قمصان الٌمهَرج/ نعيم كرم الله الحسان
Fri, 1 Nov 2013 الساعة : 12:10

صحيح أن قيام الإمريكان بإسقاط نظام البعث ودكتاتوره الملهم بالقتل والدمار قد أعطى الكل فرصة ممارسة السياسيه وتكوين الجمعيات والأحزاب والتكلم بحريه الى حد الغثيان بحيث أصبح السباب والقذف والتحدي وإظهار الشجاعه مشهداً يوميا يمارسه كل من هب ودب على هذه الأرض الغربيه وأصبح بمقدور أياً كان كبيراً وصغيراً طفلا كان أو شاباً يشتم من شاء وانى شاء من أكبر رمز بالدوله الى الشرطي الذي يقف تحت سماء الغبار ووهج الصيف وامطار الشتاء وإذا أحس بك البقال أو بائع الخضار أن لك صلة بالدوله صغيرة او كبيره فإن اللحظات التي تقيضها للشراء منه سوف تصبح لحظات طويله وحرجه لأنه يشرع بالسب والنقد والقذف والإتهام بالسرقه كائنا من كائن وإنه لو سمح القدر له أن يكون زعيما لهذه البلاد فسوف يجعلها أعلى قيمة من ألمانيا وأقوى صناعة من اليابان وان أساطيل روسيا وحلمها بالوصول الى المياه الدافئه سوف يبخره بجلسة فنجان قهوه وعليك أن تسمع ذاعنا حتى تدفع النقد وتذهب سريعاً
في الوقت الذي تفتش في ذاكرتك عن موقف أو جملة مفيده أو رداً للتحيه في الأيام الخوالي ..أيام كان الويلاد يصولون ويجولون ويهتفون في الليل والنهار هل من مبارز
والأغرب من ذلك والذي يجعلك في دوامة العجب ....تدور وتدور باحثاً عن إجابه لأسئلة إستعصت حتى على الذين كانوا أشد ذكاءاً وذهناً يتقد بالفطنة والحصافه
وأنت ترى أولئك الذين أرتدوا جلودا غير جلودهم ...فأصبحوا يتكلمون بالجهاد والتاريخ والمواجهه ومقارعة النظام الديكتاتوري وهم أما كانوا جزءاً منه أو أنهم كانوا مسالمين لايعنيهم مافعل النظام أو قال
حريكون نشطون يرتدون بدلات أنيقه وربطات عنق ملونه توحي هيأتهم بأن حديد البعث قد صدأ قيداً في أيديهم أيام المواجهة والكفاح يقيمون هذا ويسقطون ذاك ويبتدعون قصصا لم يسمعوا بها أيام كانوا يكدحون من أجل عمل مربح أو شهادة عليا ...ومن حقهم ذلك ولكن ليس من حقهم سرقة تاريخ الغير والكذب وإيهام الناس غير حقيقة التاريخ
وراح الذين فقدوا كل شئ من الأهل والإشقاء والحياة وصهرتهم زنانين البعث وجلاديه هم والذين وضعوا أيديهم على زناد البنادق والمواجهه وجاعوا في متاهات دروب القصب والبردي والزور والهوروعواصف صحراء رفحاء في غياهب النسيان لايذكرهم ذاكر ولايقربهم مقرب لابل أصبح تاريخهم سبة عليهم يزاحون ويحاربون أين ما حلوا وظهر أصحاب التاريخ المشترى والمكذوب والمزيف يرتدون قمصان المهرج يدعون زورا كل شئاً لهم
فهم خبراء في كل شئ في السياسيه والرياسه والكيد ولم يظهر لعبقريتم شئاَ على سطح الواقع المعاش
ومن لطائف مايروى في التاريخ أن الإمام علي{ ع } كان في ضنك شديد بعد منصرفه من صفين وسأله أحد أصحابه عن خلافه مع الخلفاء الأوائل وكيف حدث ذلك ,فرد عليه الإمام أن دعك من ذلك ...ولكن هلم الخطب في إبن أبي سفيان فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه ...فلا غرو والله فياله من خطب يستفرغ العجب ويكثر الأود ويعني الإعوجاج
ومجمل القصه أنك لاتتعجب من خلافي مع أناس لهم تاريخ ولكن أعجب من الذين حاربوا القضيه ومن ثم أصبحوا أسيادا عليها
وهذا عزاءا لكل الذين أسدل عليهم الستار من قبل الذين لبسوا قمصان المهرج وأصبحوا هم التاريخ
فرجل سماوي مثل علي بن أبي طالب ردد الوجود صدى صولاته أصبح يحارب من قبل أعداء دعوته وهوسيدها بعد النبي فكيف بالناس العاديين


