المكان : شارع الحبوبي الشهير مركز الناصرية
الزمان : صباح يوم السبت المصادف 26\10\2013
الوقت : العاشرة و النصف صباحا

وسط زحمة المرور و تراطم الاكتاف .. و ارتفاع اصوات الباعة المتجولين .. و بخطاي المتعرجة من اجل وصولي الى هدفي المنشود في تلك اللحظة .. وهي و صولي الى طبيبي للعلاج .. و رغم الاوجاع و الاهات وهذا و ذاك .. فيخطف بصري نحو شيئ ..
ماهو الشيئئ ؟
مالوف ربما .. خارج المالوف.. لا هو مالوف لكن بحاجة لمن يجديد قرائته.. و قرائته كل حسب ثقافته و علميته و مايدور في مخيلته .. فخيال خصب يكتب اروع و اجمل القصص .. وخيال اخر يرسم لوحات شعرية ساحرة .. اما انا افكاري تتلاطم كتلاطم موج البحر الهائج فكل ما اكتملت قصة او لوحة شعرية ضربتها موجة عاتية و محتها من مخيلتي .. فترسم لوحة اخرى وهكذا ....... فنشطت ذاكرتي و ارجعتني الى الوراء .. الى سنين سرقت كل افكاري و قتلت كل احلامي .. احلام الشباب في مقتبل العمر فكم كان لي حلم لا بعرف الحدود .
فهل هو اندفاع او طيش الشباب ؟
لا اعرف .
لكن كل ماعرفه احلامي صلبت على الشطآن .. ولفت في الاكفان.. و طويت في ملفات النسيان .
فاسمحوا لي ايها السادة ان ابحث عن بارقة امل .. او ضوء شمعة قي احلك الظلمات و وقودها الاهات .
فكنت ابحث عن لغة اخاطب بها قومي لا يفقهها الجلاد .. و لا يترجمها الارذال .. البعث .. الامن .. المخابرات .. و ................ و .......

فهم من يسرق افكاري.. و يقطع لساني .. و يعصب اعيني حتى لا ارى النور .. نور الحرية .
تمنيت ان اصبح رساما لاعبر مايدور في مخيلتي و ارسال رسائل الى من يهمه الامر !.

لان الرسم لغة لايفهمها الا القليل . و ارسم من يقرأها يترجم لاخراج كابوس الخوف و الرعب من صدري .. و تخلص من سياط الجلاد.. اي سياط ؟
بل سيوف .. رصاص .. ديناميت .. كلها تفتك كل من يتجرأ و لو بكلمة ضد (قدسية النظام الصدامي)
و هنا تلاحقني الافكار و ذاكرتي التي اعادتني الى زمن الضلم و الحرمان هي لوحة الفنان (رمضان الشامي).
حصان جامح يضرب الارض بقوة بحافريه. و مفتاح يتدلى من رقبته .. و اطفال بعمر الزهور منبطحين على الارض يلتف على ظهرهم علم بلدي العراق المقدس .
فاستحضرتني حالات عدة و لكل حالة من هذه اللوحة لها الف حكاية و حكاية تحكي لكل مشاهد لها حكايته المفظلة التي في ذاكرته.
فلك كل التقدير و الاحترام ايها الفنان رمضان الشامي صاحب معرض الرسم الذي يوثق ماساة اهل الاهوار مع الفنانة القديرة (امينة ال رحمة )
يا اصحاب الانامل الذهبية فلكم التوفيق .