الثورة : طريقها (ثورة الأسوةُ الحسنةُ)/المحامي محمد سليم الكواز
Tue, 5 Nov 2013 الساعة : 16:16

بسم الله الرحمن الرحيم
(منْ ماتَ وليس في عنقه بيعة ماتَ ميتةً جاهلية)
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله
بهذا الحديث الشريف : المسلمون جميعاً
يموتونَ ميتة جاهلية لعدم وجود (رئيس الدولة الإسلامية)
(الخليفة)
لمبايعته
فكيف و(الدولة الإسلامية) غير موجودة أصلاً
إذنْ ماذا نعمل لكي لانموتُ ميتة جاهلية؟
نعمل (عمل) أوجبه الله تعالى وهو : فرضْ إقامة الدولة الإسلامية
لنبايع خليفة المسلمين رئيس الدولة التي كان رئيسها رسول الله وبعده الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وولي الله علي وعضو العترة الحسن
وبهذا العمل (لإقامة الدولة الإسلامية) نكون قد وضعنا البيعة في عنقنا قبل أنْ يدركنا الموت ونحنُ
في طريق إقامة الدولة الإسلامية أو نموت بعد إقامتها ومبايعة الخليفة :
الثورة : إعادة الأمر إلى أصله الإسلام
الثورة : طريقها (الأسوةُ الحسنةُ) لتحقيق الأصل (بالدعوة والدولة)
{لقد كان لكم في رسولِ اللهِ اُسوةٌ حسنةٌ}
{لمنْ كان يرجوا اللهَ واليومَ الآخرَ وذكرَ اللهَ كثيراً}
صدق الله العلي العظيم 21(سورة الأحزاب)السياسية
(جاء الإسلام غريباً وسيعود غريباً)
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله
وأهم حكم وقضية في عقيدة (الاُسوة) و (الغربة) هو :
(التوحيد ربٌ واحدٌ) (حكم غريب)
(أصنام أرباب متعددة) (واقع موجود)
(الدعوة) و (الدولة)
(عشائرقبائل وصراع) (واقع)
{خلقناكم منْ ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل} {لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم}
وليس
السنة والشيعة والسلف والمذاهب ومراجع (أصبحت بدل) المرجع الله الأحد
وإسلامه
لعدم وجودها في الإسلام ووجودها اليوم حرام
لأنها بدع وتفرقة وتحريف وتشويه للإسلام
ولا
الوطنية والعشائر والقبائل والقوميات
كلها (سنة وشيعة وسلف ومذاهب ومراجع ووطنية وعشائر وقبائل وقوميات) دعوات حرام
(ويحرم من يتعامل ويشتغل ويتحاور بمصطلحات ومفاهيم هذه
المفردات السنة والشيعة والسلف والمذاهب والمراجع والوطنية والعشائر والقبائل والقوميات ويتعاطاها ويذكرها ليبحثها ومصيره جهنم)
وأنما الفرض والأساس هوّ(الأسوة) وكان (غريباً) وهما:
(الدعوة) و (الدولة)
لنشرما أنزل الله فكريا بالجهاد الأكبر لتطبيق ما أنزل الله مادياً بالجهادالأصغر
{اُدْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة} (الدولة الإسلامية في المدينة المنورة)
{ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين} أقامها رسول الله بالنصرة وليس بالقتال
{كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} وفي الدولة {كُتِبَ عليكم القتال..لِمَ كتبتَ
القتال}{حتى يعطوا الجزية}{ليظهره على
الدين كله ولوْ كَرِهَ المشركون}
لتحقيق {الحكم بما أنزل الله}
جاء (الإسلام) غريباً باسمه الإسلام وبعقيدته التوحيد وأحكامه ومفاهيمه وأفكاره وحتى بكلماته :
{هو سماكم المسلمين}
لذلك (التاريخ) بدأ (بالإسلام – بنبينا آدم)
فلاوجود لمفهوم ومعنى (قبل التاريخ وبعد التاريخ)
