نعم انا ... بوق/محمد علي مزهر شعبان

Sun, 27 Oct 2013 الساعة : 19:05

حين يتهم الانسان بأنه بوق لفلان ، يقف المرء امام هذه المفرده المسخ لافواه انطلقت الان بعد ان اخرستها سطوة طاغيه ، لتنشر غسيل الاتهامات في كل ناحية وصوب لا يلتقي مع اهوائها ما انتجه واقع اليوم . توقفت منذ فترة عن كتابة رغم اني هاو ما اعتنقت واعتقدت اني في المسار الصحيح الذي اتخذت بانه قد محص طويلا واختبر على ارضية شعب فعين صوابه من خلله ، من اصيله وطارئه ، من قتيله وقاتله ، واذا بك تنعت بوقا ولا افقه حسب اهوائهم معيار البوق . هل هو من جوقة الزماريين ؟ ام انه صراخ عربة فارغه ؟ ام ينعت بالباحث عن منفعة تحققت او لم تحقق بعد ؟ وجدت نفسي في المتاهة التي انا فيها لم ادنو من تلكم التفسيرات . اذن كيف اكون بوقا حين امارس حريتي الشخصية التي لا تعتدي الا على معتد اثم ، او مجرم قاتل ؟ هل ابداء الرأي يعني اني منتفع ام نفعي ؟ اذن ما الفرق بين المنتفع والنفعي ؟ المنتفع دون شك من حققت له مأربه السوية واماله الجمعية ، والنفعي من يبحث عن مصالحه غير السويه ، والسؤال كيف لك لا تكون منتفعا حين لا تقدر وتعشق رجلا وقع على اعدام صدام ، اذ مثل الرجولة والشجاعة في ارقى بيانها وبلاغتها في زمن المرتجفين من طاغية في قفص الاتهام ؟ حيث اعلن موقفه الذي هو ارادة المظلومين ،عندما اختبأ دعاة البطولة في مجهول المكان والرأي . نعم منتفع حين يكون معيارك صيرورة وطن ليس بالمزايده ولا بتوليفة المحاصصة ، بل ان تميز غثها من سمينها . نعم تقولها لشخصية فذه عندما تدرك لما هذا الرجل من نوايا ، قبالة ما ملكت انفس الاخرين من خبايا . نعم انا اهوى بل اعشق ان اكون في صف من انتجته التجارب ، وخرج منتصرا من المقالب ، واختبرته المحن فاوهنها ، وساقته الارادة التي تمتحن الرجال حين ازمه ، ويطفيء نائره حين نازله .
لانبأ العراقيين حين نسيان ، ولكني اذكرهم في زمن السير جنب الحيطان ، واذكرهم بمقولتهم ان للجدران اذان ، اذن مال هذا الهوس الارعن ، حين كنا نمشي باليوم المقتول ، ولم نتماسك لنصنع اليوم المامول ؟ كلنا ندرك ان جحافل من يقتلنا قائدها العمى ، وان ديدنهم جهل ، وان ملأ قلوبهم زحل . اذكرهم ان كنت بوقا ، لقد منحتنا العشرة سنوات ، ان نعيش مكتشفين وباحثين عن انفسنا والحقيقه ، وان صد ونأى عنها فاقد سلطه ، ويتيم من يمنح الاوسمة للقتله ، بعد ان كنا قد اغلقنا كل منافذ التفكير سوى احلامنا ، بالقدر الرحيم ونازلة السماء في الخلاص . وحين ينفذ الينا بصيص امل ، رجل انتخبناه نحن وسننتخبه ، ليخرجنا من هذا النفق المظلم من جانب والمضيء في اطفاء هذه الدهمة العابره وهو امل بشيك . يعارك باطلا ، ويبرد ساخنا ، دون ان يهادن او يساوم . انه ليس سحابة عابره ولا مواقفه مجرد مغامرة ، يقول ما اختزلته عزيمة الرجال من مواقف وايثار ، لوحة جميلة تنز من بعض جوانبها دماء ، وثيمتها منتهى العطاء ، وان احاطتها الاشواك وعواسج وخرانيب ، فلابد ان تكن لهذا الفنان كل التقدير ، موقفا وقلما وعشقا معلنا ، لم يكن المالكي في ذاكرتنا الا مناضلا ، وكانت السلطة بعيدة حتى عن احلامه ، ولكن لم يكن اخرسا ولا ساكناولا منافقا ولا للسلطة مواليا ، فمهلا حين يتهم من وجده مؤهلا ، بأنه بوقا منتفعا . ان التعلق بالجميل وللازمات حميل ، هي ليست من الاستعصاء ان تكون قربك وحواليك وتمتلك مشاعرك ، حين نتلقف الوجود بسمو الفكر غير النفعي ، ولما تكون النوايا هي بناء وطن . نعم انا بوق لمن كفل للشهداء حقهم وللسجناء والمعتقلين اعتبارهم ولاهل رفحاء حقوقهم ولضحاياالارهاب اعالتهم .

Share |