شيعة العراق الأبرار بين القتل اليومي والحلم بتغيير الأوضاع المأساوية الحالية بعد الأنتخابات البرلمانية القادمة!./ الدكتور خلف كامل الشطري

Mon, 11 Nov 2013 الساعة : 12:26

بعد سقوط الطاغية الصنم في عام 2003وذهابه مع عصابته إلى مزبلة التأريخ التي يستحقونها ،تنفس العراقيون الشرفاء الصعداء وخاصة الشيعة الأبراء والذين لم يعرفوا العدالة الأجتماعية منذ إستشهاد سيدنا أمير المؤمنين علي(رض)،علما أنهم الأكثرية دائما(بغض النظر عن شهور معدودة بعد أن تسلم الشهيد الخالد الزعيم عبد الكريم قاسم السلطة في العراق!).جاء إلى الحكم بعد سقوط الطاغية (أشكال؟)من الزعماء؟ لقيادة البلد والذي كان آخرهم ولا زال(متربعا!)على كرسي الحكم السيد نوري المالكي.تفاءل الشيعة(وأنا واحد منهم!)خيرا وهم يرون أحدهم والذي،والحق يقال!،قارع الحكم الدكتاتوري الصدامي الطائفي الشوفيني بكل طاقته ،يصبح رئيسا للوزراء.ولا أزال أتذكر الحفلة الكبيرة بهذه المناسبة التي قامت بها الجالية العراقية في المدينة التي أعيش فيها في المانيا وكنت (مدعوا) ايضا لها.كانت الغالبية العظمى من الحاضرين تعتقد أن بإستطاعته وقف مسلسل الأرهاب في البلد والذي كان ولا يزال يذبح ألوف الأبرياء(وخاصة الشيعة!)شهريا وكذلك تحويل المحافظات العراقية الوسطى والجنوبية المعدومة(وخاصة الشيعية منها!)إلى بيئات حديثة صالحة للحياة البشرية كما هو الحال في المحافظات الكردية في(إقليم؟)كردستان!ولكن!ولكن، وبعد سنوات من حكمه تبين للقاصي والداني إنه لم يغير شيئا تقريبا مقارنة بالذين سبقوه بعد سقوط المجرم صدام!بل العكس هو الصحيح!فبعد فترة قصيرة تضاءل فيها الأرهاب نسبيا، إزدادت شدته وفتكه بالأبرياء،أضف إلى ذلك أن المحافظات المذكورة أعلاه والتي أوصلته إلى كرسي الحكم لاتزال تعاني بشدة من الفقر والمرض والأهمال .المأساة الأخرى هو أن أموال الشعب العراقي المظلوم والتي أساسها البترول ،كما نعلم ،أصبحت ليس لخدمة الشعب وبناء البلد بل أن أغلبها أصبح في جيوب المسؤولين (السياسيين؟)الجدد.لقد أصبحت الأنباء عن السرقات(الفرهود!)جزءا لايتجزأ من الأخبار اليومية التي تتحدث عن عدد الشهداء في تفجيرات معينة أو الحالة المأساوية لأطفال يفتشون في(الزبالة!)عن شيء تقتات به عوائلهم وذلك في بلد (يسبح!)على بحر(وليس بحيرة!)من الذهب الأسود.الغالبية العظمى من البرلمانيين وأعضاء الحكومة،سنة وشيعة!،والذين كانوا حتى وقت قصير لايستطيعون دفع إجرة سيارة التكسي أصبحوا بين ليلة وضحاها من أصحاب الملايين، بينما الشعب المغلوب على أمره يستغيث ويطالب بعيش كريم إسوة ببعض دول الخليج مثلا والتي كانت حتى قبل أربعة عقود تقريبا لاتعرف كلمات (التقدم والأزدهار والأهتمام بالناس !) بل كلمات (الجمل والقافلة والصحراء!).والفاجعة التي لايستطيع العاقل إدراكها أبدا هو أن من يسرق ملايين الدولارات من المسؤولين يستطيع الهرب إلى الخارج بسهولة حيث أن أكثرية هؤلاء اللصوص يحملون جنسيات أجنبية أيضا ويهربون إلى تلك الدول وكأن العراق خال من شرطة وجيش وقوات أمن تستطيع إعتقالهم ومصادرة سرقاتهم.لقد تبين أن(الجماعة!)في مركز القرار يتعاملون فيما بينهم حسب القول الشعبي المشهور(شيلني وأشيلك!).ماذا يعني كل هذا؟هذا يعني أن حب المال أعمى عيون من هو في الأصل غير مخلص للبلد والذي إتخذ النضال؟ ضد الدكتاتورية وسيلة للحصول على منصب محترم في الدولة وسرقة ممتلكات الشعب وكأن لسان حاله يقول:أنا!ثم أنا!ثم أنا!ومن بعدي الطوفان!. على الشعب العراقي المظلوم(وما يهمني هنا هم الشيعة بالدرجة الأولى!) الأنتباه جدا في الأنتخابات القادمة وعدم إعطاء الأصوات الأنتخابية لصوصا ومرتزقة و(مشجعي الفرهود!)والذين لايفكرون إلا بأنفسهم وحساباتهم في البنوك الأجنبية ولا يهمهم الفقراء والمرضى من أبناء العراق.ياشيعة العراق الأبرار! سلاحكم الوحيد ضد هؤلاء( الدونية والبلشتية!) وميتي الضمير هو صوتكم الأنتخابي!إعطوه لمن ترونه يستحقه!إعطوه لأشخاص يخافون من الله ويفكرون بفقراءكم ومآسيكم قبل أن يفكروا بأنفسهم!إياكم أن تسقطوا في الفخ مجددا وإتخذوا قول الرسول الكريم(ص): "لايلدغ مؤمن من جحر مرتين"! شعارا لكم عند ذهابكم إلى صناديق الأقتراع في الأنتخابات البرلمانية القادمة في الشهر الرابع من العام المقبل!.

Share |