الإسلام والمرأة... وجهاد النكاح/عبد الجبار الحمدي
Mon, 11 Nov 2013 الساعة : 11:49

دار الكثير من اللغط واللغو في ما يسمى جهاد النكاح... والذي سخر الاعلام المغرض له حتى بات بوابة دعارة مبطنة بمسمى اسلامي... وسؤال يطرح، لماذا لم يطبق من يطلق هكذا فتوى الفعل على اهله ونفسه، اي بمعنى ان يشارك هو وأهله في عملية الجهاد حيث يقوم هو بالجهاد بما انه مقتنع بأنها حرب ضد الظلم، وأهله سواء زوجته او أخته أو أمه او ايا كانت من أقاربة بجهاد النكاح... لماذا يفتي للغير ولا يفتي لنفسه...؟ هذا أولا ..ثانيا : لماذا تكثر الفتاوى حين تكون هناك حرب في بلد عربي او اسلامي، دون ان تفتى في نفس الدولة الذي تفتي بالامور الدينية؟ ولماذا تصدر الفتاوى ويعمد الى دعمها ماديا من قبل مروجي الدين ؟ هل العمل على هدم اركان الدين وتشويهه هو الهدف؟ نحن حين نطرح فكرة علينا التجرد من كل ما يكون عاطفيا فالمسألة لا تدخل في جانب مذهبي او تعصب طائفي بقدر ما هي مسألة الفساد بين العباد...
والغريب ان هناك الكثير من الفتيات والنساء اللاتي يتسابقن بتطبيق مثل هكذا فتاوى ، والاغرب ان هناك فتاوى أفضل وأحسن من هذه تحفظ كرامتها وعفتها لم يقمن بتطبيقها...ترى ما هو السبب؟؟؟؟
ان الواقع السلبي الذي اندرج تحت هذا المسمى شوه سمعة المرأة المسلمة والدين، فكونها باتت تحيا داخل خيمة راية حمراء اسلامية فذلك يعني انه لا دين ولا أسلام ... فقد حرم الرسول الاعظم الفجور باسم الدين وطرد الموبقات ووضع الحدود واقام الحد على من يتجاوز، وهذا جلي لكل جاهل وعالم. لكن هل بلغ فعلا الجهل بالمرأة العربية المسلمة التي قامت ببيع نفسها بأسم جهاد النكاح؟ وكيف سمحت لنفسها ان تكون وعاء كالجارور العفن يلقي كل من هب ودب فضلاته فيها بشرعية الفتوى؟ والانقح كيف يكون لذلك الحيوان المتأسلم كرجل ان يعمد الى هدم عروة وثقى وترويج للزنا بأسم الاسلام؟ هل يعقل أن الحال وصل بنا الى قتل المستقبل والحياة للإتيان بلقطاء ليكونوا وصمة عار علينا وعلى كل النساء المسلمات؟ أين هي الحقوق والحرية التي تنادي بها المنظمات العالمية والعربية الاسلامية من إهانة المرأة وأستهجان حقها؟؟؟ كم مرأة تهان وتستعمل كخرقة بالية لأغراض جنسية دنيئة؟ كيف لها ان ترى وتتعاشر مع الاخريات من امثالها وهي سلعة تبور في كل لحظة؟ كيف لها ان تقف بين يدي الله حين قيام لصلاة؟ كذلك الامر كيف يمكن لمن يريد الجهاد في سبيل الله ان يكون زانيا؟
أسئلة لا حصر لها تكاد تفجر خلايا الدماغ من بهتان ما نراه وما لا نصدقه...
حين شرعت بالكتابة آليت أن لا أدخل في مسألة الدين والشرع إلا من خلال الاسئلة السالفة والأتية، لأن كل شيء واضح للمتلقي، أردت ان ادخل في بحث الامر اجتماعيا.. فليس من المعقول ان مثل هذه المرأة لها القدرة على ان تصنع مستقبلا لجيل في ذات يوم، فإذا كانت .. فما هو نوع الجيل الجديد والمستقبل الذي تصنعه؟ ما هي الاسياسيات التي يمكن ان ترضعها مثل هكذا إمرأة الى طفل لا يفقه من الدنيا حابلها بنابلها...؟ كذلك الامر ينطبق على الرجل.. كيف يمكن في اي يوم بل في اي لحظة ان تؤمن مستقبل أسرة أو مجتمع بيد إنسان يؤمن بأن المرأة نكرة ويعاملها على أنها خرقة يمسح بها لذته ويدع غيره يتمسح بها ايضا، كيف لإنسان جعل من المرأة عورة ويعاملها على انها داعرة ، مع العلم وأقسم أنه في قرارة نفسه يعلم جيدا ان هذا زنا وحرام، لكن النفس اللعينة والأذن الصاغية للشيطان الذي يجعل منهم وسائل لهدم عرى وتقوى الدين.. بمن أطلقوا اللحى مع الفتاوى ليكون الحرام حلال وما أكثر الباعة المتجولين أصحاب الفتاوى الاسلامية المدعومة اعلاميا...
