وجاوزنا ببني إسرائيل البحر .. متى نؤمن بان هذا وقت الحرية/عباس الصالحي

Fri, 25 Oct 2013 الساعة : 0:32

بسم الله الرحمن الرحيم ((قَالُواْ يَمُوسَىَ اجْعَلْ لّنَآ إِلَـَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ )) الأعراف138
استوقفتني اليوم صورتين متناقضتين الأولى رسم كاركتير يصور شعب يسقط تمثال لحاكم ملصق على دولاب فيتم رفع تمثال لحاكم أخر وهو تصوير لحقيقة شعب يسقط حكم حاكم ظالم ودكتاتور ليصنع دكتاتور أخر وظلم جديد   
والصورة الثانية هي فرح الشعب اليوم بقرار المحكمة الاتحادية بإلغاء رواتب التقاعدية البرلمانية وبأثر رجعي بعد صمود وتكاتف وتظاهرات من قبل عدد كبير من أبناء الشعب العراقي  
وهنا كان يمكن ان لا توجد هاتين الصورتين المتناقضتين اذا كنا نؤمن بان لا وجود للعبودية والاستعباد وان المعبود الواحد الأحد هو الله تعالى وان زمن الظلم والاستعباد للأشخاص والطغاة قد انتهى منذ نزول أول أية قرآنية على صدر النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم 
وان لا نكون كقوم النبي موسى عليه السلام فبعد تخليصهم من ظلم واستعباد فرعون لهم وبعد معجزات متوالية ومتتالية أخرها فلق البحر وغرق فرعون وإتباعه الا أنهم ما إن عبروا البحر وشاهدوا فرعون يغرق حتى نسوا فضل الله تعالى عليهم وكل تلك المعجزات بمجرد مشاهدتهم لقوم يعبدون عجل قد صنعوه بأنفسهم فما كان منهم الا إن قالوا لنبي الله موسى عليه السلام نريد رب نعبده نشاهده كهؤلاء 
فخسروا الدنيا والآخرة لأنهم اعتادوا العبودية والاستعباد ورفضوا الحرية والكرامة والنعم التي انعم بها الهخ عليهم 
أن عدوى الخنوع تصيب الأبدان كما تصيب الأرواح ولكنها لا تصيبها إلا إذا كان لديها استعداد وتهيؤ وقابلية فقد كانت طبيعة بني إسرائيل طبيعة مخلخلة العزيمة , ضعيفة الروح ما تكاد تهتدي حتى تضل وما تكاد ترتفع حتى تهبط وهانحن نكون مثلهم بل أدهى وأكثر 
والشاهد هنا لو إننا قد شكرنا الله تعالى فضله بعد سنوات من الظلم والاضطهاد والعبودية والاستعباد من قبل النظام السابق وأمنا بأننا أحرار ورفضنا كل إشكال الظلم والفساد ولم نمجد شخص او نصفق لهذا الشخص او ذاك لكونه من أصدقائنا او من أبناء عشيرتنا او حزبنا او مذهبنا هذا من جهة او كونه فيه منفعة دنيوية لنا مادية كانت او معنوية من جهة أخرى ومهما كان ما يفعل من ظلم وخراب وفساد 
لما كان لصورتين مكان ألان بين مفكراتنا ودفاترنا وبرامجنا 
نعم فلوا كنا قد عرفنا النعمة التي انعم الله تعالى بها علينا ورفضنا كل شخص يلهث حول مصلحته الشخصية ومهما كان قربة منا او انتمائه المذهبي او الحزبي ومنذ الوهلة الأولى لكنا ألان بصورة تختلف عن ما نشاهده اليوم من فقر وعوز والجياع والأيتام تفترش الطرقات وأناس يسكنون بيوت من الصفيح وأناس يبنون بيوت من الكارتون والذي لا يصمد إمام أول قطرات  المطر في الشتاء 
إننا اليوم شركاء في كل ما يحدث في العراق من ظلم وقتل وجوع لأننا نحن من صفقنا ونحن من صنعنا الظالم والدكتاتور والفاسد بولائنا لهذا الشخص او ذاك من اجل المال او الجاه او المنصب 
فتعسا لنا وسوف تكون أخرتنا أخزى من قوم موسى وأمر 
  
 
 
عفوًا، توجد مشكلة حاليًا في برنامج مكافحة الفيروسات. يمكنك التنزيل على مسؤوليتك أو كرر المحاولة مرة أخرى في وقت لاحق.   
Share |