لنستثمر البركة فهي تمر مر السحاب/عباس ساجت الغزي
Fri, 8 Nov 2013 الساعة : 12:30

اعلم ان الحسين قد عانق السماء روحاً وجسداً قبل ( 1400 عام ) , واعيش مع المحبين ذكرى انتصاره على الحياة الدنيا باختياره الشهادة نبراساً لطريق لابد منه , لتصحح مسارات الانسانية من الانحراف والتمسك بالدنيا الفانية والافساد في الارض .
لكن ما يحيرني دوي النحل الذي اراه متمثلاً ليس بالمؤمنين فقط بل بالإنسانية جمعاء حين تحل تلك الذكرى العطرة , اعلم ان النحل لا يفعل هكذا الا اذا حصل خطب كبير في مملكته من قبيل تعرض مستعمراته لتهديد خارجي او مقتل الملكة وقد تكون رغبة من المزارع بتفريقه للحصول على المنتوج .
وفي كل الاحوال فان الاستنفار الذي يتنج عنه ذاك الصوت ( الدوي ) يعني الاستعداد لاتخاذ التدابير الكفيلة بإيقاف ذلك التهديد والدفاع بكل قوة عن الوطن ( المملكة ) ولزرع الشعور بان روح الوحدة موجودة للتضحية وبذل الانفس دفاعاً عن الجميع دون استثناء .
والمملكة هنا تعني الوجود الدنيوي وتعني الدين الاسلامي وتعني الرسالة الامامية التي حملها الامام الحسين (ع) من خلال قيامه بواجب التكليف الشرعي بالخروج من اجل الاصلاح والامر بالمعروف وتصحيح مسارات الرسالة الاسلامية من الانحراف الخطير الذي لمسه الامام من خلال الدلائل القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة ووصايا الائمة المعصومين قبله , والتي تأذن له بالتحرك حين يكون لزاماً عليه التدخل من اجل انقاذ الامة وتغير الواقع الفاسد.
ومن كل ذلك هنالك سرور يعتريني وانا اقرأ المشهد في هذه الايام المباركة فــ ( الوحدة ) هي عنوان العمل والحركة واداء الواجب في تخليد ذكرى ثورة الحسين وانتصار الدم على السيف الظالم الذي لا يعرف الرحمة بل تمادى في انتهاك حرم الله في اهل بيت النبوة , و( الالفة والمحبة والتعاون والصفاء ونقاء السريرة ونكران الذات والحرص على نيل الاجر والثواب ونسيان حب الدنيا بالعمل على نيل اجر الاخرة ) كل ذلك اراه حاضراً في هذه الايام المباركة واتمنى ان يستمر ليمتد لأشهر وسنوات بل حتى يقضي احدنا اجله لينال الجنة بصالح الاعمال وحسن العاقبة .
في احياء الشعائر من خلال المراسيم العاشورائية ينسدل الستار على كل مفردات التفرد بالرأي من قبل المحبين الذين يرومون نيل الشفاعة المحمدية من خلال نصرة اهل البيت (ع) واحياء امرهم ( رحم الله من احيا امرنا ) , فلا يعد هنالك ولاءات وانتماءات ولا محسوبية الا لتلك الشعائر المعبرة عن النصرة والمؤاساة ,وتذوب وتنصهر كل المسميات امام (الحسين المظلوم).
وهي دعوة اوجهها بمصاب الحسين واهل بيته المعصومين وببركة هذه الايام التي تحزن الملائكة وتبكي الموالين ويهتز لمصيبتها عرش رب العالمين , ان تكون الوحدة منهج عملنا والالفة والمحبة وكل المسميات التي ذكرناها عنوان عملنا الانساني حين انقضاء الايام المباركة من اجل ان يلطف الله بنا ويغفر لنا ما تقدم وما تأخر من ذنب , لنكون سببا في اصلاح الامة ومن يعمل مثقال ذرة خير يره .
عباس ساجت الغزي


