(الشعيرة الحسينية بين الممارسة الشعائرية والتطبيق التراجيدي الصحيح)/إبراهيم الوائلي

Tue, 12 Nov 2013 الساعة : 23:19

بسمه تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) صدق الله العلي العظيم الحقيقة التي لاغبار عليها إن واقعة ألطف في كربلاء فاجعة إنسانية لامثيل لها كما انهاعلامة مميزة في عمق الزمن البشري لن ولم تتكرر على الإطلاق لأنها جاءت بقوة ربانية لغرض إن تعيد التوازن الأخلاقي الذي مزقه الإسفاف الأموي والنكوص السيئ لمجمل المسيرة الإنسانية والدينية التي نخرها بني أمية وافسدوا الحرث والنسل وارتأت القدرة اللاهية إن يخرج ابوعبد الله الحسين من عرينه العلوي حتى يصحح الانحدار والتهاوي الإسلامي الذي انحدر إلى الهاوية نتيجة التسلط الأموي بل إن الإسلام وفي هذه الفترة تعرض إلى التسفيه والتحوير وان الارتداد والعودة إلى الجاهلية وتجاهل دين الله أصبح مجرد وقت ويتلاشى الفعل النبوي الرسالي ويمكن إن يطوي الإسلام شريعته ويرحل عبر الصحراء العربية التي جاء منها بفعل رباني وأداة محمدية مقدسة نتيجة التسلط الأموي الحاقد على رسول الله (ص) وهذا يثبته الترنم الاستهتاري لأحد خلفاءهم حين يقول)لعبت هاشم بالملك فلا نبا جاء ولاوحي نزل) إذن صار على العترة العلوية إن تفجر ثورة نهضوية لغرض إعادة الأمور إلى نصابها وإلا فان على الإسلام السلام نتيجة التسلط الغاشم لبني أمية وسرقة الرسالة المحمدية وتحوير الشريعة السمحاء وإفساد كل ماجاء به الإسلام والعودة ثانية إلى الجهل والجهالة التي كانت تعشعش في الجزيرة العربية قبل الإسلام—عندها فجر الحسين ثورته المقدسة في وجه الطغاة من إل سفيان ونهض بالعدد اليسير والانتقاء الرباني من أصحابه البررة مع قلة العدد وخذلان الناصر لكنها ثورة من طراز خاص لأنها مطلوبة ألاهية وشرعية وإنسانية لغرض إن تضع حدا للظلم والتعسف الأموي وإيقاف الزندقة والكفر الأموي وكانت الثورة من طراز نادر وخلود رسالي وتدوين ابدي لايبارح مخيلة العالم التواق لعبير الحرية والانعتاق وهذا ينسجم مع قوله الشريف(لم اخرج أشرا ولا بطرا بل خرجت لغرض الإصلاح في امة جدي) و منذ إن حلت الفاجعة بال الرسول وعترته الطاهرة إلى اليوم فان محبيهم سواء الذين لم ينصروا الحسين وينتصروا له وكذلك الأجيال المتلاحقة فقد اتخذ الجميع من عاشورا وواقعة ألطف استذكارا سنويا يمنون النفس بنصرته ومواساة الرسول ونتج عن ذلك الكثير من الممارسات التراجيدية والبكائية وغيرها في أيام محرم الحرام لغرض التكفير عن الذنب الذي ارتكبه الذين لم ينصروا الحسين وابتكرت وسائل تعبيرية متعددة لغرض مواساته والغوص في الفاجعة والتكفير عن الذنب الذي ارتكبه المتخاذلون من أهل العراق إلا إننا لنا وقفة بصدد الشعيرة والممارسات المرافقة لها والتي يتخذها الحاقدون على العثرة الطاهرة وسيلة لشن الهجوم والتهكم على الشعيرة الحسينية لذلك وجب علينا تهذيب تلك الشعيرة من الممارسات التي تسيء لها بغية طرحها بأسلوب حضاري ومن خلال ذلك نقطع الطريق على القاعدة والتكفيريين والحاقدين على إل البيت ومن ثم الابتعاد عن السب والشتم إلى رموز الدين الإسلامي الحنيف لأنها تشكل إساءة إلى ديننا الحنيف والى مكونات العراق وأطيافه ونحن اليوم أحوج ما نكون بحاجة إلى رص الصفوف لقطع الطريق على أعداء العراق والمتربصين به----علينا إن نمارس عزاءنا الحسيني ليلا حتى نفسح المجال إمام ماكنة الحياة إن تسير بشكلها الصحيح وفسح المجال إمام معاقلنا العلمية والمدرسية تسير بشكلها النمطي ونقلل قدر الإمكان من هدر الزمن الذي يذهب هباء بلا مبرر بل يمكننا السير بالاتجاهين سوية هذا من ناحية ومن أخرى علينا مراجعة التوقيت الزمني للشعيرة الحسينية وذلك إن يتم التوقيت بعد وقوع الفاجعة وليس قبلها حتى يتناعم الفعل الشعائري مع الإحداث الكربلائية نواسي الحدث ونعيشه لا إن نسبق الحدث حيث لايحق لنا إن نبكي الحسين حيا ونغادره بعد الفاجعة حيث ينفض المعزون بعد التطيير وكئن شيئا لم يكن ولهذا تخلو الشوارع والأزقة بعد ممارسة التطيير من المعزين وهم يحاكون الحدث الكر بلائي وجيش عبيد الله بن زياد حيث غادروا ارض المعركة بعد مقتل الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه وتركوهم على رمضاء كربلاء وانصرفوا وكئن شيئا لم يحدث أنها دعوة مخلصة لتصحيح الشعيرة المقدسة والعودة بها إلى وقعها الدامي حتى نتعايش مع الحدث ولا نسبقه كما إن الوقار والهيبة يجب إن تسود مواكبنا المقدسة وننأى عن التراقص والتمثيل الدرامي والمزاح في السير الشعائري وفي الحقيقة إنني اشهد يوميا في مدينتي قلعة سكر المواكب التي تخترق شوارع المدينة عصرا إلا إن الحق يقال إن موكب الحسن المجتبى يغلب عليه طابع الوقار والتعايش مع الحدث الكر بلائي بحزن وألم ناهيك عن الانتظام والسير المنتظم والهيبة والسيطرة من قبل أرباب الموكب أنفسهم علاوة على كونه موكب ضخم وكبير ولا يقاس مع المواكب الأخرى ذات الإعداد الهزيلة جدا مع اضطرابها وعدم الانضباط وتمايل البعض من المهتمين بالضبط الإيقاعي للموكب والضحك إثناء السير والتراقص مما يفقد ذلك الموكب الهيبة والوقار الذي يجب إن يتحلى به المعزون  ولكن البعض من متعهدي المواكب يحاول بسط النظام والانتظام دون جدوى---- وأخيرا نرجو لشعيرتنا الحسينية الاتساع والتأثير الايجابي في النفوس وعسى إن تلقى آراءنا القبول-----لك مني ياحسين المهج وكل ما املك

إبراهيم الوائلي

ذي قار/ قلعة سكر

Share |