أوجّه كلامي الى /
مجلس الوزراء الموقر بكافة افراده من أبناء المحاصصة والمشاركة.
السيد رئيس مجلس الوزراء نوري كامل المالكي.
السيد وزير التعليم العالي علي الأديب.
*********************************************
كلكم فقهاء في العلوم الدينية وتعرفون جيدا معنى القاعدة الفقهية اعلاه (ألزموهم بما الزموا به انفسهم).. ومن تلك القاعدة هنالك الكثير من المواقف والمشاكل والقضايا الوطنية التي الزمتم بها انفسكم... وعليكم تقع المسؤولية الكبرى حسب مقولة من فمك ادينك...
وهنا اردت ان اتعرض الى مسألة في غاية الأهمية قراركم فيها ظالم وخطواتكم فيها خاطئة واستدلالكم عليها مشبوه ومشوب بالخطأ الفاضح... لذا اقول: ان قرار الحكومة الموقرة في احالة الأساتذة الجامعيين ممن بلغ سن 63 سنة على التقاعد هو سابقة خطيرة وخطوة بالاتجاه الخاطيء لما نلاحظه من تمسك كل الدول المتطورة بعلمائها وتطوير ذهنياتهم واعتمادهم كرؤساء ومفكرين وعباقرة في العلم والادب والسياسة وفي كل مجالات الحياة..أما في عراق (الحضارات) وعراق (أول من علم بالقلم) وعراق (حمورابي) وعراق (علي بن ابي طالب ..باب مدينة العلم) وعراق (الحسين...الذي نادى بأعلى صوته إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي)...لم نجد من يقدس العلم والعلماء فقد اضحى العداء والكره الحقيقي للاساتذة الجامعيين بالخصوص رغم السنين الدراسية الطويلة والشهادات العلمية العالية والاختصاصات الفريدة...ثم يحال على التقاعد لينزوي بين اربع حيطان يستجدي مرتب التقاعد البخس وينقطع عن اداء علميته وعلومه ليقتل بطريقة فضة غليضة ويختال بصورة وقحة ليموت على مرأى ومسمع الجميع من فقهاء السياسة في زمن التيه...
من هنا أقول اذا كان ولابد من قراركم المجحف هذا والذي يسري على علماء الامة واساتذة الجامعات اذن لابد من ان نلزمكم بما الزمتم به انفسكم ونقول انه من الاولى ان يسري هذا القرار على أعضاء البرلمان والسياسيين في الحكومة... فمن بلغ الــ 63 من عمره عليه عدم الترشيح لدورة اخرى للبرلمان وعليه ان لا يستلم وزارة وعليه ان لا يكون رئيسا للجمهورية وعليه ان لا يتسنم اي منصب في الدولة التشريعية او التنفيذية لانه قد انهى عقود حياته متعبا منهكا ليس لديه القدرة على خدمة الشعب والوطن....لذا فنحن على الانتظار بأن يسري قراركم هذا على انفسكم اولا ثم على ابناء الشعب..