رداً على الدكتور علي ثويني جزء 1 من 9 -محمد مندلاوي
Thu, 4 Aug 2011 الساعة : 10:57

سبب معاناتي الصحية، التي منعتني منذ عدة أشهر من ممارسة الكتابة، ولم استطع حينها حتى الجلوس لفترة وجيزة لكي أطلع على بريدي الالكتروني، أو متابعة المواقع الكترونية، وما تنشرها من دراسات و مقالات لها علاقة بوطننا كوردستان. بالأمس، و بعد أن شفيت جزئيا، فتحت بريدي الكتروني، وجدت كماً هائلاً من الرسائل، وردتني من الأصدقاء و بعض المواقع الكترونية الكوردستانية و غيرها، من بين هذه الرسائل، وجدت رسالة من أخ عزيز يطلب مني كتابة مقال، كرد على أحداً من العروبيين الذي كتب قبل فترة وجيزة مقالاً تطاول فيه بطريقة سافرة على الأمة الكوردية العريقة، وشكك في أصالتها التاريخية. عزيزي، أنك على علم بكتاباتي التي كتبتها كردود على العروبيين و من يسير على نهجهم، وأنت تعلم قبل غيرك، أن مقالات العروبيين، مليئة بالأخطاء التاريخية و الجغرافية و... وحين نكتب مقالاً، ونرد عليهم، ونصحح لهم أخطائهم، يتركون ساحة المناظرة الكتابية، ويختفون من الظهور على المواقع الكترونية، كأن الأمر لا يعنيهم، وليس هم من أثاروا الموضوع، وفي بعض الفترات يقوم أحدهم بكتابة مقالة... كرد علينا، لكن في مضمونها تكون بعيدة عن الموضوع المثار، حيث يطلق العنان لقلمه بإطلاق الأكاذيب والألفاظ النابية النابعة من أخلاقيات العروبيين و أذنابهم، وفي نهاية مقاله يعلن انسحابه من المواجهة، ولا ينتظر الرد الذي سوف يأتيه، و يختم مقاله قائلاً : "وهذه ستكون المقالة الأولى والأخيرة في هذا الموضوع". ومنهم من رد علي بمقال... بعد أن يوجه لي سيلاً من السب والشتم، يقول في نهاية مقاله: " أني قد رديت عليك وانتهينا"، بهذه الطريقة... يردوا علينا، هذه هي مشكلتنا مع العروبيين و أذنابهم . صديقي العزيز، أكتب إليك عناوين بعض ما كتبت كردود على العروبيين ومن يسير على نهجهم، حيث شرحنا في تلك الردود، تاريخ وحضارة الأمة الكوردية بالتفصيل، واستندنا فيها على أهم مؤرخي العرب و الفرس و الأتراك، من الدول التي تحتل وطننا كوردستان، وأيضاً جئنا بنصوص من أشهر علماء ومؤرخي أوربا و أمريكا، لكن يا عزيزي، ماذا نقول " لمن لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم و إذا فهم لا يعقل" أنسيت عزيزي، مقالاتي التي وضحت فيها جانب كبير من تاريخنا لبعض الذين سمحوا لأنفسهم التطاول على أمتنا، لم أرى، أن أحداً منهم، كتب رداً على مقالاتنا، باستثناء نفر معتوه، كتب رداً تحت عنوان (رد على ادعاءات الهاوي محمد مندلاوي) هذا... بدأ رسالته بالسب، ونهاها بالسب، المشكلة في هذا الشخص، أنه لم يفهم عن ماذا يكتب، يستشهد بالتاريخ بطريقة مغلوطة، على سبيل المثال، أنا قلت في إحدى مقالاتي، أن النبي ناحوم تنبأ بان الآشوريين سوف ينتهون من الوجود وإلى الأبد، لكن المسكين، رد علي بنص من النبي دانيال، أو النبي يونان، يذكر فيه الآشوريين، وأن النبيين دانيال ويونان عاشا قبل النبي ناحوم، هذه هي الطامة، أن الذي يكتب، لا يعرف عن ماذا يكتب، حيث الكراهية و الجهل مسيطران على بصره و بصيرته،لا يتريث قليلاً، ويقرأ المقال بتأني، ثم يلاحظ، أن كانت توجد نقاط في