استغفال الحلفاء فماذا عن العرب/ طاهر مسلم البكاء

Thu, 31 Oct 2013 الساعة : 0:55

حلفاء امريكا وشركاءها في عولمتها الجديدة ، من ساندها بالرجال والعتاد والمال ، لكي تسير قدما ً في تحقيق احلامها بالأنفراد بالعالم وحتى لو كان نصر امريكا صعود لقيمة الدولار الأمريكي الذي ينافس اليورو الأوربي ، لقد كان يبدو للعالم انهم متصافين متصالحين ،ولكن الأيام تثبت ان لاصديق امام امريكا فمصالحها هي المرتبة الأولى حتى ولو على حساب المبادئ،لقد أظهر سنودن للعالم بجلاء ومن داخل البيت الأمريكي زيف الأدعاء الأمريكي بالدفاع عن حقوق الأنسان وهذه المرة مع من ؟ مع حلفاء أمريكا ،أنها تتجسس عليهم بخلاف ما كانت تدعيه من وحدة الصف الغربية لقد أعلن الأوربيون ،تقودهم امريكا ، بعد الحرب العالمية الثاني أن لاتصارع ولاأقتتال بين بعضهم البعض وأن عليهم الأستفادة من خيرات الأخرين مستغلين ضغائن وغباء الأخرين ،ولابأس ان يبقى هؤلاء الأخرين بغباءهم وبمشاكلهم الى ما لانهاية مادام الطرف الأخريستفيد من ذلك ، فهذه كوندليزا رايس تقول في صحيفة اللوموند الفرنسية :

( احدى خاصيات العولمة تتمثل في حقيقة أنه لاتوجد امة ،ولو كانت دولة عظمى قادرة بمفردها على تحقيق الأهداف الكبيرة ، .. لتحقيق نجاحات كبيرة في العالم يلزمنا شركاء كبار شركاء أقوياء ،نعلم أن الولايات المتحدة وأوربا عندما توحدان قوتيهما وذكائيهما ،تكونان أفضل الشركاء ،التاريخ يشهد على ذلك )، وقد أثبتوا حسن تطبيق وتنفيذ نادر لهذه الشراكة من أجل نهب ثرواتنا وتدمير بلداننا خدمة لمصالحهم ، ولكن ما الذي جرى الأن هل أصبحت أمريكا تشعر أنها ليست بحاجة للآخرين ،حتى شركائها وان عليها معاملتهم كما تعامل الآخرين .
ماذا عن حلفاءها العرب :
اولا ً هل يمكن ان نسمي العرب حلفاء ، حيث ان اهم مقومات التحالف هو التكافؤ والمصلحة الكاملة المتبادلة ، ام انهم ادوات استخدمتها امريكا في طريق تحقيق الحلم الأمريكي ليس إلا ّ ، وحتى ثرواتهم كانوا لايستطيعون التصرف بها وفق ماتمليه مصالح شعوبهم وقضاياهم المصيرية ،وحتى السلاح الذي يشترونه من امريكا بأموالهم مشروط استخدامه وفق رضاها و...
ينقل ان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت جاء الى مصر على ظهر طراد امريكي سنة 1945 م ، وألقى مراسيه وسط البحيرات المرة على مجرى قناة السويس ، واستقبل على ظهره ، أثنين من الملوك العرب :
حيث أستقبل الملك عبد العزيز آل سعود وبدا له بعض ما سمعه غريبا" على ثقافته فالملك يقول له :
أنت أخي وكنت أشتاق دائما" الى رؤيتك وأريد أن يكون تعاملــي معك انت وليـس مع غيرك لأنك رجل مبادئ ونصير حقوق ، وبلهـجة رجــاء تحدث الملك السعودي عن المظلومين الفلسطينين وعن الهجرة اليهودية الى فلسطين .
وهذا مع الأسف يذكرنا بما يبديه حكام اليوم من اعتماد كلي على امريكا دون النظر الى تدعيم قدرات بلدانهم الذاتية ، وقد وجدناهم يتعلقون باذيال كل رئيس امريكي يحل في البيت الأبيض معتبريه الفارس المنتظر الذي يأتي من وراء الغمام ليعيد حقوقهم المغتصبة ،ويكبح جناح اليهود المعتدين .
وقد كتب روزفلت عن لقاءه بالملك عبد العزيز يقول :
بدا لي الرجل طرازا ً بدويا ً من النوع المتوحش النبيل ،يذكر بأزمان غابرة وتقاليد تعود الى عصور لم يعد لها الأن مكان .
وبعد استقباله للملك فاروق ملك مصر ، لم يعجب روزفلت به ايضا ً وذكر في يومياته ( ان فاروق يذكرني بجيل من أمراء اوروبا الذين أغرقهم الترف حتى ذابت عندهم ارادة الفعل واخذتهم المظاهر حتى ضيعت منهم جوهر الشخصية .
ولم يختلف أغلب من جاء لحكم العرب بعد ذلك عن الذين سبقوهم ، بل ان بعضهم كان اسوء بكثير فقد كانت أمريكا تساندهم بالسلاح والمعلومات وتقويهم في وجه شعوبهم ،ولم يكن في واقع الحال أي وزن لهم لدى الأمريكان بقدر ماكانوا وكلاء للحفاظ على مصالحها وقد اجادوا الدورالذي رسم لهم وبكفاءة عالية و عمقوا الواقع المر والأليم للأمتين العربية والأسلامية ، ولايمكن ان نطلق عليهم حلفاء كما هو حال الأوربيون ، فأذا كانت امريكا قد تصرفت مع حلفاءها ، والذين بلغت دولهم درجات متقدمة من العلم والتكنلوجيا المتقدمة بهذه الشاكلة ، فماذا تكون قد فعلت مع العرب الذين لايصنعون شئ بل يستوردونه من الخارج ، ولايملكون التكنلوجيا الذي يملكها الغرب ، وهم ليسوا نظراء كما هو حال الأوربيون ،سؤال نطرحه على العرب ، الذين اثبتوا انهم لايجيدون شئ سوى قتل بعضهم البعض .

Share |