الشرق الاوسط امم تستورد الافكار المستهلكة /حسين دويج الجابري
Sat, 26 Oct 2013 الساعة : 17:06

تعتمد حكومات الشرق الاوسط سياسات التهدئه والتصعيد اساسا لاعمالها في كل الشؤون الداخلية منها والخارجية . وفقا للقاعدة السياسية القديمة جدا .. (( انه ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم .. بل هناك مصالح دائمة )) والحقيقة ان هذه القاعدة غير معمول بها في الدول المتقدمة التي نعتقد بانها من قامت بتصديرها الينا .. ذلك لان مطالعتنا للتاريخ الحديث نجد بان هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تنسب اليها هذه النظرية قد اختطت نهجا سياسيا خاصا بها . وهذا النهج نابع من كونها القوه العظمى الوحيدة في العالم منذ 1990 العام الذي انهار فيه الاتحاد السوفيتي السابق رسميا والذي كان قد انتهج هو الاخر بدورة سياسة خاصة استمرت الى ان مات كيانة العظيم اكلينكيا في منتصف ثمانيات القرن الماضي ومن ثم الموت المفاجيء بواسطة البروسيترويكا .. كان ذلك الكيان العملاق يحجم من دور الولايات المتحدة وحلف الناتوا في ممارسة دور السيد المطلق في العالم .. لذا فان السياسة الامريكية على سبيل المثال هي سياسة (( الكل ياتيك )) باعتبار انها ممسكة بمفاتيح ومغاليق مقدرات الشعوب .. فعندما تقوم بعمل عسكري ضد سوريا مثلا . فانها لاتتوقع من الحكومات السوريه او الشعب السوري بمعادتها بل هي متيقنة من ان الحكومات والشعوب سوف تسارع الى الارتماء في احضانها من اجل رسم سياسات العمل والحركة لها .. وهذا ما حصل فعلا في العراق ومصر .. وهكذا هي كندا الدولة الكبيرة التي تعد احد العمالقة الثمانية والتي تزدهر وتزدهر دون ان تعادي او تماري احد .. ان شعوب الشرق الاوسط وحكوماتها دائما تسورد المستهلك من الاشياء والافكار والسياسات .. وهي كذلك لاتتخذ ما استوردتة لكي ينقلها الى مرحلة جديدة كما هو حال باقي الشعوب بل تصر على تطبيقة باعتبارة قاعدة وركنا حصينا .. ان الازمة الحقيقية التي تشهدها مجتمعات الشرق الاوسط لاتكمن في الحكومات والسياسات الداخلية وانما تكمن في وعي الجماهير التي حتى حينما تستاء من اداء حكوماتها لاتتعامل معها بشكل ينسجم واحلام العقلاء منهم بل تنطلق لتحقق مصالح غيرها في اوطانها ومن ثم ترتمي في احضان القوى الاقليمية لتجد لها الحل الترقيعي الذي لايعطيهم الفرصة في المستقبل من الاستفاده من نهضتهم .. وهذا ما حدث جهارا في كل الثورات الشعبية العربية والتي اطاحت بانظمة كنا نعتقد بانها ستدوم اكثر من ما دامت