هام جدا/رائد السامرائي / الولايات المتحدة الاميركية
Wed, 30 Oct 2013 الساعة : 10:50

على وفق مصادر موثوقة ، فان هناك حراكا مكثفا وجادا يجري لقيام تكتّل سياسي (عابر للطائفية ) من تيارات واحزاب ناشئة واخرى معروفة تضم شخصيات عراقية سياسية واكاديمية من التكنقراط ، اضافة الى اقتصاديين ورجال اعمال معروفين ..
يهدف التكتل حسب اطلاعي على مجموعة من اوراقه ، الى احداث تغيير حقيقي في جوهر العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية ، عبر مراجعات فكرية ناضجة وتقييمات علمية لتجربة عشر سنوات من حكم الاحزاب الدينية ، على المستويات الامنية والاقتصادية والصحية والتربوية والاجتماعية ..
وحسب ماجاء في بعض هذه الاوراق ، فان هذا التكتل هو نتاج جهد عراقي خالص ، لا يرتبط بأية جهة غير عراقية ، ولا يحصل على اي نوع من انواع الدعم الخارجي . وهو بهذا ، مستقل في رأيه وطروحاته تماما .. نابع من شعور شخصيات عراقية لها تاريخ مشرّف خال من امراض وعقد وافرازات مابعد التغيير عام 2003 ، بحاجة العراقيين الى احداث نقلة نوعية في حياتهم ، اساسها قيام دولة مدنية معاصرة ، تتفاعل مع التطور السريع الذي تشهده البلدان المتحضّرة في شتى ميادين الحياة ..
ووفق منهاج وبرنامج التكتل الجديد ، فان العراق قادر وبفترة زمنية قصيرة نسبيا الى ان يتحول من دولة فاشلة ، الى كيان جديد ينافس ويتفوق على كثير من دول العالم التي صعدت في السنوات الاخيرة الى سلّم التطوّر والرقيّ الحضاري ، بما يمتلكه من امكانات وقدرات اقتصادية هائلة ، وموقع جغراقي متميز ، وطاقات بشرية خلّاقة ، قادرة على تخطّي العقبات اذا ماتوافرت لها الظروف والقيادات الوطنية الكفوءة والمخلصة .
ويتضمن برنامج التكتل الجديد ، اعادة تقييم للكثير من القوانين والفقرات الدستورية التي صيغت على عجل ، وبما يخدم مصلحة العراقيين جميعا ، وبلا استثناءات طائفية او عرقية ، لاتاحة الفرصة لحرية التفكير ، وحفظ كرامة مكونات الشعب التي يهدف التكتل الى اذابتها في مكوّن واحد ، هو المكوّن العراقي ، على اساس المواطنة الصالحة ، وترك الولاءات الجانبية على حساب الولاء للوطن الواحد ، ويسعى البرنامج ايضا الى دعم واحتضان قطاع الشباب والمثقفين والفنانين ورعاية كبار السن ، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم ، بما يليق ومكانتهم ودورهم في خدمة المجتمع ، وتعزيز دور الصحافة والاعلام الحر والمستقل ، وسن قوانين فعّالة لحماية الصحفيين ، واتاحة الفرص كاملة للحصول على المعلومات ، واعادة تقييم للمناهج الدراسية بما يتوافق مع تقنيات واساليب العصر ، وتنشيط قطاعات الزراعة والصناعة وفق اسس حديثة ، تستفيد من التجارب العالمية الناجحة ، والاستثمار الامثل للثروة النفطية بالاعتماد على الخبرات العراقية المعروفة ، واستغلال عائداته بما يحقق الرفاهية للشعب وابعاد امواله عن يد الحكومات عن طريق انشاء مجلس اعلى للتنمية ، مهمته تخطيط وتنفيذ خطط الاعمار والبناء .
وبقدر مايعنيني الامر هنا ، كوني عراقي قلبا وقالبا ، لم يهتزّ فكري ولم يحيد عن قناعاته الراسخة في حب العراق طيلة حياتي ، رغم توالي الانظمة والاحزاب على الحكم في العراق ، سواء ماجاء منها قبل الاحتلال او بعده ، والتي لم تستطع برغم شراستها اجباري او اقناعي على الانتماء لها ، فاني ادعو مخلصا جميع العراقيين النجباء الى اعادة التفكير بحالهم واحوالهم ، والانتباه الى هذه الفرصة التاريخية التي يتيحها لهم رجال مخلصون ، لم تتلّوث ايديهم لا بدماء اهليهم ، ولا بأموال السحت الحرام ، لايملكون الّا ولائهم لوطنهم ، ولا يبغون من كل ذلك الّا الحياة الحرة والكريمة لشعبهم ..
لست في باب التحريض هنا على ( اي كان ) . ولا ادعو الى ثورة ضد احد ، لكنها دعوة الى ( ثورة في التفكير من اجل التغيير ) ، تفتح آفاقا جديدة ورحبة ، لرؤية عراق جديد ، مختلف عن ماضيه المثقل بالحزن والاسى . هي دعوة للفرح ، والبناء والانجاز ، وتعويض الخسائر ،والانفتاح على العصر ، بروح جديدة ، وامل كبير ..
وحتى يتم انجاز هذا كله ، فاني افتح الباب هنا الى جميع اخوتي واعزائي واصدقائي وزملائي ، لولوج هذه الفسحة من الأمل ، برفدها وتقييمها ، ومن ثم دعمها ومؤازرتها ، حتى تأخذ طريقها النبيل ، فالشعوب الحيّة هي التي تستثمر الفرص النادرة لنهوضها ، وهي وحدها القادرة والمسؤولة عن تغيير حالها ، والّا ... فانكم لن تفلحون ...