(توحيد الله – أحد – صمد – إسلام - آدم وحواء بشر (إنسان) – نبي – رسول الله – عصمة - منّة – مسلمون – مؤمنون (إيمان) – متقون (تقوى) – (دعوة) – نصرة وأنصار – هجرة ومهاجرون – (دولة) – خلافة وخليفة – صحابي وصحابة - أمة واحدة – رعاية - حزب وأحزاب - سيادة الشرع (لايجوز لأي إنسان أنْ يسود على الناس والسيادة لله وشرعه رحمة للعالمين فلاتشريع إلاّ شرع الله) - وأجتهد رأيي وفق أصله وأصوله (حق لأي إنسان) وفي (الاجتهاد الصواب والخطأ) ولا اجتهاد في (الثقلين الكتاب والعترة) لأنه نص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة (كلام وفعل) (كتاب الله) هو القرآن المجيد و(العترة) أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ثابتة ثبوت قطعي في {آية المباهلة} وفي (حديث أهل الكساء) وأنّ (رئيس الدولة الخليفة) هو الذي يختار أحد الاجتهادات للتطبيق منعاً للخلاف – (سلطان الأمة) (قمة أمر الأمة رئيسها بالشورى الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس للرئيس خليفة للمسلمين) – دولة النبوة والرسالة – ترتبط بها ارتباط عقائدي وحكمي دولة الخلافة على نهج دولة النبوة لمدة ثلاثين سنة – ومنْ ثمّ دولة الملك العضوض إسلامية ولكن ليس إيمانية لخروجها عن نهج النبوة و الأسوة – لأنّ دولة الملك العضوض بدأت بإلغاء نظام حكم الخلافة الذي كان بالبيعة والشورى فأصبح الحاكم في الملك العضوض متسلط وجائر بالوراثة وولاية العهد فلاتوجب طاعته ويجب التغيير على السلطان الجائر واختيار الرئاسة الخليفة بالبيعة والشورى – أما دويلات الملك الجبري في البلاد الإسلامية فهيّ ليست الدولة الإسلامية للأمة الإسلامية الواحدة ولا رحمة للعالمين حتى إذا سموها (دولة إسلامية – بغياً وظلماً وفسقاً) وحصلت بأمراء الأندلس إلى جانب الملك العضوض وهيّ اليوم دويلات علمانية عميلة للمحتل خاصة بعد إنهاء الدولة العثمانية وأنّ الملك الجبري حرام يجب إزالته بالثورة والنصرة لتطبيق {ما أنزل الله} وتحرير الأمة والبلاد المسلمة منه باستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية على نهج النبوة حسبما بشرنا بها رسولنا فكانت بعده بالخلفاء الخمسة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن التي حصلت من خلال الاستقامة مع ولي الله علي والتمسك بعترة رسول الله علي وفاطمة والحسن والحسين – وأنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوجب الواجبات الشرعية على الإنسان والدولة – والحلال والحرام والحدود والعقوبات للجرائم والآثام يقررها القضاء بالحكم على أية جهة تكون مصدر تلك الآثام مهما علت - والجهاد الأكبربالدعوة الفكرية فرض وحق على الإنسان وللإنسان بشرط أنْ يكون حراً وأنّ خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر وأول من طبق هذا الحكم في الإسلام عضو العترة الحسين بواقعه ابن بنت رسول الله والإسلام وابن ولي الله علي وأحد العترة فكان سيد الشهداء لثورته وخروجه بماله وأهله ولم يرجع منها بشيء لأنه فضل (الذبح) في سبيل الله تعالى من أجل أنْ يبقى (الإنسان) (حراً وكريماً وعزيزاً) ولا