رغم قلة المقاعد ......رفض احالة الاسلام على التقاعد/ادريس الحمداني

Fri, 8 Nov 2013 الساعة : 12:46

من يقرا هذا العنوان يتبادر الى ذهنه حتما ان هناك برلمان دنيوي وكتل سياسية سيتحدث عنها كاتب المقال وقد يذهب به الاعتقاد الى ان هناك قانون للتقاعد الموحد ترفضه كتلة من الكتل السياسية التي تزدحم في وقتنا هذا ببرامجها الدنيوية لكن هذه الاعتقادات ليس لها علاقة بالموضوع الذي سنتناولها في هذا المقال فالموضوع يخص ما شهده التاريخ الانساني من حالة رفض مبدئي قد وصفها احد الشعراء وهو يخاطب قائد كتلة
الدم التي انتصرت على كتل السيوف الاموية لينتصر الدم على السيف حيث قال الشاعر الشعبي
(انت اول رفض لمصافح العفنين ........)
فقد رفض الامام الحسين (عليه السلام ) رغم قلة عدد رجاله المؤمنين قياسا بجيش الباطل والكفر حيث استطاع ان يرفض احالة الاسلام على التقاعد من خلال برنامج اعده اعدائه ليكون خارطة طريق تمحي الهوية الاسلامية الحقة وتبدله
بواقع فاسد يجعل الحكم وراثيا وهذا مايرفضه الامام الحسين عليه السلام لكونه يعي جيدا مخططات اعداء الاسلام
اذ شهد التاريخ الانساني حالة الرفض المبدئي في ظروف حرجة من حركة الامة فبرزت ثورة الامام الحسين (عليه السلام) كحدث تاريخي ليس لانه استطاع ان يطوي صفحة سوداء من تاريخ السيطرة الاموية فقط بل لانه يتصل مع الاحداث التي نعيشها . فعندما نقرا (الثورة الحسينية ) في اطارها التاريخي فاننا حتما نستوحي منها الدروس والعبر
للاستزادة منها واستلهامها في واقعنا المعاصر .....
لذلك فاننا عندما نقول ان ثورة الامام الحسين عملية سياسية واعية تهدف الى مواجهة الواقع الفاسد وعلى امتداده التاريخي ..علينا ان نحلل ونفتش عن اسباب تلك الثورة العظيمة .......................................................
وعندما نقوم بدراسة ذلك سنجد ان من اسباب تلك الثورة العظيمة هو الاحساس بان هناك نتائج خطيرة كادت ان تنعكس
على استمرارية الدولة الاسلامية وشرعية الحكم الاسلامي من خلال تحويل مبدا (الامامة الشرعية )الى عامل وراثي ليس له علاقة بالاسلام والامة بل يتركز على حصر السلطة بالامويين
وبذلك تتم عملية تركيز القيم الجاهلية واثارة الفتنة والاضطرابات .وتحريف والغاء المفهوم الحقيقي للاسلام لان استلام
يزيد السلطة واستبعاد الامام الحسين (عليه السلام) يعني بالضرورة استبعاد الاسلام في حياة الامة وتحكيم القييم العشائرية
في السلطة ويتم ذلك اما عبر عمليات اختلاف الاحاديث المزيفة او عبر الالغاء والتعليق لاحكام الاسلام او عبر الاعتماد على منطق الجاهلية والعشائرية في ممارسة الحكم والعمل على ابراز شخصيات هزيلة طامعة للتصدي للمسؤوليات
العامة ومحاصرة الامام الحسين (عليه السلام) ومحاولة اجباره على اعلان الولاء ليزيد .
من هنا كان تركيز الحكم الاموي على الامام بالذات وتخييره بين البيعة ليزيد وبين التصفية الجسدية فاختار الامام الحسين طريقا ثالثا لميخطر ببال يزيد وحاشيته هو طريق الثورة رغم كثرة المقاعد التي تمثل قوى الباطل والكفر وقلة المقاعد التي تمثثل قوى الحق والايمان فاستطاع فريق الحق رفض مشروع احالة الاسلام على التقاعد في جلسة البرلمان التاريخي الانساني ليكون الرفض المبدئي ثورة حقيقية لاخراج الامة من سباتها وغفوتها البشعة كي تستفيق وتعطي مفهوما حقيقيا للاسلام من خلال خيار الثورة الدافق بالوان التضحية والفداء ........................................
لذلك فان ثورة الحسين تعتبر مدرسة لكل المعاني الجميلة والقيم الاسلامية النبيلة .....انها مدرسة الايمان والصبر
والفداء والتلاحم والاخوة والعمل والتوكل واليقين والصلابة والتسامح...............................................
حيث رأينا ماردده الامام الحسين وهو يؤكد ضرورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حين قال
(انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي (صلى الله عليه واله وسلم )اريد ان اامر بالمعروف وانهى عن المنكر )
وراينا كذلك قمة الرفض والصمود امام الهجمة الاموية في صرخته عندما قال (لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل
ولا اقر اقرار العبيد ) لذلك فالمطلوب منا ان نتعلم الرفض الحسيني بمفهومه الواسع وان نجعل دم الامام الحسين (عليه السلام) امام اعيننا دوما ذلك الدم الذي رفض احالة مبادئ الاسلام والعدالة على التقاعد ......... الدم الذي تعامل وتعاطى معه الله (سبحانه وتعالى ) بقداسة فريدة عندما امطرت السماء دما....................

ادريس الحمداني

Share |