النهضة الحسينية دروس خالدة لتقويم الأعلام الوطني الجديد/هيثم محسن الجاسم

Fri, 8 Nov 2013 الساعة : 12:37

من مدرسةالحسين الازلية استنبطت دروس كثيرة . ويضيق المقال لوجاء عليها ولوباختصارلذلك ساكون متصفحا لاوراق حسينية للخروج بدروس للصحفيين الذين يعملون على تاسيس خطاب جديد ولد بعد سقوط الخطاب الاعلامي الصدامي .
لقد صب كثيرمن المهتمين بالاعلام وتطويرخطابه جهدهم على اخذ دروس من المدارس الغربية التي قطعت شوطا كبيرا في مجال الصحافة والاعلام وكان للمهنية والفنية اولوية في بناء اسس لصحافة حرة تعكس وجه جديد للصحافة العراقية التي تفوقت خلال سنوات قليلة من عمر البناء على خطابات عربية لها باع في العمل الصحفي .
ولكن غاب عن البعض ان الاخلاق الصحفية تشكل ركن اساس من التاسيس لصحافة حرة ومتينة .
وكل الباحثون يؤكدون دائما على التاريخ والتراث في استنباط الدروس والعبر.ووجدت من بين اهم تلك المصادر كانت النهضة الحسينية التي تبلورت في ارقى صورها من خلال واقعة الطف التاريخية التي تركت لنا دروسا لايمكن الاستهانة بها دون المرورعليها وكونها جسدت ممارسة ميدانية للخطاب الاعلامي الرسمي والمستقل .
حيث اعتمد الاعلام الاموي على الكذب والنفاق في تظليل الراي العام واشاعة ثقافة الخوف بين الناس من خلال التطبيل بارهاب الدولة وجبروتها في معالجة حالات الثورة والمواجهة للنظام بوسائل القمع والترهيب الوحشية .واستخدم لذلك جيش من الاعلاميين المطبلين ممن باع ضميره بدراهم الطاغية الحاكم . ومن تلك الوسائل الترهيب والترغيب باشاعتها بين الناس ايهام الراي العام بارسال الطاغية يزيد لجيشه الاموي لقمع الثورة الحسينية في العراق وتصفية انصار الحسين والى جانب ذلك الوعود المظللة بالمكارم ومنح المناصب والمال وغيرها .
بينما من الجهة الاخرى تميزالخطاب الحسيني بالوضوح والمصداقية في خطاب الناس وعدم تضليلهم واستغلال بساطتهم او ايهامهم وهذا اصلا من صلب الخطاب الاعلامي الحروكان ذلك مجسدا من خلال كلام الامام الحسين علبه افضل الصلاة والسلام وهو يخاطب جيش يزيد لوعضهم ونصحهم من تصديق اكاذيب ازلام يزيد التي يشيعونها بين اهل الكوفة .كما تجسد ذلك من خلال الخطب التي القتها سيدتنا زينب عليها السلام في حضرة عبيد الله ويزيد بالاضافة للناس فيما بعد مما خلد واقعة الطف واثرائها لتبقى ناصعة ومصدر عظيم للمبادىء الانسانية وخاصة لمن اتخذ الصحافة عملا ومهنة .
كذلك اضافت النهضة الحسينية تراكما اخلاقيا لكل انسان يريد ان يعمل في مجال العمل الجماهيري وتحقيق امال واهداف عظيمة .
ان التركيز بالتعلم والتثقيف على افكار الغرب لايكفي لمن يريد ان ينجح في عمله الصحافي والاعلامي وكما هوواضح في انتشار خطابات اعلامية مؤدلجة لاترتقي لمستوى المباديء التي تبلورت من النهضة الحسينية .
وهكذا يحتاج اطلاع من غاب علية وفاته التعلم والتثقف من المدرسة الحسينية ان يبدا بدرج الدروس المستنبطة من النهضةالحسينية في كل المنابر العلمية والادبية لكي يتسنى للجميع الاطلاع والاستفادة وبالتالي خلق كوادر اعلامية وصحفية ناجحة وملتزمة بادائها العملي وهذا سيعطي نتائج متقدمة للاعلام العراقي في المهنية والموضوعية وهويرسي قواعد جديدة للممارسة في ظل العملية الديمقراطية التي يجهد الجميع على ارساء قواعدها في العراق اليوم .
اذن العودة الى تراثنا الحسيني يجعلنا في كفاف من الاستعانة بعلوم الغرب التي ربما يستفاد منها في حدود معينة لكن لاتكفي لصنع صحافي او اعلامي ملتزم اخلاقيا متحصنا من الفساد والمفسدين ممن يديرون المؤسسات الاعلامية المشبوهةالتي تنتشر بالبلاد . ومن اجل ايضاح الممارسة واثر الفكر الحسيني عليها تؤكد المؤسسات الاعلامية الحسينية التي انشات ابان سقوط النظام المقبور هذا الالتزام والمهنية الاعلامية وحضورها في الساحة الوطنية غير المعادلة بين القراء والمتابعين للنشر عبروسائل الاعلام المختلفة حيث اكدت تلك الوسائل الجديدة وجودها وثباتها من خلال المصداقية والموضوعية في خطابها الاعلامي والثقافي وكل ذلك راجع لمصادر علمها وفلسفتها المهنيةالمستمدة من ثراء الدروس والعبرالتي تركتها النهضة الحسينية المتجسدة في واقعة كربلاء وقدرت تلك المبادىء على الثبات والخلود لتكون حية وفاعلة للانسانية في جهادها من اجل الحياةالحرة الكريمة .
وربما مقال واحد لايكفي لعرض الموضوع ولكن يمكن اعتباره دعوة للدراسة والتفكر نطرحها امام المسؤولين والمهتمين بشؤون تطوير العمل الصحفي والاعلامي ليواكب ويدعم عملية البناء الديمقراطي عبر تطوير مناهج التدريب الاعلامي وكذلك فتح منافذ جديدة لتدريب وتطوير قدرات الصحفيين لنضمن مؤسسة اعلامية عراقية متطورة متسلحة بقوة المبادىء الحسينية وضمان ان يكون صحفيينا واعلاميينا كوادر تتصف بقوة الالتزام والمهنية ليكون خطابنا متميزا وسط هذا الركام البائس من تعددية الخطاب الصحفي والاعلامي الذي خلق بيئة عربية سيئة لانبات اقمار مسمومة بائرة متاثرة بفوضى الايدلوجيات التي تعصف بالعالم . واشاعة ثقافة وطنية مستمدة من التراث الاسلامي عامة والحسيني خاصة وواقعة الطف تتوج تلك العبروالدروس المستنبطة لكي نضمن اعلام وطني متميز وهادف
هيثم محسن الجاسم

Share |