يبقى (فاسداً وذليلاً وظالماً) (هيهات منّا الذلة) وإنّ إسلامنا ذكر وترك لنا (ذبحان) الأول {وفديناه بذبحٍ عظيم} وصار (الذبح) واقع و(فرض) في حياة المسلمين (الأضحية يوم العاشر من شهر ذي الحجة – الشهر الثاني عشر الأخير من السنة الهجرية) والذبح الثاني (ذبح عضو العترة الحسين يوم العاشر من شهر محرم الحرام الشهر الأول من السنة الهجرية أضحية لبقاء الإسلام وحفظه – يا بُني إذهب إلى العراق شاء الله أنْ يراك قتيلاٍ) ولكن الجهل والتخلف هو الذي أبعد المسلمين عن فهم ما يريده وما فرضه الله جلّ جلاله فحولوه إلى اللطم والزنجيل والتطبير والذكر وما يسمونه الإرهاب أو القتال المسلح وإنا لله وإنا إليه راجعون – والجهاد الأصغر بالقتال فرض وحق للدولة الإسلامية تعلنه وتنظمه دائماً إلى يوم القيامة بتطبيق والحكم بما أنزل الله والجهاد الأصغر القتال ليس أمره من وظيفة الإنسان ولا الأحزاب وأمره من اختصاص الدولة خليفة المسلمين وأنّ منْ حق الإنسان أنْ يكون حراً ووجوب الدفاع عن نفسه ودينه وماله وعرضه متى تعرض لخطر حقيقي وبموته يكون شهيداً – والفقر حرام يجب محاربته والقضاء عليه من قبل الدولة والإنسان (وأشد الفقر الجهل ولا مال أعول من العقل) {وإنْ خفتم عيلة سيغنيكم الله} سيغنيكم بثروات الكون التي هي شراكة للناس مسلمين وغير مسلمين ويحرم الاعتداء على هذه الشراكة (الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ) ومنْ آفات الفقر (الربا والاستغلال والاكتناز والاحتكار) المحرمة {خذ العفو منهم} الزائد منهم لضمان {حق السائل والمحروم} – وكان الغريب في الإسلام تحريم وأد البنات {وإذا الموأودة سُألت بأي ذنب قُتِلتْ} لأن الإنسانية بقاءها منْ بقاء هذا الجزء المرأة من البشر فيكون البقاء للجزئين الرجل والمرأة للعيش في رحمة ونعمة الحياة الدنيا الكريمة والعزيزة والسعيدة التي أنعمها الله على الإنسان ونظمها بالزواج بينهما وسهله ويسره (من استطاع الباءة فاليتزوج) القدرة على الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية وفي حال عدم القدرة فاليصبر {وَليستعفف الذين لايجدون نكاحاً حتى يُغنيهم اللهُ من فضله} وجاء أحدهم يبشر رسول الله بأنه تزوج فسأله (هل رأيتها قبل الزواج) فأجابه نعم يارسول الله فبارك زواجه ومن أبرز هذا العيش الكريم وجوب عدم خضوع النساء بالقول للرجال ووجوب عدم الاختلاط بين الجزئين النسائي والرجالي إلاّ من أجل حاجة ووجوب تنظيم عورات الإنسان منها ستر عورة الرجل والمرأة و إنّ تحريم الأصل وأد المولودة يتبعه حكماً تحريم العبودية للإنسان وتحريم الجواري (العلاقات التي كانت في الجاهلية – والكعبة كانت نادي للعراة - وجاء الإسلام غريبا لتصفيتها ووضع علاقات جديدة غريبة وبإيمان وتقوى) وتحريم مشاركة رجل آخر للزوج في إشباع شهوات زوجته وإشباع غرورها وبطرها ويسميه الشرع الخدن ويسمى اليوم (ماي فريند – صديق المرأة) {ولا متخذات أخدان . ولا متخذي أخدان} ويحرم أشباع الأنثى والذكر شهواتهم {حب الشهوات} عن غير طريق الزواج ويحرم مايسمى اليوم الزواج المثلي ومنه اللواط {لتأتون الرجال شهوةً مِنْ دون النساء} .
