نورهم يسعى بين أيديهم/ نعيم كر م الله الحسان

Tue, 5 Nov 2013 الساعة : 15:56

تمر اليوم الذكرى السابعه والستين لوفاة العلامه والمرجع الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني والذي يعتبر بحقً من أشهر العلماء الربانيين في مطلع القرن العشرين واكثرهم شعاعا روحيا وتأثيراً خلقيا ًنادراً شاع بين الناس شيوعًا يوحي بالرهبة والتقديس والمحبه حتى كنا نسمع ونحن صغارمن الناس إذا تشاجروا يرد أحدهم على الطرف المدعي الصدق ,{من أنت ,السيد أبو الحسن}رغم أننا ليس من تشرف بمعاصرته كما عرف عنه بأنه من العارفين يوحي منظره وصورته وكأنه من الأبدال
وقد زخرت سيرة هذا العلم الفريد بجلائل الأحداث سواءاُ كان على مستوى عالم المسلمين وشؤنهم أو على المستوي الشخصي لحياته الشريفه
فبعدما هاجر من مدينة إصفهان التي جاءها من قريته وهو في سن الرابعه عشر واستقر في النجف الأشرف مهد العلم وسناه واجه محنة إحتلال العراق من قبل الأنكليز وإصرارهم على تعيين حاكم إنكليزي دائم على العراق الأمر الذي أدى الى إندلاع ثورة العشرين على أثر إصدار فتوى المرجع الميرزا محمد تقي الشيرازي {ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب أو يختار غير المسلم للإماره على المسلمين }
وتسارعت الأحداث وظهرت نوايا الأنكليز جليه بعدم إستجابتهم لمطالب الشعب العراقي في تقرير المصير والسياده وصدرت الفتوى التي أذنت بإندلاع المواجهه المصيريه وهي كذلك للميرزا محمد تقي الشيرازي {مطالبة الحقوق واجبه على العراقيين ويجب عليهم ضمن مطالبهم رعاية السلم والأمن ويجوز لهم التوسل بالقوه الدفاعيه إذا إمتنع الأنكليز عن قبول مطالبهم }
حمل السيد أبو الحسن الإصفهاني السلاح وذهب الى ساحة المعركة مع الثوار والمجاهدين وعند عودته للنجف واصل التدريس وتخريج العلماء وخاصة بعد عودته من منفاه في إيران على أثر المواقف النادره والمسؤله والجرئيه بعدما حصد المتفرجون ثمار جهاد المجاهدين والثوار
عاصر السيد أبو الحسن كبار علماء الشريعه الأفداذ والمؤثرين في العالم الأسلامي عامةً من أمثال الأخوند الخراساني وآية الله محمد كاظم اليزدي وآية الله الشيخ عبدالكريم الحائري وآية الله النائني
وعند وفاة العلامه النائني برزت مرجعية السيدالأصفهاني وطبقت شهرته الآفاق لندرة ورعه وخلقه وعرفانيته وعلمه ويروي متتبعي سيرته أنه كان يصلي في الحضره العلويه الطاهره وتصايح الناس بمقتل ولده وذبحه من قبل أحد الأشرار وقيل على أثر فتوى صدرت من السيد بتحريم بعض المظاهر الغريبه على شريعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ,,,فلم يتحرك إلى أن أكمل صلاته والتفت ورأى رأس ولده فقال فقط ثلاث مرات لا إله إلا الله ,,فأي إيمان هذا لقلب مطمئن بهدى الله وسكينته على الصالحين
وفي عام 1946 مرض السيد وجاء الى الكاظميه وتوفى فيها وشيع من بغداد حتى النجف الأشرف تشيعا مهيبا ليس له مثيل ودفن الى جوار الملهم العظيم لسراة أجيال الفقهاء الإمام علي بن أبي طالب {ع}
وأقيمت له مجالس العزاء في بقاع المسلمين وتقاطر عليها الناس من كل حدب وصوب ورثاه العلامه آية الله االشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء حيث قال
{هنيئاً لك يا أبا الحسن ,,,عشت سعيداً,,,ومت حميدا ,,,,,,قد أنسيت الماضين ...وأتعبت الباقين
,,,كأنما ولدت مرتين,,

Share |