المقال فيها أمور ممكن تكون موضع نقاش كرد و جواب، يستطيع حينها، أن يكتب مقالاً ويرد بطريقة مؤدبة، لكن هؤلاء ومن على شاكلتهم، لا يفقهوا مضامين مقالاتي، كعادتهم يسلكوا أسهل الأساليب الرخيصة للرد علينا، وهي الشتائم والسباب، هذه هي أساليبهم، كفئة فاشلة وموتورة. أنت تعلم عزيز، وكما أسلفت لك، في خضم هذه المناظرات الكتابية، كتبت عدة ردود، رديت في إحداها على أحدهم بمقال تحت عنوان "ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة ايلام الكوردية من ستة أجزاء". وعلى آخر بمقال تحت عنوان " ... الموهوم بانتسابه إلى الهوية الآشورية البائدة من خمسة أجزاء." وعلى غيره بمقال تحت عنوان ادعاءات النساطرة (الآثوريون) بين الانتساب إلى الأشوريين و أوهام الانتماء إلى العراق من تسعة أجزاء. و على آخر بمقال بعنوان السيد...... لا تبقى أسير خرافات أكل الدهر عليها وشرب، من أربعة أجزاء، وعلى أكاديمي آخر بمقال تحت عنوان"الكورد" و ليس "الكُرد" و لو كره العنصريون". و كذلك مقالنا "الموصل مدينة كوردستانية عبر التأريخ". الخ الخ الخ، لكن أين هم، في المحصلة لم يجيبوا علينا، لسبب بسيط، لأنهم لا يملكون شيئا يردوا به علينا،ولأنهم قليلي البضاعة في هذا المضمار، يتصوروا أن الكورد كما كانوا في السابق، حيث سيف المحتل مسلط على رقابهم، ولا يستطيعوا الرد كي يدافعوا به عن وجودهم و عن تاريخهم وحضارتهم. المعروف للقاصي والداني، أن الإنسان العروبي قصير النظر، ولا يرى أكثر من أمام قدميه، فلذا، إذا حصل على كلمة في باطن كتاب مزيف، أو من صحيفة صفراء، يتصور أنها عين الحقيقة، فعندما توضع أمامه الحقائق من أمهات الكتب التي أنتجها عقول مؤرخي شعبه و شعوب أخرى، فلن يصبح أمامه إلا طريقين، عليه إن يختار إحداهما، أما الاعتراف بالخطأ و تقديم اعتذار، وهذا ليس من شيمته، أو عدم الرد وكأن الأمر لا يعنيه، فلذا يختار الطريق الثاني. أرجو أن لا يتصور أحد، إن سردي لجانب من تلك المقالات التي كتبتها كردود، هو من أجل أن نبين أننا نملك الحقيقة كلها، قطعاً ليس هذا هدفنا، بل هو من أجل التعريف بصاحب الحق، لأنه هو الذي يملك الجانب الأكبر من الحقيقة، وليس أحد سواه.
الآن نأتي إلى الموضوع الذي أشرنا إليه أعلاه، وهو موضوعنا لهذا اليوم،ألا وهو مقال كتبه الدكتور (علي ثويني) تحت عنوان "اللغة الكردية بين الثقافة اللسانية و السياسة القومية"، كالعادة سوف أأتي بمقاله وأرد عليه فقرة بعد أخرى، لكي نوضح للقارئ، الأخطاء و المطبات التي وقع فيها كاتب المقال، من بداية مقالته إلى نهايتها، وكذلك نوضح تلاعبه بالكلمات التي نقلها عن الآخرين بطريقة غير أمينة، فلذا أرجو المعذرة عن الإطالة مقدماً.
يقول الدكتور علي في الفقرة الأولى من مقاله متهكماً: نقل لنا بعض الشيوعيين السابقين ممن سكن اليمن الجنوبي في الثمانينات،بأن أحد رفاقهم الأكراد كان يصر على أن تخوم عدن الجبلية لابد أن يسكنها أكراد،وأن الجبال لابد أن يسكنها إلا أكراد. و نحمد الله لم يسمعه العروبيون ليصنفوا الأكراد قحطانيون!. وهو سياق متواتر سلكه العروبيون، ونسبوا و حسبوا و صنفوا الأقوام، حتى استغاثت كتب التأريخ من المبالغات و الحشو ولي أعناق الحقائق.