{رسول الله أُسوةٌ حسنةٌ} وقدوة
ولا (إسلام) إلاّ في {رسول الله اُسوة حسنة} في كل ما أنزل الله في (القرآن المجيد) وفي (سنة رسول الله قولاً وفعلاً) {ماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} {لاينطق عن الهوى إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى} {لقد كان لكم في رسول الله اُسوة حسنة لمنْ كان يرجوا اللهَ واليومَ الآخرَ وذكرَ اللهَ كثيرا} (وهنا في الأسوة لامكان ولاوجود للصحابة وأنّ الموجود هو فقط القرآن المجيد والسنة النبوية وهما الثقلان اللذان يبينان ما هو إسلامنا وماهيّ الطريقة التي تسلكلها الأمة لتكون أمة واحدة) {لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقا} والماء الغدق ليس مع الصحابة الأجلاء ولا مع السلفيين ولا مع التابعين حتى إذا كانوا مؤمنين وأتقياء والطريقة فقط مع رسول الله صلى الله عليه وآله وطريقته كانت تتميز بأنها (ثورة) على كل العقائد وكل الأحكام والمفاهيم والأفكار والعلاقات في (الحياة الدنيا) ونقل كل الواقع الكافر والمشرك الموجود وتحويله إلى (الإسلام الغريب في العقيدة وأنظمتها في الحكم والاقتصاد والاجتماع والعبادة والأخلاق) بلا مداهنة ولا لين ولا كلمات {ودوا لو تدهنوا فيدهنون}{لو لنت لهم}{لاتقولوا راعنا وقولوا أنظرنا} .
ثورة محمد رسول الله هيّ الرجوع بالبشرية والإنسانية إلى (الأصل أصل الأديان الإسلام إسلام آدم وإبراهيم ونوح وسليمان وداود وموسى وعيسى وإسلام كل الرسل والأنبياء) لذلك كانت (ثورة محمد رسول الله) غريبة وثقيلة فكان يفرش بردته بجوار جدار الكعبة ويضطجع عليها بعد الإنتهاء عمله الثوري ودعوته في مكة المكرمة ليستريح {كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} فلا قتال وكان لا يشارك أحد في كفرهم وشركهم وفسادهم ولغوهم وثرثرتهم ورفض كل ما تم عرضه عليه (الحكم والمال والنساء – يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي) وبقيّ مع (أموال زوجته خديجة وهو خير مال صُرفَ في سبيل الله مال خديجة)المال النظيف بانتظار (النصر والفرج) تطبيقاً لقوله تعالى {قل اعملوا فسيرى الله عملكم} ليكون تطبيق الإسلام في دولة واحدة ثمرة أعماله في (دعوته وجهاده الأكبر الفكري) بلا (سلاح ولا مقاومة مسلحة ولا قتال) وهو كذلك جاءه حامل دعوته الصحابي الجليل بن الإرث وكله جروح من أثر تعذيب المشركين له طالباً منه العمل المقابل ضدهم ولو بالدعاء فقال رسول الله (يا أبن الإرث علينا الدعوة والعمل والتحمل والانتظار فقد كان حملة الدعوة قبلنا يقطعهم المسيطرون على الناس بالباطل والكفر والفساد بالمنشار من الرأس إلى القدمين إلى نصفين فلا يتراجعون عن دعوتهم ولا يقابلونهم بأي عمل مادي ويصبرون على الجهاد الأكبر الفكري حتى يفرج الله عليهم بالنصر متى شاء) .
