وأخيرا انهار واقع التربيه والتعليم-مهند الخيكاني
Thu, 4 Aug 2011 الساعة : 11:06

للتربيه والتعليم كما لا يخفى على القارئ دور اساسي في انشاء مجتمع حضاري متقدم ان توفرت كل الوسائل المطلوبه التي تتيح لهما اتخاذ هذا الدور,ولهذا السبب نرى اهتمام الدول عامة بالتربيه والتعليم والدول المتقدمة خاصه وهما سر تقدم هذه الدول.
وكلما كان اهتمام البلدان اكثر بهذا المجال كانت النتائج اكثر نجاحا وتقدما.
ان ما يدمي القلب ويبعث الحسره في النفس ان بلدنا العراق يكاد يكون متخلفا عن ركب الحضارة والتقدم في كل شئ , فأخر ما يفكر به الساسه والمختصون قطاع التربيه والتعليم مما ينبأ بكارثه كبيره ستحل بالبلد لاهمال هذا القطاع المهم وكيف لا ونحن نرى جيلا بعد جيل من الطلاب يعاني الاهمال الكبير وما نسب النجاح المخزيه في السنوات الاخيره الا دليلا على ما سبق واصبحت المدارس التي تحقق نسبة نجاح 50% في امتحانات الباكالوريا تعد مدارس ممتازه؟؟!! مقارنة بالمدارس الاخرى التي بالكاد تحصل على نسبة 2% او حتى بعضها تكون نسبة النجاح فيها 0% ؟؟؟!!!
اما عن ما تكون عليه هيئة هذه المدارس فالكل يعرف انما هي عبارة عن غرف صغيرة مليئه بالاوساخ والنفايات وادارة وغرفه للمدرسن وساحة والملحق الصحي الذي يكون في العادة في اتعس حال!
هذا هو حال المدارس في العراق اما اين المسرح والملاعب والقاعات والمختبرات العلميه والمطاعم واحواض السباحه وورش الرسم والنحت
او اين وسائل التعليم وايصال المعلومات للطالب او حتى اين ماء الشرب ووسائل التكييف كل هذه اسئله لا وجود لاجابات عنها!
والطامه الكبرى هي منع اي اسلوب لمعاقبة الطالب المسئ او المتخاذل والمقصر في واجباته بدعوى حقوق الانسان ونسوا ان حتى الدول المتقدمه لديها اساليب خاصة بمعاقبة مثل هؤلاء الطلاب كالحجز لفتره في غرفه او اجلاسه في جناح الاداره الى نهاية الدوام او عدم ايصاله الى اهله بالباص الخاص بالطلاب ومجئ ولي امره لاخذه وغيرها من العقوبات التي يكون الهدف منها تقويم سلوك الطالب وتصحيح مساره لئلا يكون طالبا فاشلا او متمردا وبالتالي يوؤل به المصير الى ترك المدرسه, فكيف تترك مدارسنا نظام العقوبات؟؟ وقد يتحجج المسؤلين في وزارة التربيه بانه من الممكن استدعاء ولي امر الطالب او فصله عن المدرسه او نقله منها الى اخرى, واتصور بان استدعاء ولي امره هي اثارة مشكله اخرى حيث يبدا ولي الامر بالتكلم بكلام جارح والاساءة الى الادارة والمدرسين ,اما عن فصله فيكاد يكون مستحيلا حيث تبدا العلاقات الاجتماعيه بالتاثير على قرار الاداره واذكر اننا عقدنا مجلس مدرسين وقمنا بفصل طالب اساء الى المدير وتهجم عليه واذا بالطالب قد عاد الى الدوام بعد ذلك فسالت المدررسين عن سبب عودته الى المدرسه فقالو ان السيد مدير التربيه تدخل لاعادته الى المدرسه ؟؟!! وكم اصبح موقف مدير المدرسه بائسا ضعيفا.
اما عن واقع المشرفين( التربويين) واضع تربويين بين قوسين لاني ارى ان الكثير منهم لا تربويين فعلا حيث تكون زيارتهم للمدرسين لا لتقويمهم واعطائم التوجيهات التربويه والتعليميه التي يستفيد منها المدرس لا بل تبدا الاهانات وسب المدرسين في كثير من الحالات لاي تقصير يجدوه صغيرا ام كبيرا! حتى قال احد مشرفي اللغه الانكليزيه لبعض المدرسين؟(اخلي عاملة الخدمه تدرس مكانكم اذا ما تطبقون تعليماتي)
اضافة الى التكبر والعنفوان الزائف الذي يعلو وجه المشرف حينما يخاطب المدرس واخص بالكلام اثنان من مشرفين اللغه الانكليزيه في مدينتا الناصريه اضافة الى مشرفي بعض الاختصاصات الاخرى.
اما آن الاوان الى تعديل جذري للتربيه والتعليم؟ اما آن الاوان لطلبتنا ان يتمتعوا بابسط حقوقهم في وطنهم في أن يحصلوا على فرص تعليم مثاليه اسوة باقرانهم في اسيا او حتى باقراهم في دول الشرق الاوسط؟ ومما يثير الاستغراب ان اكثر الساسه العراقيين كانوا في بلدان شتى قبل سقوط النظام السابق اي قد راوئ بام اعينهم التطور الحاصل في البلدان في شتى القطاعات ومنها التربيه والتعليم فلما لا يطمحوا لايجاد ما رأوه في تلك البلدان في وطنهم؟ الا يستحق بلدهم ذلك ام هم مشغولون بامور اخرى بعيدة عن ما يعانيه بلدهم.