قبل أن أرد على هذه الفقرة، أود أن أشير إلى كلمة جاءت في عنوان المقالة، حيث يقول الكاتب " اللغة الكردية بين الثقافة اللسانية و السياسة القومية"، بينما في سياق مقاله يقول اللغات الكردية، نحن هنا نتساءل، يا ترى كيف يفهمها القارئ يا دكتور علي، "لغة" أم "لغات"؟!. ألا ترى عزيزي القارئ، "أن الكتاب باين من عنوانه"، أنا لا اعتقد يكون سبب اختياره هذا العنوان لمقاله، الجهل، أنا واثق، أنه جاء بسبب مخزون الحقد العروبي... الضامر في ثقافته.
الرد: يا دكتور علي، لماذا تتهكم على الأمة الكوردية كأمة لها انتشارها خارج وطنها كبقية أمم الأرض، أراك تتحدث باستهزاء عن تواجدهم في اليمن، أنك كشخص أكاديمي، يجب عليك أن تبحث في بواطن كتب التأريخ عن انتشار الكورد في العالم وعلى وجه الخصوص في الدول المحيطة باليمن قبل أن تتهكم وتطلق العنان لقلمك...، دعنا نتساءل،أليست هناك قرى و منشيات و مدينة في مصر كامل سكانها من الكورد؟، أليست هناك مساجد في مصر تحمل اسمهم؟أليس هناك مرقد الإمام الكوردي؟وتزوره الناس، مثل مقام رأس الحسين و السيدة زينب. وأن مصر يا دكتور دولة متاخمة لليمن تفصل بينهما مياه بحر الأحمر.كذلك المملكة العربية السعودية، أليست فيها أحياء كاملة باسم الكورد؟ كحي الأكراد في مدينة المنورة، فيها بيوت وعائلات معروفة، كبيت الشيخ سليمان الكردي.وبيت ملا إبراهيم الكردي. وبيت (العمادي) نسبة إلى مدينة العمادية في جنوب كوردستان. وبيت (الجامي) نسبة إلى الجام أي الزجاج. وأحياء أخرى في بقية المدن السعودية. ألم تقرأ يا دكتور عن وادي الأكراد في المملكة الأردنية الهاشمية؟،وأحياء أخرى في مدنها، ألم تقرأ عن العشائر الكوردية في الأردن؟ كعشيرة الكوردي الذين حاربوا مع صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، ولهم محلة في مدينة السط تحمل اسمهم "حارة الأكراد" وتنسب نصف عشائر السلط إلى هذه المحلة، ويعرفون بها ب(الأكراد). عمل الكورد في الأردن أيام الحكم العثماني في الجندية و الدرك و الجباية. برز منهم المرحوم (سعد جمعه) رئيس وزراء الأردن السابق. يوجد في الأردن اليوم أقلية كوردية،يقدر عددها بحوالي ثلاثين ألف نسمة، من ضمنهم أكراد فلسطين الذين لجئوا إلى الأردن بعد نكبتي(1948و1967م). تشير المصادر التاريخية أن الكورد استقروا في الأردن منذ بداية العصر الأيوبي، ثم العصور اللاحقة خلال العهد المملوكي،و العثماني. من العشائر و العائلات الكوردية في الأردن: متيني، أورفلي، شيخاني، بايزيد، وانلي، نقشبندي، مللي، ملا، مامو، مدفعي، مارديني، دياربكري، زازا (ظاظا)، عليكو، كردعلي، الكردي، قيمري، شيخو، شكو، شمدين، شلاش، سيدو، زركلي، زيباري، زركاني، ديركي، رشواني، دقوري، حمو، الأيوبي، جمعه، زاده، بروسك، بكداش، بابان، بدرخان، برازي، بارافي، ايزولي، آلرشي، اومري، آغا، الخ. ألم تقرأ يا دكتور عن الكورد في فلسطين؟ في مدن الخليل و عكا و نابلس و غزة و المدن الفلسطينية الأخرى حيث اشتهرت حاراتهم باسم " محلات الأكراد". كان منهم الإمام (أحمد ملا الكوردي) إمام بيت المقدس. وكان للكورد في مدينة القدس، حارة خاصة بهم عرفت باسم "حارة الأكراد" وغيرت اسمها إلى حارت الشرف. رد الجميل على الطريقة العربية، مثل حي الأكراد في دمشق، لم يحتمل البعثيون حتى اسم حي يحمل اسم الكورد، فلذا غيروا اسمه في سنة (1963) إلى حي (ركن الدين). ألم تسمع يا دكتور عن اسم وزير العمل و الشؤون الاجتماعية الفلسطيني (حكومة حماس) أحمد الكردي؟. وأيضاً الطبيب الخاص لياسر عرفات رئيس منظمة الفلسطينية واسمه أشرف الكردي وهو من كورد الأردن، وكان وزيراً للصحة الأردنية. ألم تسمع عن الكورد في إريتريا، الدولة المقابلة لليمن في الجانب الآخر من البحر الأحمر؟ وسفيرها في فرنسا كان اسمه (عيسى الكوردي). ألم تسمع عن التواجد الكوردي الكثيف في لبنان حيث تقدر نفوسهم ب (300) ألف نسمة؟.ألم تسمع أو تقرأ عن الأحياء الكوردية في ليبيا و حول طرابلس؟. لا أشير إلى الكورد في الجمهورية السورية لأنها تحتل جزءاً من كوردستان. طيب يا دكتور، إذا كانت هذه الدول المحيطة والقريبة من اليمن، فيها أحياء و وديان و قرى و منشيات و مدن تتواجد فيها الكورد بكثافة، منذ قرون عديدة، و تحمل اسمهم القومي "الكورد"، لماذا تستغرب و تتهكم من تواجدهم في اليمن، وهي الدولة الوحيدة من بين هذه الدول المذكورة أعلاه، حكمها الكورد قبل انتشار العقيدة الإسلامية وبعدها، من منا لم يقرأ في كتب التأريخ لجوء "سيف بن ذي يزن" إلى ملك إيران "أنوشروان"، جاء في كتاب "مروج الذهب" للمسعودي ولادته (896) ميلادية و وفاته (957) ميلادية، وفي كتب تاريخية أخرى، حيث تقول أن ملك سيف بن ذي يزن اتجه إلى إيران، كانت تسمى منذ عهد الهخامنشيين ب (فارس) نسبة لهم كملوك لتلك البلاد، وهي تسمية قومية قبلية كانت سائدة في تلك العصور، مثال الدولة الأموية، نسبة لأمية الجد الأعلى لهم، حيث كانت تمتد رقعة حكمها من حدود الهند إلى المغرب، لكن مواطنيها لم يكونوا جميعهم من الأمويين. و كذلك الدولة العباسية و الدولة الأيوبية الخ. قبل هذه الدول كانت إيران، أو ماد، أو فارس، وهي أسماء لبلد واحد، يسمى اليوم إيران، و ليس جميع سكانها من الفرس، بل هي مجرد تسمية. على سبيل المقارنة، هل جميع الأمريكان إنجليزيين؟ كذلك الفرس أنفسهم، لليوم يطلقون على العرب اسم (تازي) أي طائي، وهي قبيلة عربية، وكذلك العرب يطلقون على إيراني اسم فارسي على جميع مواطني إيران مع أنهم ليسوا من إقليم فارس، لكن الأمر معروف أن العرب اتصلوا بهؤلاء حين كان الفرس حاكمين في إيران. لا يزال الأتراك يطلقون على المغربي اسم فاسلي، نسبة إلى مدينة فاس. عودة لموضوعنا بعد احتلال الأحباش لليمن، اتجه الملك اليمني سيف بن ذي يزن إلى إيران، و كان ملكها آنذاك " أنوشروان"، بعد أن امتنع الملك في أول الأمر عن مساعدته، لكنه استجاب في النهاية، لما أراد الملك اليمني الذي هجم عليه الأحباش واحتلوا بلده، جهز أنوشروان جيشاً لمساعدة اليمنيين بقيادة قائد اسمه "وهرزا إصبهبد الديلم"، و حمل الإيرانيين على الأحباش، وأخذوهم بالسيف، فقتل نحو ثلاثين ألفاً. ذكر هذه الحرب مؤرخين آخرين، منهم (ابن الأثير) في كتابه الشهير "الكامل في التاريخ" وغيره، حتى الأدب العربي مليء بذكر هذه الواقعة حيث يمجد وقوف الإيرانيين إلى جانب اليمنيين، يذكر المسعودي عن رجل من حضرموت بيت شعر يقول فيه:
أصبح في مثوب ألف في الجنن
من رهط ساسان ورهط مهرسن ليخرجوا السودان من أرض اليمن
دلهم قصد السبيل ذو يزن.
