فنُّ آلكتابة و الخطابة - القسم الخامس (5)/ عزيز الخزرجي
Mon, 11 Nov 2013 الساعة : 12:42

كيفيّةُ ألبدء بآلكتابةِ و ختمِ ألمقال؟
أحياناً يكون آلبدء بآلكتابة صعبةٌ, و لذا نوصي ألبدء بآلأقسام ألسّهلة ألمُمْكنة ألتي تمّ تبويبها مسبقاً, و هي قسم (ألمواد ألمطلوبة و آلأساليب ألمُتبعة), ثمّ آلبدء بتجميع و توحيد موضوعات ألمقالة و ترتيبها, و هكذا نُعدُّ أنفسنا للكتابة بإطمئنانٍ و بأفقٍ أوسع, و علينا آلأسراع بكتابة ألموضوع بآلقدر ألمُمْكن مع مُراعاة ألأصول ألعامّة في آلكتابة.
وعلينا تطبيق أصول ألقواعد و الأعراب مع بيانٍ واضحٍ و سلسٍ أيضاً و لو بآلحدّ آلأدنى ألمقبول لصياغة ألعبارات و آلجُّمل و آلأملاء ألصّحيح للكلمات, و لا تقلق أو تضطرب .. بل عليك فقط ألأتيان بكلّ ما تستحضرهُ بثقةٍ مع آلأستفادة من آلتّحقيقات ألتي أجريتها أو آلتي أُجْريَتْ من قبل لدرجها في محلّها آلمُناسب, و حاول دائماً أنْ تكتب بلغةٍ سهلةٍ و إعتمادها كأساس للبيان على أمل إجراء بعض آلتحسينات و آلتّصحيحات لاحقاً, ممّا يُسَهّل و يُسَرّع عمليّة ألكتابة مع آلمُحافظة على آلكلمات و آلمُصطلحات ألعلميّة و تركها كما هي.
كما يجب أثناء ألكتابة مُراعاةُ ألجّوانب ألفنيّة ألهامّة, كترك ألفواصل ألمناسبة بين خطٍّ و آخر أو مقطعٍ و آخرٍ, و في بداية ألخطّ أيضاً, و ذلك للأستفادة منها أثناء التصحيح, لأنّنا حتماً سنحتاج إلى ذلك, و يفضل أستخدام آلأوراق ذات آلخطوط, و لو كانت تُطبع على آلآلة آلحاسبة (ألكومبيوتر)؛ فآلمسافة يجب أن تكون مُضاعفة لأجل ألتّصحيح و آلتدقيق و آلمراجعة .
كيفية إجراء ألمطالعة و آلتّصحيح؟
بعد الأنتهاء من كتابة ألمتن ألأصليّ (ألكونتست) للمقالة .. بآلأمكان تصحيحهُ و إعادة كتابته من جديد, و هناك مراحل كثيرة نطويها قبل طبع ألمقالة إبتداءاً بتدوينها ثم قرائتها ثم تأيدها ثم تصحيح كلماتها و عباراتها و ضبط علاماتها ثم إعادة طبع و تكبير ألعناوين و ربط و إدغام مفاصل ألموضوع و ترتيبها فنّياً, و في آلنّهاية إعادة كتابتها من جديد, و قد نضيف أو نحذف بعض ألجداول و آلمخططات, و قد يفعل ذلك رئيس آلتحرير نفسه.
و نوصي بآلملاحظات ألتالية عند إعادة قراءة المتن,
1- هل إكتملت جميع أقسام و فصول و عناوين ألمقالة ألأصلية و آلفرعيّة؟
2- هل بحاجة إلى تغييرات أساسيّة و كليّة لتقويم آلبحث؟
3- هل ألتّناغم ألفنّي و آلموسيقي في آلمقالة منطقيٌّ و مُنسجمٌ؟
4- هل آلبيان و آلنّحو و آلأسلوب و آلعلامات واضحةٌ و بيّنةٌ؟
5- هل يُمكن حذف جدول مُعيّن أو خطٍّ بيانيّ أو دمج فقرتين أو موضوعين في واحد؟
6- هل كلّ ما كتب في آلمقال مهمٌّ و يرتبط بأصل ألفكرة و يلزم وجودها فيها؟
7- هل ألمتون موضوعة في أماكنها بشكلٍ دقيقٍ؟
8- هل ألتوالي ألمنطقيّ للمقاطع ألموضوعة صحيحة؟
9- هل عدد و صياغة ألعناوين ألرئيسيّة و آلفرعيّة كافية و منسجمة و مجزية؟
10- هل حقّقتْ ألمقالة أهدافها؟
و للتأكد من ذلك يجب تركها أياماً أو إسبوعاً ثم إعادة قرائتها من جديد, و يُفضّل إعطاء نسخاً منه إلى بعض ألمُتطلعين لأبداء رأيهم فيها.
11- و في آلنهاية إبراز موضوعاً منهجيّاً مُؤهّلاً للنشر, و مُتكاملاً من كلّ ألوجوه.
و بإتّباع تلك آلطرق ألهامّة نكون قد أعددنا مقالةً قابلةً للفهم و آلأدراك بسهولةٍ و يُسرٍ, فآلمُشكلة ألكبرى لأكثر ألكُتّاب و آلأدباء هي أنّهم لا يستطيعون إيصال آلفكرة و آلهدف من آلمقالة إلى آلقارئ بشكلٍ منهجيّ واضحٍ و كامل و بزمنٍ أقل, و تذكّر دائماً بأنّ نجاح مقالتنا يعتمد أساساً على مدى إلتزامنا بفنِّ و أصولِ آلكتابةِ ألّتي عرضناها بشكلٍ مفصّلٍ في بحثنا, و بذلك نكون قدْ حقّقنا آلحكمة ألنّظريّة في مقالاتنا و كتابتنا!
و هل آلحكمةُ إلّأ إصابة آلحقّ بآلعلم و آلعقل عبر آلبيان ألواضح؟
هذا و من الله آلتوفيق.
عزيز الخزرجي