كان الناس والعالمين (منهم المشركون في الجزيرة) يحكمون أنفسهم ويسوسونها حسب (عقلهم – المشرك الكافر) وفق ما تمليه غرائزهم وشهواتهم ومصالحهم وملذاتهم ومنافعهم وسطواتهم كالبهائم ولذلك تعددت (الأرباب) بتعدد (العقول) (اللات والعزى وو) وحسب تعدد الأقوام والقبائل وحسب أتباع الأديان والرسل والأنبياء الأتباع الذين غيروا أديانهم وماتسلط عليهم من أشخاص منهم اليهود والنصارى فجاء الإسلام (غريبا) ليوحدهم بحاكم واحد وسياسة واحدة بمرجعية الله (الخالق الواحد الأحد) وليس بمرجعية الأشخاص حتى إذا كانوا يدعون العلم والفقه وهذا أدى إلى إلغاء التعدد الفاسد للعقول وجعلها (بعقل واحد وليس بعقول) فأصبحت القيادة واحدة (قيادة عقيدة خاتم النبيين – محمد رسول الله) فأصبح الحكم والسياسة وفق {ما أنزل الله} ووفق (ما يوحيه الله إلى رسوله) عندما يكون الحاكم والسياسي رسول الله وبغيابه يكون وفق (أجتهدُ رأيي) بمرجعية وسند {الحكم بما أنزل الله} و (سنة رسوله) وأجتهد رأيي والاجتهاد يكون محدد بهذه (المرجعية الإسلامية الإسلام والسنة والعترة) وليس خارجها ولا بعيدا عنها ولا بشخص وعندها يكون لاعقاب على الخطأ في الاجتهاد ويكون له أجر واحد وللصواب أجران وذلك لأنّ الخطأ والصحيح كانا ضمن الإسلام وليس خارجه {إنا لله وإنا إليه راجعون} ولكن اليوم رجع الإسلام (غريباً) كما جاء (غريباً) حيث أصبح يعيش المسلمون بين واقع (تعدد العقول – بعشرات ومئات وآلاف العقول والمرجعيات خارج الإسلام) فأصبحنا بواقع {كلما جاءت أمة لعنت ما قبلها} كلما جاءت عقول ومرجعيات ألغت ولعنت عقول ومرجعيات ما قبلها لأنهم تركوا وفقدوا مرجعية (العقل الإلهي) لنسياننا وفقدنا وتركنا (مرجعية عقلنا الإلهي) بتركنا وفقدنا ونسياننا (صلة رحمنا لأول نبي بالإسلام نبينا آدم أبو الإنسان - البشر) رغم أنّ نبينا و رسولنا محمد قال (لو أنّ فاطمة سرقت لقطعت يدها) ولم يقل (لو أنّ ابنتي سرقت لقطعتُ يدها) فجعل (لفاطمة اعتبار شرعي حسب واقعها الشرعي – عضو عترة أهل البيت) وجعل لها (صلة رحم لأنها ابنته) وجعل لعبد المطلب (صلة رحم) لأنه قال له (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي من أجل أنْ أترك ما جئتُ به ما تركته) وأسوة برسول الله دافع عمه عبد المطلب عن عقيدة النبي والرسول محمد وحمى محمد وعقيدته ورسالته وحمى {وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين} لأن (صلة الرحم هيّ : الرحمة) موجودة بين العالمين (كلنا لآدم وآدم من تراب) وهل لاتوجد (صلة رحم) لأبينا آدم وأمنا حواء – ونحن عالم البشر أبناءهم – نعم توجد صلة رحم بوجود – توحيد الله برسالة التوحيد القرآن المجيد المحفوظ من يوم نزوله فهو محفوظ لم يتغير وسيبقى إلى اليوم الآخر - ونحن البشر جميعاً من صلة رحم واحدة وهذا مايقوله الإسلام فكان الإسلام - رحمة للعالمين – بدليل قوله تعالى {منْ قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا} لأن الإنسان الذي يُقتل (مظلوما) وهو امتداد لصلة رحم آدم يكون قد قتل الناس جميعاً ولذلك جعل الله الإنسان أثمن من الكعبة لأنه بقتل الناس جميعاً لافائدة من وجود الكعبة لعدم وجود من يعبد الله فيها لقتلهم جميعا وبذلك كان الإسلام غريباً ولكن الأنجيل والتوراة وجميع الكتب السماوية التي كان كل منها (دين لجزء من الإسلام وليس لكل الإسلام) قد تغيّرت عن أصلها - الإسلام – توحيد الله – عندما تغيّروا وأصبحوا يقولون أنّ المسيح هو بن الله والعزير هو بن الله وبهذه الأقوال المشركة والكافرة أصبحت عقيدة وعقل النصارى كافرة وكذلك أصبحت عقيدة اليهود كافرة وكذلك بقية الأديان لذلك هم اليوم – علمانيون – عقيدة كافرة وعقل كافر - فقالت العلمانية القرد هو أصل (الإنسان والعالم) فيحصل عندهم كما يقولون الترقي في حين هو تردي إلى القرد من الإنسان وبذلك قطعوا (صلة الرحم – صلة رحم الإنسان) وأنّ قاطع صلة الرحم كافر وملعون {فهل عسيتم أنْ توليتم تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} ومنْ ضمن قطع صلة الرحم قتل النفس المحرمة خاصة من قبل منْ يتولى أمور الناس وقال الصحابي أبوبكر(ما منْ ذنب يعجل الله عقوبته في الدنيا ويدخره منه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) .