إن اسم ساسان الذي ورد في بيت الشعر أعلاه، هو الجد الأعلى للساسانيين، والذي سميت الإمبراطورية الساسانية باسمه، وهو كوردي من عشيرة (شوانكاره) الكوردية نحن كتبنا عن أصل الساسانيين بالتفصيل في الجزء الثالث من مقالنا "ادعاءات النساطرة (الآثوريين) بين وهم الانتساب إلى الآشوريين و خيال الانتماء إلى العراق 3-9" وقد اشترط أنوشروان على معد يكرب شروطا: منها أن الإيرانيين يتزوجون من اليمنيين، ولا يتزوج اليمني من الإيرانية، هذا يدل على أن الإيرانيين جلبوا معهم عائلاتهم للسكن والإقامة في اليمن، وفي هذا قول الشاعر: "على أن ينكحوا النسوان منهم... ولا ينكحوا في الفارسينا". البحتري أيضاً يذكر في قصيدة له دفاع الإيرانيين عن اليمن حيث يقول:
فكم لكم من يد يزكو الثناء بها ... ونعمة ذكرها باق على الزمن
إن تفعلوها فليست يكر أنعمكم ... ولا يد كأياديكم على يمن
أيام جلى أنوشروان جدكم ... غيابة الذل عن سيف بن ذي يزن
إذ لا تزال خيول الفرس دافعة ... بالضرب والطعن عن صنعا وعن عدن
أنتم بنو المنعم المجاميع وخن بنو... من فاز منكم بفضل الطول والمنن.
أكرر أن ذكر اسم الفرس هنا لا يعدو كونه تسمية سياسية للبلد، كما في تسمية (تركيا) حيث سكانها من الكورد و الأتراك و اللاز و اليونانيين و اليهود الخ. ل(أبو زمعة) جد (أمية بن أبي صلت) أيضاً قصيدة بهذه المناسبة. من بقايا الكورد الساسانيين في اليمن، نرى اليوم أحفادهم يحملون لقب "الكرد" كالباحث اليمني (هاني كرد) و رئيس اتحاد نقابة العمال في محافظة لحج الأستاذ (منصور كرد) . وغيرهم كثر يحملون هذا اللقب الذي يشرف حامله. ينقل لنا كتب التاريخ، بعد أن استقر الكرد في اليمن، عمروا الأرض و بنوا المدن، أن الإنسان الكوردي أينما استوطن خارج وطنه يسمي تلك البقعة أو المدينة باسم مدينته و قريته التي جاء منها، ولذا نرى اليوم العديد من المدن اليمنية تحمل نفس أسماء المدن الكوردية في كوردستان، على سبيل المثال و ليس الحصر، نسرين منطقة قرب صعدة في اليمن و نسرين منطقة في شمال كوردستان. سامان سهل في الجوف في وسط اليمن وسامان سهل في جبال زاجروس في جنوب كوردستان. و في اليمن بلدة السوارية، أي مدينة الخيالة. وبخال في جنوب اليمن و بيخال في جنوب كوردستان الخ. أتلاحظ عزيزي الدكتور هذه الأسماء و الكلمات لا تحتاج إلى شرح لأنها كلمات كوردية أصيلة؟ يا ترى عرب اليمن سموا هذه المدن بأسماء كوردية أم الكورد؟. ينقل لنا العلامة "علي أكبر دهخدا" في دائرة معارفه الشهيرة الموسومة ب"لغت نامه دهخدا" طبع جامعة طهران مجلد الخامس عشر صفحة (23856) يقول: بعد استيطان الإيرانيين في اليمن قبل الإسلام وبعده تأثر اليمنيين بالإيرانيين حيث تجد أسماء المدن والأنهر سميت بالإيرانية، أن دهخدا لا يقول سميت بالفارسية بل يقول سميت بالإيرانية، أنا عند مراجعتي لموسوعة دهخدا المشار إليها أجده في جل الأمور التي شرحها حين يكون الفاعل من أبناء الكورد يقلب الكلمة و يقول الإيرانيين، و عندما يكون الفاعل من الفرس يقول بصريح العبارة الفرس،ثم يضيف دهخدا، أن هناك كلمات إيرانية وجدت مكانها بين لغة أبناء اليمن، و يشير إلى عدد منها: كشور، كند، ريشان، مهراس، بوس، سفال، بوشان، دهران، سيه، كمران، دژه،شجان، شهاره،شاه، مور، كث، كت، درب، باور، دزوان، زهاب، خون، جمدان، سخان، ماوان، خيوان، داسر، بنبان، كيخاران، هوزن، مينا، نام، شاد،جابان، سنجان، دلان، خزبات، الخ. وفي اليمن لليوم يستعملون أداة التعريف الكوردية "أم" مثل (أمسال- ئه مسال) و (أمروژ- ئه مروژ)، تنقل لنا المصادر، أن أداة التعريف هذه وردت في الأحاديث النبوية حين خاطب النبي أهل اليمن، كقوله (ص): ليس من امبر امصيام في امسفر. بمعنى " ليس من البر الصيام في السفر". هل عرفت الآن يا دكتور أن الوجود الكوردي في اليمن حقيقة؟ فلا تتهكم في المرات القادمة حين تجهل معلومة عن شعب ما، فالخطأ ليس في ذلك الشعب، بل الخطأ في من لا ينظر في بواطن كتب التأريخ، لذلك يجهل الأمور؟، والناس يا دكتور كما قال إمامك (علي بن أبي طالب) "أعداء ما جهلوا".
