آلام الشهيد السيد كريم السيد إبراهيم آل سيد عكله/ نعيم كر م الله الحسان

Mon, 28 Oct 2013 الساعة : 0:18

ليس هناك أحد في الفهود وخاصة جيل السبيعنات لايعرف السيد كريم وليس هناك احد في منطقة الجبايش كلها لايعرف آل سيد عكله فهذه العائله العريقه المعروفة بالورع والوجاهه والمكانه العاليه قد أعطت الشهداء والمضحين والثوار
كان الشهيد طالبا بالثانويه مجدا ومتميزا بتفوقه ومعروفا بتوجهه الإسلامي الحركي ,الأمر الذي أثار حفيظة المنظمه البعثيه وإتحادها الطلابي فأبعدوه من ثانوية الفهود الى ناحية الحمار لكي لايؤثر في زملاءه الطلبه الآخرين .لكن هذا الإجراء لم يؤثر على عزيمة السيد فواصل حركته ونشاطه التنظمي بنفس الروح وكذلك زياراته الى الإمام الشهيد محمد باقر الصدر الذي بكاه كثيرا" وكثيرا" ونحن في أمن الناصريه .
وفي التحيقيق ورغم أن الشهيد كان عضوا فاعلا في تنظيم حزب الدعوه الإسلاميه إلا أنه كا ن في غاية القوه والصمود في التعذيب ولم يعترف على أحد
فبقينا سوية عام 1980في أمن الناصريه الى أن حكمنا من قبل محكمة الثوره يوم 19_11_1980ورحلونا الى قسم الأحكام الخاصه المغلقه في أبي غريب .فوضع هو في زنزانه وأنا في زنزانه عصر ذلك اليوم الحزين والمنهك بعدما إستقبلنا عناصر أمن الخاصه إستقبالا حافلا يشبه جلسه من جلسات الموت
في الأقسام المغلقه إذا وضع السجين في زنزانه فأنه سوف يبقى بها سنوات وسنوات وهذا يجعل اللقاء مع الأخوه في القضيه الواحده معدوما لكن الزنازين متقابله وذات واجهات من القضبان الغليضه المتعامده بحيث يسمح برؤية المقابل من الصف الآخر وكان هناك سجينا يزيديا يسمى عرب كان ينقل الطعام ومسؤل عن الخدمات قد منح حرية التنقل في القسم وكان رجلا طيبا ينقل الرسائل الشفهيه والسلام بين السجناء وفي يوم من الأيام قال لي يسلم عليك سيد كريم ويقول أني أعاني من أعراض غريبه
وبعد شهر نقلنا الى قسم آخر مغلق من الخارج ولكن زنازينه مفتوحه على بعضها وهناك إلتقينا أنا والسيد كريم وأصبحنا في زنزانه واحده سوية لكن سرعان ماكانت تظهر عليه أعراض مرضيه غربيه حيت يتحول جسمه كله الى اللون الاحمر .
وعند تفاقم حالته أخذنا نضرب الباب بقوه حتى جاء مفوض الأمن وكان من أهل الرمادي فأخبرناه بحالة السيد فردنا ردا عنيفا وذهب وبعدها جاء ومعه ثلاثة أشخاص وطلبوا من السيد جلب حاجاته معه لأننا سوف نرسلك الى المستشفى فأخذ معه كيسا صغير فيه بعض الملابس وترك فراشه وبعض الأشياء البسيطه
وبعد أيام وفي مساء يوم كئيب آخر جاؤا وقالوا من اقرب شخص على المريض فقلت لهم أنا فأخذوا مني إسمه الكامل وعنوانه وأين يسكن وبعدها علمنا أن السيد قد فارق الحياة لانه لم يرجع لنا منذ ذلك اليوم الذي نقلوه فيه
وفي الزنزانه ذاتها كان معنا شيخ وهو من طلاب الحوزه العلميه أشار علي أن أحتفظ بحاجات الشهيد وهن عباره عن بطانية ووساده صغيره وبساط صغير ودواء وقال إذا رزقنا الله الفرج ترسلها الى أهله ..........وظلت معي أنقلها من مكان الى آخر ومن زنزانه الى آخرى لعلي أستطيع أن أوصلها مثلما أرشدني الشيخ ولكن في أحد التنقلات التي كان يجريها عناصر الأمن أخذوها مني مع حاجاتنا الأخرى والتي طلبوا منا التخلص منها وهكذالم نرى سيد كريم بعد ......حيث تركنا منذ ذلك المساء المغول بالألم والحزن ليلتحق مع الشخص الذي هام في حبه وبكاه ليلا طويل وهو السيد الشهيد نور العلماء وسيد شهداء العراق الإمام محمد باقر الصدر رضوان الله عليه

Share |