وكانت الجزيرة منها مكة فيها بيت الله في واقع (فاسد) يسيطر عليها المشركون والكفار والظالمون والفاسقون والفاسدون وفي سنة ولادة (محمد) قبل أنْ يمن الله عليه بالإسلام (الغريب) جاء المحتلون بقيادة (أبرهة ومعه العملاء المنافقون في مقدمتهم الكافر المنافق أبي رغال في الجاهلية وحصل مثله في عهد الملك العضوض الإسلامي وهو المسلم المنافق ابن العلقمي وعلى يده بتعاونه مع الكافر هولاكو انتهت الدولة الإسلامية العباسية) جاء أبرهة لاحتلال مكة المكرمة والسيطرة عليها بالإبادة والدمار ولولا موقف عبد المطلب عم رسول الله ومكر الله لرد مكر المحتلين لاحتل الكفار مكة المكرمة التي كان يحيط بها دوليا وعالميا قطب الشرك المجوسي وقطب الكفر الرومي .
وهل يقدر محمد رسول الله الاُسوة حسنة للمسلمين الذين يرجون الله واليوم الآخر ويذكرون الله كثيراً هل يقدر على تغيير النصوص التي أنزلها الله أو تغيير أحكامها وعلتها ومقاصدها والله تعالى أنزل قوله المبارك {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغروم}9/29 فهل يقدر رسول الله على تغيير كلمة {الجزية} بكلمة (الضريبة) أو كلمة {صاغرون} بكلمة (فرحون أو مطيعون) أو تغيير مقصد قول الله {منْ قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}5/32 فهل يجوز لرسول الله أنْ يقول (إن الله يقصد بقتل النفس هو قتل النفس المسلمة ولا يقصد قتل النفس الكافرة أو المشركة التي يجوز قتلها) كلا لايقدر حتى لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله لذلك قال الله تعالى {لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم} فكيف يقدر غيره من الصحابة أو الخلفاء أو الفقهاء أنْ يغير (الإسلام) أو يضع البدع لذلك بقاء قوله تعالى {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} هو تخليد وبقاء لحكم شرعي (وجوب تطبيق الإسلام في دولة) إلى يوم القيامة وإنّ عدم تطبيق هذه الآية الكريمة وعدم تطبيق حكمها الشرعي يجعل (المسلمين آثمين ومصيرهم جهنم إلى يوم القيامة) فيجب العمل لإقامة الدولة الإسلامية لتطبيق ما أنزل الله الإسلام وفق عمل الرسول بالجهاد الأكبر (العمل الفكري) وليس (بالقتال المسلح والحديد والنار أو ما يسمونه الإرهاب اليوم) وإنما (بالعمل الفكري الدعوي) وهذا هو إسلامنا .
أخوكم المخلص المحامي محمد سليم الكواز مؤلف كتاب الشورى