أرى من الضروري أن أعرج قليلاً على جانب من تاريخ الدولة الأيوبية الكوردية في اليمن، وأختم به تعليقي على هذا الجزء من مقالة الدكتور علي. لقد حكم الأيوبيون اليمن بين سنة (1173- 1228) ميلادية، أي كانت سني حكمهم في اليمن (55) سنة وكان مركز حكمهم صنعاء، إليك اسم وسنة حكم الأيوبيون الذين حكموا اليمن، أولهم توران شاه بن أيوب سنة حكمه (1174-1175م)، والثاني كان ظهير الدين طغتكين بن أيوب وكان حكمه بين سنة (1184- 1194م)، والثالث كان معز الدين إسماعيل بن طغتكين حكم بين (1194- 1204م)، الرابع كان الناصر أيوب بن طغتكين و حكم بين سنة (1204- 1215م)، الخامس كان سليمان بن طغتكين حكم بين (1215- 1216م)، و كان سادسهم و الأخير هو صلاح الدين يوسف بن طغتكين حكم بين (1216- 1229م). بعد الأيوبيين انتقل الحكم سنة (1229م)إلى الرسوليين كانوا تابعين للأيوبيين. من المعروف أن جيوش الأيوبيين كان يتكون من الكورد والأتراك فقط، والجيوش في الأزمنة القديمة كانت تستوطن المناطق التي تحتلها، كما فعل الجيش العربي الإسلامي في العراق والدول الأخرى، ولا نستبعد أن أعداداً من جيش الأيوبيين وعائلاتهم استوطنوا مدن وقرى اليمن. حيث تنقل لنا كتب التأريخ، أنهم بنوى الأسوار والمدارس والمساجد الخ، هذا هو (طغتكين بن أيوب)، جدد سور مدينة صنعاء بعد أن هدمه (علي بن حاتم الهمداني) أحد حكام بني حاتم الذي حكم صنعاء. وعمر الأيوبيون المزارع و البساتين، حتى عرف أكبر بستان لهم ببستان السلطان. جاءت في إحدى المواقع الكترونية: يذكر بعض المؤرخين كالخزرجي في كتابه "طراز أعلام الزمن"، نقلاً عن المؤرخ الجندي بأن المدارس ظهرت في اليمن في العصر الأيوبي على يد الملك المعز إسماعيل بن طغتكين بن أيوب، وهو أول من بنى المدارس في اليمن، وقد اعتمد على هذه الأقوال كل من كتب أو تطرق إلى المدارس في العصر الحديث، أشارت بعض تلك الدراسات إلى أن حركة بناء وانتشار المدارس اليمنية ازدهرت في الفترة المذكورة. القاضي المؤرخ إسماعيل بن علي الأكوع: المدارس، ص5 - 6 شيحة: مدخل، ص نظرة عامة:مجلة الإكليل عدد 1/85 ص،...) . فالملك معز الأيوبي بنى مدرسة المعزية في مدينة زبيد و مدرسة السيفية في تعز. وأن مجموع المدارس التي أنشئت في فترة حكم الأيوبيين هي خمس عشرة مدرسة. دراسة معمارية و تاريخية، رسالة دكتوراه، فرنسا (1994م)؛ الشرجي: طبقات الخواص ص 145؛ المدارس،23،24،31. لم تصل طلائع جيوش الكورد إلى أرض اليمن فقط، بل تعداها إلى البحر، هذا هو القائد العسكري "حسين الكوردي" احتل جزيرة كمران سنة (921) هجرية مع طلائع الجيش المصري. بعد كل الذي ذكرناه عن الكورد في اليمن، أليست شرائح منهم هي التي تسكن اليوم سفوح جبال عدن وسهول اليمن؟