في منهجية الأحزاب السياسية العراقية/حسين الشويلي

Fri, 1 Nov 2013 الساعة : 11:36

هنالك نوعان من الأحزاب في العراق مابعد 2003 . منها ما تعرض لأنتهاكات ومطاردات قادت أتباعه الى القتل والتنكيل والزج في متاهات السجون أبان حزب القمع الصدامي فهي ذات أصالة وأن أختلف نهجها لاحقاً . ونوع آخر تعرض لهزّات كيانية كادت تهدد وجوده من قبل , حزب الدعوة الأسلامية . أو بالأحرى من قبل أتلاف دولة القانون . وهذا النوع من الأحزاب تعد أخطر على العراقيين من ( داعش ) . ولست مبالغاً لأنها من منحت ( داعش ) ومثيلاتها المسوغ والملاذ لممارسة نشاطاتهم الأرهابية .

رغم أنّ هنالك حقيقة مفادها ( كلما كثرت الأحزاب زاد أمننا الوطني ضعفاً ) . لكن يبدو أنّ للعراقيين والتحزب علاقة لاتنفك حتى وأن تجاوزت ديمقراطيتنا مديات أبعد من ديمقراطية بعض الدول الأوربية ! فلا مناص من قبول قوائم الأحزاب التي تزداد طولاً كلما أبتعدنا عن سقوط حزب القمع الصدامي . ولكي نكف عن تولولنا وجلد ذواتنا لسوء حالنا , وتخلفنا ليس بمفهومه التأريخي أي بتقادم الزمن . بل متخلف عن قراءة الحدث وأدراكه بطريقة واعية قبل وقوع الحدث أو حال وقوعه , نجد كياناتنا الحزبية - البرلمانية . تجيد تفسير الحدث بعد وقوعه بعدة أيام , لكن عجزت عن وضع أستراتيجية واضحة حيال , أحداث تتكرر بأستمرار , في مناطق ثابتة , وبطريقة تكرارية . فتجاوزت عبأ وضع الخطط وأكتفت بالتلاوم . يتحتم علينا كمجتمع أنساني يحترم أنسانيته من أيجاد خياراً بديلاً عن برلمان,, هو عبارة عن مبنى تجتمع فيه الأحزاب - ترفع الأيدي وتخفضها وفق المصلحة الحزبية .

وهنا ثمّة للعقل أن يتحدث وسط هذا الخراب الأخلاقي والبرلماني المتحزب الضارب الأطناب في حياتنا السياسية وبدأت أعراضه المرضية تنتقل للواقع الأجتماعي تدريجياً .
ونسأل المنتحلين صفة المعارضة لرئيس الحكومة السيد المالكي . أمن الحكمة أن تتخاصموا وسط المعركة مع الأرهاب الذي يهدد المواطنيين في كل لحظة ؟ وهل ستكونوا أكثر وطنية من أتلاف دولة القانون أنّ أكثرتم الأعتراضات التي تصرحوا بها علانيةً لأسماع الشعب المنهك أمنياً وأقتصادياً لأغراض أنتخابية معرّاة ؟ أنتم المتبتلون بمسبحة الوحدة الوطنية وخطاباتكم التي تدعو بلا أدنى مواربة الى تفسخ مفهوم الوحدة الوطنية في الوعي الجماهيري , تعملوا على تأسيس نفاقية لها أبعاد خطيرة ومزمنة على ثقافة الشعب .

ما يؤلم حقاً في هذة المفازة أنّ عراقيي الخارج يناضلون أعلامياً من أجل أستقرار العراق من خلال أنتاج فهم لدى الشعوب الأخرى بأن العراق يواجه الأرهاب العالمي لمفرده . والأرهاب خطر يهدد كل البشرية وأقتصادها . وأن معركة كهذة متعددة الأطراف تحتاج الى حلفاء جديّون للقضاء كلياً على هذا الوباء الذي أنطلق من دولة قد تأسست فوق عمودين أساسيين , آل سعود بصفتهم رجال حكم . وآل عبد الوهاب بصفتهم رجال ( دين ) على هذا الأساس لايستغني رجال الحكم عن رجال الدين . والأثنان بفضل أموال النفط الكبيرة أجتاحوا العالم أو كادوا ( قاعدياً ) وهذا الورم الموبوء يتناسل بأستمرار عن مجاميع لاتقل أجراما والتياعاً لسفك الدماء مهما كان لونها . لذا وجب الوقوف مع العراق أعلامياً ضدّ حربه مع الأرهاب نيابةً عن نفسه وعن العالم الآمن .
وكلما أستطردنا في الحديث عن العراق ومشاكله مع الأرهاب , أزداد تململ المستمعين لأنهم يشاهدوا من خلال وسائل الأعلام ويقرأوا تصارع الأحزاب فيما بينها وسط ضجيج السيارات المتفجرة والجثث المتفحمة , فقد أدركوا أنّ من أسس للأرهاب الأحزاب العراقية المتصارعة دوماً , وثانياً عدم وجود رغبة حقيقية لدى البعض بالعمل على تنظيف العراق من هذا الوسخ الوهابي المتراكم . فكل الجهود التي يبذلها الوطنيون خارج العراق تقوم على أجهاضها بعض الأحزاب العراقية التي لوثت حياتنا .

وشواهدنا كثيرة على وضع العصي في دواليب , رئاسة الوزراء وتكديس كل حطب الدنيا لأحراق أي منجز وطني تمّ خلال فترة السيد المالكي . وليس دفاعاً عن الرجل وأن كان يستحق ذالك . لكن دفاعاً عن شعبنا وأنفسنا ولضمان مستقبل أكثر أمناً ورخاء للأجيال القادمة . ومن أكثر الشواهد وضوحاً هو , مشروع البنى التحتية . وكيف تمّ رفضه بقساوة من قبل أحزاب تسعى على أبقاء الدمار الذي أحدثه حزب القمع الصدامي كمنطلق لنقد سياسات رئيس الوزراء أي القاء تبعة مشاكل صدام في العراق على عاتق حزب الدعوة الأسلامية .
وكل فرد وطني لم يلوث بلوثة الأحزاب وظلّ مستقلاً . يستطيع أن يكون وعياً حول مشروع كهذا لشعب,, كالعراق هو نقلة حضارية بكل المقاييس قد تجعل العراق في مصاف الدول التي تحترم أنسانية الأنسان من خلال الأرتقاء بواقعه الخدمي ومؤسساته الضرورية .

كل الذين يولولون ويتحسرون على ثوابت قيمة وهمية من صنع خيالهم المنقطع الصلة عن الواقع أو المتآمر ضده . ثوابتهم ستزول معهم يوماً . لأن الشعب لن يستبدل أمنه وأسترخائه السياسي و الأقتصادي لرغبات قيادات الأحزاب ومصالحهم التي أوصلت الشعب الى أبعد نقطة يمكن أن يصل اليها مجتمع من اليأس والفقر وفقدان القيم .
السياسيون المتنطعون أمام الكامرات مهما حاولتم جلب كل أيجابي حولكم بخطاباتكم فهي عبارات لامضمون لها وحتماً سيجلدكم الشعب المقهور بسياط اللعن .

Share |