داعش على ابواب المنطقة الخضراء/طاهر مسلم البكاء

Sat, 26 Oct 2013 الساعة : 18:26

كل نقطة في جسد العراق اليوم قد تعرضت للأرهاب ومفخخاته ، خلا المنطقة الخضراء !
ان هذا الأمر يثير تساؤلات عديدة ، ولكننا نتناول واحدا ً منها ، وهو اننا اذا كنا قادرين على حماية وتحصين هذه المنطقة فلماذا لانعكس اجراءاتنا تلك على حدود العراق ومناطقه الداخلية الأخرى فنحد من شرور الأرهاب كما هو حاصل اليوم في المنطقة الخضراء .
ان المتتبع للشأن العراقي اليوم يجد ان الأرهاب يصول ويجول في شمال العراق وجنوبه باطشا ً بأهله في توالي يكاد يكون يوميا ً وحتى اصبح القتل والموت روتينا ً لايهتم به احد !
التطور الجديد :
ان التطور الجديد في صولات الأرهاب انهم بدءوا يشنون هجمات منطلقين من قواعد ثابتة ، وهذا ما يشاهد بوضوح تام في الهجمات الأخيرة في الرمادي ، ونقلا ً عن عناصر الجيش والشرطة في المناطق الغربية : أن هذه العناصر تستعرض اسلحتها وقوتها بشكل مكشوف امام القوات العراقية دون رد فاعل من الحكومة التي تبدو شبه نائمة ، ولاتقوم بعمل جدي سوى ان تنتظر الهجمات تقع ثم ترد على ذلك ومعلوم ان مثل هذا الرد سلبي ولاينال من المهاجم بل يعطيه الحرية الكافية للمناورة واعادة هجماته ثانية .
ونلفت الأنتباه وبشكل جدي الى من يعنيه الأمر : ان هذا هو بداية تحول العراق الى سورية جديدة وان تنظيمات داعش وغيرها قد أوجدت لها مواطئ قدم في مدن عراقية عديدة محيطة ببغداد وانها أصبحت على مقربة من حدود بغداد وبالتالي يمكن في سيناريو محتمل ان تشن هجمات من عدة اتجاهات على العاصمة و ستنال من المنطقة الخضراء العزيزة على الحكومة لعل وعسى ان تصحو من غفوتها !
الأنتخابات والأرهاب :
فيما يستمر وحش الأرهاب بالنيل من مئات العراقيين يوميا ً ، ويعد قادته تكتيكات وطرق مواجهة جديدة فأننا نجد ساستنا لايشغلهم سوى الرواتب التقاعدية للبرلمان والتهيؤ للأنتخابات القادمة ،دون النظر الى ان المواطن اصبح ينظر الى جميع من في قياد البلاد اليوم وقد اصطبغوا بوشم الهزيمة وعدم القدرة على الحد من بطش الأرهاب ، الذي أخذ يهدد راحته واستقراره الشخصي وامن وسلامة عائلته ، وبالتالي فهو ناقوس خطر لجميع الساسة الذين ينون خوض الأنتخابات القادمة من ان المواطن وتحت مثل هذه الظروف لن يعيد انتخابهم ثانية ، كيف سيقنعون شخص مهدد في أي لحظة بالتفجير والمفخخات والموت بأن يصوت ليعيدهم ثانية ؟
عليهم ان يعملوا جميعا ًمتعاضدين من اجل مواجهة الخطر الذي اصبح على ابوابهم ، وان يتركوا كل المسائل الخلافية الثانوية وان يبدءوا بتحصين العراق ابتداءا ً من حدوده الخارجية وانتهاءا ً بكل نقطة داخلية فيه ، وان يجندوا طاقات العراق لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد الجميع ،ولابأس بدراسة التجربة السورية واعطاء المواجهة السياسية دورا ً لايقل اهمية عن المواجهة العسكرية وكشف الدول الداعمة للمجاميع الأرهابية والوقوف بوجهها وتهديد مصالحها في العراق على الأقل وفي أضعف الأيمان ، والعمل على قطع منابع الأرهاب ومغذياته الدولية دون الخوف من لومة لائم لأن الأمر مصيري وهو مسألة وجود أو فناء .

Share |