الإرهاب والإسلام-ج4 الأمويون أنموذجا-الاء حامد
Wed, 11 May 2011 الساعة : 12:42

لازلنا نتحدث عن ماهية الإرهاب والتطرف الإسلامي وقد نوهنا لمبدأ حقيقي: بأن الإسلام كدين سماوي منزها من الإعمال الوحشية والإرهابية ولا توجد في ابسط بديهياته العقائدية والأصولية أي دعوات للعنف والتطرف ولكن التوظيف السياسي له من قبل الولاة والحكام في الحكومات الإسلامية آنذاك جعلته يتمايل وفق سطوتها واستغلته خير استغلال لتمرير مصالحها الذاتية وإغراضها الشخصية لفرض سيطرتها على البلاد والعباد,
وما يؤسف قوله إن أفضل من يجيد استغلال الدين بعض أولئك المتخصصين فيه, وليس العيب في الدين نفسه بأعتباره يحتل مكانة وقدسية في نفوس معتنقيه مما يسهل استمالتهم والتلاعب بمشاعرهم بأسمه, ولا في مستغليه لأنهم فضلوا هذه ألطريقه لتحقيق المصالح وجني الإرباح واستغفال الناس, وإنما العيب فيمن يصغون لهولاء الشياطين.
لهذا استغل الأمويون الأقوام البسيطة والجهلة والمغفلين للقيام بالأدوار الإرهابية المشينة المتمثلة حينها بالعنف السياسي والتطرف الذي ظهر من خلال الفساد الأموي ودعمهم لذلك بإسناد المارقين والخارجين, وسار على نهجهم تباعا كل من العباسين والايوبين ومن ثم أكملها المسلمون من غير العرب كالسلاجقة والعثمانيين والفرس.
فكان زمنهم مليئا بأكثر أنواع الإرهاب والتنكيل واشد خطرا على التأريخ الإسلامي ومستقبله, وكان أساسه السذاجة والسطحية في التفكير مع تطرف شديد في كل ما يظنونه في الموقف الديني , وما بلغ مروقهم عن الدين الإسلامي واجتهادهم الخطير في عقائده وإحكامه وتأويلهم لقول الله : ( إن الحكم إلا لله ) فظنوا ان تحكيم شخص في قضية بين الاثنين شرك بالله تعالى!! وأول مظاهر تطرفهم تكفير خصومهم واستباحة دمائهم وإعراضهم!!1
وقد احتاج الأمويون منذ البداية إلى تبرير سياستهم الجائرة المستبدة العنيفة وارتكابهم الجرائم البشعة وخروجهم عن حقيقة الإسلام ومبادئه السامية إلى سلك طريق هو أقبح واشد من جرائمهم كلها حين عملوا جاهدين الى تأويل الآيات القرآنية بما يفيد الجبر والتسيير , ليبرروا أفعالهم المشينة, وما صنعوه إنما هو قضاء الله تعالى وقدره , فكانوا يصنعون بالإرادة الإسلامية كيفما يشاءون , تارة بالحذلقة السياسية وتارة أخرى بالإرهاب السياسي مخولين في كل ما يصنعون زعمهم شرعيتهم بالخلافة!!!
ذلك الدور الإرهابي الذي مارسه الأمويون هو الذي رفعهم فوق رقاب المسلمين أنفسهم ومنحهم صفة الهيمنة القصرية وصلاحيات التحكم العنيف ,وولاية الأمر دفعت الحياة الاجتماعية لتصبح واقعا مطلقا للجائرين والفاسقين الذين أسرفوا دماء الناس وغيروا من معالم الدين وبدلوا إحكامه بما يتناسب سياسة الرياسة والسلطة وحفظ العرش بأي شكل من إشكال العنف والتنكيل , فلم يعد في ظل هذه السياسات الجائرة لمن امسكوا السيف للإطاحة بالشرعية أي حفظ لسلامة من هو حي.
الإحالات
1-تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي- صائب عبد الحميد ص 63 نقلا عن الكاتب والدكتور محمد محمود