دور المثقف في صناعة الرأي العام/حميدة مكي السعيدي

Tue, 5 Nov 2013 الساعة : 22:17

المثقف هو كل من يمتلك مجموعة من الأفكار والمفاهيم والمعلومات وكل ما يتعلق بالإنسان وما حوله من ظروف طبيعية أو بشرية والعلاقة بينهما عبر مراحل الزمن المختلفة الماضي والحاضر والمستقبل.
تقع ألان على عاتق المثقف مهام ومسؤوليات كبيرة التغير بيده وحدة فهو مسئول عن المجتمع الذي يعيش فيه كونه يمتلك كل المعلومات التي تؤهله لقيادة هذا المجتمع . فالمثقف إما إن يكون اعلاميآ أو مسرحيآ أو اديبآ أو أستاذ جامعي أو أو .........الخ فعلى كل فرد من هولاء تقع مهمة فالإعلامي من موقعه يوثر والمسرحي على خشبة المسرح يوثر والأديب بقصة أو قصيدة يؤثر والأستاذ الجامعي يؤثر لأنه يقود جيل بأكمله. إذن يجب على المثقف الالتزام بقضايا المجتمع يتعرف على احتياجات أبناءه يدعم الايجابي منه ويغير السلبي , ولكون المثقف هو إنسان يعيش ضمن مجتمع تسوده المشاكل والتغيرات فلابد إن يمتلك حس ثوري من اجل التغير نحو الأفضل كما يجب إن يجعل من احتياجات المجتمع منطلق لفكرة وعمله وهدفه إذن هو يطبق كل ما موجود في عقلة من أفكار معلومات أهداف على الواقع فمن هذا المنطلق لا يمكن إن نطلق كلمة مثقف على كل من يمتلك معلومات ولا يطبقها في مجتمعة .
إذن فالثقافة ليس ثوب يرتديه كل من هب ودب بل هو فكر وسلوك قويم يرشد عقل الفرد نحو العلم الأدب الفن ليقيه من شر الجهل والتخلف وعلى هذا الطريق سار الأنبياء العلماء الأدباء الفلاسفة كونهم ثاروا على كل الظروف القاسية التي كانت تعيشها مجتمعاتهم ليغيروا تلك المجتمعات تغيرآ جذريآ .
اجل للمثقف دور كبير في نشر الأفكار الصحيحة والتأثير على اكبر عدد من الناس فالمثقفون ليسوا دعاة الثقافة فقط بل هم مصابيح نور على ضوء ثقافتهم التي يلتمس المجتمع منها طريقة للتحرر والعدالة والتطور , يجب إن يكون للمثقف دور ريادي في بناء وتطوير المجتمع الذي يعيش فيه وهذا يتطلب منه قوة تحدي صمود إمام كل قوى الظلم والطغيان .
العراق بلد الثقافة الأدب العلوم منذ أقدم العصور وهذا ما ثبت بالدليل القاطع من خلال الآثار التي وجدت في المواقع الأثرية القديمة فيما بعد فهو بلد حضارة مميزة وبارزة لا زالت أثارها باقية لحد ألان في المتاحف العالمية فمن ارض سومر وزقورة أور كتب أول حرف في العالم ومن مسلة حمو رابي أقرة أولى القوانين ومن الجامعة المستنصرة تطورت العلوم هذا هو العراق وأكثر إذن هو بلد الثقافة والمثقفين لهم بصمة واضحة في التغير بوقوفهم بوجه الطغاة الجلادين على مر العصور ففي التأريخ الحديث كانت للخطابات والقصائد وكتابات المثقفين والندوات والاجتماعات والمظاهرات الدور الأكبر في تأجيج الثورات والانتفاضات فمن ثورة العشرين إلى ثورة مايس إلى ثورة تموز التي أطاحت بالحكم الملكي إلى الانتفاضة الثعبانية إلى كل الانتفاضات وثورات الشعب من اجل التغير هكذا هو الشعب العراقي بالأمس لكن اليوم ومع انتشار الأحزاب والتحزب وهيمنة المصالح الشخصية على البلد وتردي الأوضاع بكل الجوانب وانتشار التخلف والجهل أصبح على عاتق المثقفين مهمات كبيرة من اجل قيادة المجتمع وانتشاله من وضع إلى وضع أخر اجل للمثقف دور كبير في نشر الأفكار الصحيحة والتأثير أكثر من غيرة .
اليوم ما أحوجنا إلى الثقافة والمثقفين المتمرسين في عملهم من اجل التغير ليعمل الكل كشخص واحد , ليكتب الصحفي مقالاته التي تؤثر وتناقش قضايا المجتمع ليجعل قلمه سلاح من اجل التغير سلاح بوجه الإرهاب إما المسرحي ليقدم مسرحياته الجادة التي تناقش قضايا المجتمع وتحدد الحلول لها وإما الأديب والشاعر فهما ايضآ ليكتبا القصص والقصائد من اجل العراق بلدنا الذي تكالبت علية قوى الظلم من الداخل ومن الخارج من اجل تدميره وكونه الأساس في المنطقة وكونه يمتلك من الخيرات الكثيرة التي تذهب ألان في جيوب قلة من الناس دون مراعاة الكثرة لنعمل من اجل التغير نحو مستقبل أفضل .
حميدة مكي ألسعيدي 

Share |