على خطي الحسين السبط .../طارق الخزاعي

Tue, 29 Oct 2013 الساعة : 22:51

بعد ايام قلائل يحل علينا شهر محرم الحرام شهر انتصار الدم الحسيني على سيف البغي الاموي!الشهر الذي أريقت فيه دماء الطهر من ال المصطفى وشيعتهم المخلصين ! الشهر الذي لاتمحى مأساته من قلوب الاحرار والعاشقين الابرار ! الشهر الذي يذكرنا كل عام بحقيقة الجبارين عندما تتحول انسانيتهم الى وحوش مفترسة وقلوبهم الى ثعابين لاترق ولا ترحم! ترى كيف نتعامل مع تلك المأساة والفاجعة التى المت بقلوب المسلمين لاسيما ان فقيدها وشهيدها ليس انسانا عاديا ! انه سبط النبي الاكرم وابن بضعته البتول وابن وصي الرسول ! انه السبط الشهيد الذي بكته السماء ونعته الملائكة قبل الارض واهلها ! ماهو الواجب الملقى على عواتقنا تجاه هذه المأساة ؟ هل نمر عليها مرور الكرام انطلاقا مما يفكر ويدعو اليه البعض بانها حادثة جرت منذ عقود مضت فلا داعي لذكرها والوقوف عندها لاسيما ونحن نمر بفتنةعمياء تستدعي منا ترك الماضي لله ودعونا نعيش الحاضر وما تتطلبه المرحلة!!!!؟؟ أم اننا تتجاوز كل ماقيل وما طرح من نظريات ووجهات نظر ونحيي ذكراها باعتبارها حادثة ليست كالاحداث . مكانها - زمانها- ابطالها - مانتج عنها- ؟؟. قذ لانكون منصفين عند ما نتعامل مع هكذا حادثة كبيرة . كيف؟ بمعنى لانكون مغالين فيها ولا صادين عنها. بل نكون معتدلين حسينين لانبالغ ولا نقاطع ! نتخذ الحسين السبط عليه السلام نورا ومنطلقا وهدفا لمسيرتنا التكاملية وشعارا حرا لمواجهة طواغيتنا وعلى رأس ذلك أنفسنا فان النفس اذا طغت اهلكت صاحبها من حيث لايشعر!! وللاسف البعض منايتعامل مع عاشوراء تعاملا عاطفيا محضا بعيدا عن الوعي والعقل ولادراك بان الحسين الشهيد ثار ونهض من اجل احياء العقل واشاعة روح الوعي وتنمية الادراك لدى الامة لا من أجل امور وشعرات براقة وشعائر قد تعودنا عليها منذ القدم ولا زلنا نمارسها بالرغم من تحذير العلماء والواعون بهذا الشان! الشهيد الاستاذ المطهري في كتابة ( الملحمة الحسينية) يقول : دمعة من واع لثورة الامام الحسين خير من الف دمعة لاتعرف من هو الحسين !! اهداف الثورة ومتبنياتها الاساسية ضرورة ملحة تفرضها المرحلة على كل مسلم واع مثقف . اما اولئك المثقفون الجدد الذين يعارضون اقامة المراسم بشكل عام وترك ماحدث لله والتاريخ فهم واهمون تماما وعليهم اعادة حساباتهم من جديد لان واقعة كربلاء تمثل البناء الحقيقي واللبنة الاساسية لمستقبل كل حر ابي ينشد الحرية الواقعية حرية الفكر والعقيدة حرية الروح والبدن على حد سواءوليس الحريةالمزيفة النابعة من صميم الهوى وحب الجاه والسلطة والشهرة ! فمن اراد كربلاء الحسين فلينفض عنه غبار النفاق والرياء والسمعة لا أن يتشدق زورا وكذبا وينتسب للحسين السبط والحسين بريئ منه ومن أفعاله !! فكربلاء تتجدد كل عام ليس بارادة اي احد منا لكنها فرضت وجودها على صفحات الزمن فصار الزمن ناطقها الرسمي وممثلها في كل يوم وفي كل عام لانها مثلت صفحات التاريخ بكل الوانه بدءا من الصبر على البلاء مرورا بالصدق والوفاءوانتهاء بالتضحية والفداء! فلا يمكن ان تمحى من خارطة الوجود الا اذا انمحى الزمن وذلك من المستحيلات !!

Share |