الانتماء المذهبي وأثارها السلبية في بناء الدولة/عباس الصالحي
Sat, 9 Nov 2013 الساعة : 15:39

ارتأينا اليوم ان يكون لقلمنا أسلوب جديد يختلف عما كان قد اعتدنا الكتابة به وهو الأسلوب السهل البسيط في طرح هذا الموضوع
إن الانتماء المذهبي في قيادة إي دولة او مؤسسة سيكون سبب رئيسي ومهم جدا بتهالك وتخف تلك الدول او المؤسسة لذلك أحببنا ان يكون موضوعنا اليوم هو الانتماء والسلبيات التي يتركها على بناء وتقدم الدولة
أولا : معرفة السياسة الإسلامية
تعرف السياسة عند الحركة الإسلامية بـ (( أداره شؤون البلاد والرعية بما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة بغض النظر عن القومية والمذهب ، أما المواطن من الأديان الأخرى غير الإسلام فما دام أنه متمسك بالواجبات التي تفرضه عليه حقوق المواطنة الصالحة وتوفر له الحقوق فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ، فلا أشكال في انسجام الجميع بالعيش الكريم .
ثانيا : المواطنة
تطفو على سطح المشهد العربي العام خلال وبعد حركات الربيع العربي ومن قبلها العراق، تجاذبات في غالبها سلبي، تجاه الاستحقاقات الوطنية أمام حالات صريحة وواضحة من ممارسات تسعى لتأسيس قواعد فكرية ونفسية وعقائدية لمفاهيم متقاطعة مع هذه الاستحقاقات ترتكز في جلها على تعزيز مفهوم المحاصة بالشكل الذي يجعل الشعب أسير التجاذبات السياسية والفكرية والمذهبية ويفقد إلى حد ما إحساسه الفطري بالمواطنة بما تعنيه من قدسية الوطن الواحد بحدوده وشعبه وكم الحقوق والواجبات للمواطن العربي في ظله.
والمواطنة -كما هي في واقع حالها، وكما كنا نعيشها ونمارسها- لا ترتبط بغضب أو رضى عن أداء الحاكم وحكومته، ولكنها قد تتعزز وتكون العامل الأول في زيادة الإنتاجية والتقدم والإيثار في ظل حكومة رشيدة وواعية ، ولعل التجارب في الولايات المتحدة وأوروبا والصين ومعظم دول العالم ،تؤكد ما تحقق من إنجازات كبيرة سواء في مجال الإنتاج أم في مجال التنظيم أو عند ضرورات الحرب، ولعل قواميس هذه الدول وقوانينها وممارساتها تؤكد أيضا أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات دون تمييز في لون أو أصل أو دين أو عقيدة.
والمواطنة لغويا مشتقة من وطن، وهو بحسب كتاب لسان العرب لابن منظور 'الوطن هو المنزل الذي تقيم فيه، وهو موطن الإنسان ومحله, ووطن بالمكان أقام، وأوطنه اتخذه وطنا'، ويشير باحثون إلى أن المواطنة مفهوم تاريخي شامل ومعقد له أبعاد عديدة ومتنوعة منها ما هو مادي قانوني، ومنها ما هو ثقافي سلوكي، ومنها أيضا ما هو وسيلة أو غاية يمكن بلوغها تدريجيا، لذلك فإن نوعية المواطنة في دولة ما تتأثر بالنضج السياسي والرقي الحضاري لهذه الدولة، وهي بحسب الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)، تعني 'الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة'.
إن العنصر الأساسي في مفهوم المواطنة هو الانتماء وحقوق الانتماء كما يراها الكثير من الباحثين تتركز في ثلاثة مجالات: حقوق مدنية 'حق المواطن في الحياة وعدم إخضاعه للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الإحطاط بالكرامة، وعدم استرقاق أحد والاعتراف بحرية كل مواطن طالما لا تخالف القوانين ولا تتعارض مع حرية آخرين، وحق كل مواطن في الأمان على شخصه وعدم اعتقاله أو توقيفه تعسفياً، وحق كل مواطن في الملكية الخاصة، وحقه في حرية التنقل وحرية اختيار مكان إقامته داخل حدود الدولة ومغادرتها والعودة إليها وحق كل مواطن في المساواة أمام القانون، وحقه في أن يعترف له بالشخصية القانونية وعدم التدخل في خصوصية المواطن أو في شؤون أسرته أو بيته أو مراسلاته ولا لأي حملات غير قانونية تمس شرفه أو سمعته وحق كل مواطن في حماية القانون له، وحقه في حرية الفكر والوجدان والدين واعتناق الآراء وحرية التعبير وفق النظام والقانون... إلخ'.
وبعد هذا الشرح لمفهوم السياسة الإسلامية والمواطنة نقول ا ناي دولة او مؤسسة يتم قيادتها بشكل طائفي او حزبي سوف تخلق لنا داخل هذه الدولة او المؤسسة تكتلات تتصارع فيما بينها وبالتالي تعطيل للكثير من القوانين والمشاريع وانتشار العدائية بين صفوف مكونات هذه الدولة او المؤسسة الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على حياة المواطن وطرق تفكيره وتصوراته
وهنا نكون قد صنعنا دويلات داخل ما يسمى الدولة والتي هي أصلا لا هوية لها ولا وجود في حقيقة الأمر وستكون القوانين والقرارات مزاجية وحسب ما يرى هذا القائد او ذاك فيه فائدة له ولحزبه او مذهبة ونكون قد أسسنا لدولة متهالكة لا روح للمواطنة وسلطة القانون فيها وهنا ستكون صيد سهل لكل من يريد ان ينهب خيرتها او يستعبد أبنائها كون روح حب الوطن والدافع عنه قد طمرت تحت أحقاد الانتماءات المذهبية او الحزبية او الشخصية
وبالتالي نكون قد خسرنا أمرين مهمين
أولهما : هو روح المواطنة والتي هي أساس بناء إي وطن
وثانيهما : هو بناء دولة متقدمة ومتحضرة تتعايش داخلها جميع الطوائف بنفس الحقوق والواجبات
وبعد هذا كله سيكون من الضروري العمل على طباعة مناهج خاصة بالتعريف بالمخاطر السلبية التي ترافق إدارة الدولة بالروح المذهبية او الحزبية بعيدا عن الروح الوطنية سواء على الصعيد الخاص او العام اي على شخص السياسي نفسه او على الدولة ككل


