فنُّ آلكتابَةُ و آلخطابَةُ – ألقسمُ آلخامسُ(3)/عزيز الخزرجي

Sat, 9 Nov 2013 الساعة : 15:12

نؤكد على أهميّة ألعنوان و كيفيّة صياغتهُ مع آلمقدمة كخلاصة للمقالة كما أشرنا, من ناحية؛ نوعيّتها؛ طولها؛ ترتيبها؛ بلاغتها!؟

إنّ آلعنوان يجب أنْ يكون مبدئيّاً مختصراً جدّاً و مُعبّراً في نفس آلوقت عن آلغاية و آلمضمون, و ذلك عبر آلأستعانة بآلمنهج ألبلاغيّ, بمعنى إختصار في آلكلمات و آلجُمل و تكثيفٌ في آلمعنى و آلدّلالة!

عموماً يشغل هذا آلجّانب – أيّ آلعنوان و آلمُقدمة - مساحة صغيرة من حجم ألبحث ألكليّ على آلظاهر؛ لكنّها تُعبّر عن كلّ آلمضمون و آلهدف من آلمقالة, و إنّ آلجّهة أليُمنى من آلمجلّة لنشر ألمقالة لها تأثيرٌ أكبر و وقعٌ أقوى في نفس آلقارئ بآلقياس مع آلجّهة آليسرى في آلصّفحة ألأولى, و أفضل مكان هو في رأس آلصفحة كعنوانٍ رئيسيّ, و هذا ينطبق على آلمجلّات ألألكترونيّة كما آلورقية.

و علينا تجنّب إستخدام آلعناوين و آلمُقدّمات ألطّويلة و كما هو آلسّائد بين أكثر ألكُتّاب و آلمُؤلفين و حتّى آلرّسائل آلجّامعيّة, بل ألعناوين و آلمُقدّمات ألقصيرة و آلبليغة لها أثرٌ سحرّي و جذّاب على آلقارئ و يضمن سرعة وصولها و فاعليّتها في آلقُرّاء لدلالتها على قدرة آلكاتب, لأنّ آلبلاغة ألتي ترتقى عادةً لمستوى آلحكمة تترك أثرها بقوّة في آلنّفس بسهولةٍ و يسرٍ خصوصاً في هذا آلعصر ألّذي بدى فيه آلأنسان مُتعباً و مرهقاً بسبب ضغوط ألحياة بجانب تحقّق آلوعي ألنّسبي في وجود معظم آلناس لكثرة وسائل ألأتصال و فاعليّة شبكات ألتّواصل آلأجتماعيّ ألتي إختصرت آلزّمان و آلمكان و آلمسافات.

و كثيراً ما تكتنف آلمُقدمة مع آلعنوان .. آلخلاصة ألبليغة ألمعروضة لحقيقة ألمقالة و غايتها, لذا يجب أنْ تحوي إشارات بيّنة و إسلوب مُحْكَم لعرض ألنّتائج و لأهمّ ألمحاور ألأصليّة ألّتي يُريدُ آلكاتب إيصالها للقارئ, و يجب أنْ تُدرج في خمسة إلى عشرة أسطر على آلأكثر.

كما يجب تشخيص و تحديد ألمجلّة ألّتي سننشر فيها مقالاتنا, ذلك أنّ كلّ مجلّة لها قوانينها و أهدافها و ضوابطها , و لذا علينا آلدّقة عند آلأختيار و مراعاة آلتّالي:
1- ملاحظة ألخطّ ألعام للمجلة ألمعنيّة و آلموضوعات ألعمليّة و آلنّتائج ألمُتوخاة و مدى تناغم و تطابق مقالنا مع أهداف و إهتمامات ألمجلة ألمنظورة, من خلال كلمات و إفتتاحيّات هيئة ألتحرير أو آلرّئيس و مجمل آلموضوعات ألرئيسيّة ألمنشورة, و من آلعبث إرسال مقالاً أو بحثاً تحقيقيّاً لمجلةٍ لا تعني سوى بنشر ألمقالات ألمُكررة, أو تلك آلّتي تُعيد نشر و إستنساخ آلمقالات من مجّلات أو مواقع أخرى, و تجنّب إرسال مقالاتنا لمجّلات لا تنشر سوى أخبار و تجارب آلمختبرات وكأنّها صحيفة خبرية.
2- ملاحظة زمن إصدار آلمجلّة و سمعتها و مساحة إنتشارها و دورها في آلأوساط ألعلميّة و آلثقافيّة, و أفضل ألمجلّات زماناً؛ هي تلك آلّتي تَصدُرُ مرّةً في آلشّهر أو مرّة كلّ فصل, أو مرّتان في آلسّنة, لكونها على آلأغلب تشمل و تغطّي مُعظم آلموضوعات و آلمقالات ألسّتراتيجيّة في مجالٍ خاصّ أو مجالاتٍ مُختلفةٍ لسعة ألفترة ألزّمنية.
عزيز الخزرجي 

Share |