اننا نعيش في عالم الرقيق المأسلم بشرعية دينية، ان الحقيقة التي نعيش هي أننا نعمل على هدم قيم الاسلام والدين أولا ، ومن ثمة استهجان قيمة المرأة التي كرمها الله وأعزها حين خلقها من بوابات تشريع ديني، فكانت أم للكثير من الانياء والاوصياء والاولياء والعلماء بل للبشرية ... الخ..، فالله سبحانه وتعالى أعطاها من الميزات ما فضلها على الرجل فحين قال الجنة تحت اقدام الامهات لم تكن تلك العبارة مجرد كلمات بل هي صك مصدق من الله والرسول عليه وآله افضل الصلاة والسلام، بأنها أساس الحياة فلا دنيا ولا دين دون المرأة.
أن المجتمع العربي وقد تسيد مؤخرا الكثير من المؤتمرات والمناظرات وأخذ يعمل على إظهار حرية المرأة في التعبير وممارسة حقوقها الشرعية كنعصر فاعل في تغذية شريان الاسرة والمجتمع والدولة بما تحمله من رؤى مستقبلية يمكنها ان تضيف من القيم الحياتية التي تغير وجهة النظر بانها ليست مجرد زوجة وام لأولاد محصورا عملها على ذلك فقط، لكن العكس في بعض كثير من الاحيان نجدها هي صاحبة القرار الانجع، إن عمل المرأة العربية في مجالات لا يمكن للرجل العربي الخوض فيها تجعل منها اجدر بأهليتها منه كون الموضوع يمس شريحتها وهي ادرى بالنظرة العامة التي يمكن ان تجد لها النظرية والتجربة والتثبيت ومن ثم التطبيق... فهناك الكثير من القواعد الثابتة الصلبة للمراة في مجال السياسة والاقتصاد والعلوم والمجتمع وحتى الدين... فلا يوجد ضير من تفقه المرأة بدينها واعطاء رأيها فالاسلام لم يقصر الدين على الرجال فقط بل جعل الامور فيما يخصها عناوين واضحة لها الحق في طرح افكارها وما يترتب عليها من ظلم في وضع دستور يحمل الظلم لها ولأطفالها وغيرهم... ولعل المرأة تخاف الرجل بسبب ما يملك من ورقة بكلمة يُطلقها ألا وهي الطلاق... لذا قال الله تعالى إن أبغض الحلال عند الله الطلاق... فرغم أنه حلال إلا انه بغيض مكروه فتلك المفردة التي يحملها سيفا هي معولا يهدم اسرة ثم مجتمعا ثم دولة... وهذا ما يقودنا لبداية الحديث المرأة والاسرة، فلا يمكن ان يعقل ان تكون المرأة بالجهل والرجل ايضا في تلك الدول التي ارسلت فلذات اكبادها لتمارس الدعر بمسمى ديني فلا يمكن لأي عقل يحمل حقا النور والبصيرة في قلبه ان يؤمن ان جهاد النكاح ليس زنا مبطن كغيره من المسميات الدينية التي يطلقها من يروج لها، ولا يمكن لأي رجل غيور على الدين ان يسمح لأهله ايا كانوا بممارسة هكذا عمل وإلا فكل من شارك هو ديوث ومنافق وكافر.. فتلك الاعمال تقود الى الكفر فمن يفسد ويسرق ويقتل بأسم الدين ماذا يسمى نفسه... رجل مصلح دين..؟ ولو اخذنا نظرة سريعة الى كل رجالات الدين بأجمعهم بكل المذاهب... هل سمع أحد او أي شخص ان هناك رجل منهم افتقر او مارس ما يفتي به على نفسه أو على أهله...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع لا لأنهم يعلمون جيدا ان هناك من العقول والجهل بالدين ما يعطيهم الحق بقتل النفس بالحرام وعبر الفتاوى... إننا في زمن لا يعلمه إلا الله ولابد له حكمة وإرادة فكلنا ميتون بوسيلة أو بأخرى وما علينا إلا ان نبين أراءنا بهذه أو تلك فمن يعلم ويكتم يكون كالشيطان الاخرس... علينا جميعا ان نبين اننا في زمن الموت اشرف من البقاء احياء ينال منا السيل الفاسد والملوث بقيح وجيف من يلوثون الاسلام بأفعالهم... إنها الحرب المستقبلية للاسلام، بين طوائف المسلمين تلك التي تلعب بها أيدي أنظمة خفية للبعض ومعروفة للبعض الآخر... إن امتهان كرامة المرأة هو امتهان لخلق الله العزيز الكريم لذا فلتصرخ الاقلام كل الاقلام ان جهاد النكاح ومن مثله من الفتاوى حرام ... حرام .... حرام.
بقلم/ عبد الجبار الحمدي