة مع الذل الا الموت الذي لا حياة معه _افبالموت تخوفني هيهات _طاش سهمك وخاب ظنك لست اخاف الموت .ان نفسي لاكبر من ذلك وهمتي لاعلى من ان احمل الضيم خوفا من الموت وهل تقدرون على هدم مجدي ومحو عزتي وشرفي فانا لا ابالي بالقتل وهوالقائل موت بعز خير من حياة في ذل )
لقد ابى الحسين (عليه السلام )الا الاباء ونطق بها كلمة تخاف منها نفس العاتي وتضؤل معها كبرياء الظالم (والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ،ولا اقر بيدي اقرار العبيد عباد الله اني عذت بربي وربكم ان ترجمون ,اعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب)
ويقول عمر بن سعد عدو الحسين (لايستسلم والله حسين _ان نفس ابيه لبين جنبيه) وهذا مؤشر على حزمه وثباته واصراره المؤطر بادب الاسلام حيث التزم بحدوده وقواعده حتى مع اشد الناس عداوة وايذاء له .
لقد كان الفداء بالدم وبذل الروح في سبيل الله من اعظم سمات العشق الالهي عند الحسين (عليه السلام )فهو لم يرض بمجرد الكلام تعبيرا عن الرفض ولم يكتف بالمقاومة العادية بل ارادها معركة حياة او موت في سبيل نصرة الحق فاما حياة امنة مطمئنة في ظل الاسلام الحنيف اسلام جده وابيه (عليهما افضل الصلاة والسلام) واما موت مشرف في ظل العزة والكرامة وفي سبيل الله .
لقد اراد الحسين (عليه السلام ) ان يكتب ملحمته بلون الدم ذلك انه اكثر ثباتا واشد اثرا في النفوس واعمق تاثيرا في القلوب .وسيبقى مدى الدهر العاشق الذي صبغ عشقه بلون المجد والشجاعة والصبر والصمود ليبقى للبشرية جمعاء منارة حب للاسلام والمسلمين فكانت لحظة استشهاده هي بداية حياته الخالدة اذ جسد ماقاله وبرهن فعلا بأن الموت بالعز والاباء هو الحياة ليشرب بشهادته يوم عاشوراء من ماء زمزم وصدق الشاعر عندما قال ..............................
كأس المنية زمزم في شزبه..................بعد ان منعوه ظلما من ان يرتوي بالفرات .

ادريس الحمداني