اندماج الأبعاد للجماعات التكفيرية وشق الصف الوطني/ازهر جابر موسى

Thu, 24 Oct 2013 الساعة : 1:17

بعد الضربات والانتصارات التي حققتها الأجهزة الأمنية في العراق للفترة من ( 2005 ــ 2009 ) على المجاميع المسلحة التي يرعاها تنظيم القاعدة الإرهابي بات يعاني هذا التنظيم الإجرامي صعوبات كثيرة في الحفاظ على هيكلية كتنظيم مؤثر في الساحة العراقية .لذلك أدرك قادة التنظيم هذه المعضلة فما كان منهم إلا الاستفادة من التحولات التي حدثت في البلدان العربية ( الربيع العربي ) من خلال تقديم كل أنواع الدعم والمتمثل بالتأييد وحتى المشاركة الفعلية بالحروب وتبني استتراتيجية جديدة في إعادة الروح إلى التنظيم من خلال بناء عدة شبكات وتنظيمات تتبنى الفكر السلفي الجهادي وبمسميات مختلفة ودول وأماكن مختلفة ترتبط ارتباطا وثيقا بالتنظيم الأم ومبايعة قادتهم لزعيم الإجرام الظواهري وكما حدث بتنظيمي العراق اللااسلامية وجبهة النصرة السورية وتوحيدهم بتنظيم واحد ( داعش ) هذا النهج الجديد أعطى للتنظيم قوة ومساحة للعمل على الأرض . فالعمليات التي نفذها الاجراميون على سجن أبو غريب وتحرير( 500 ) معتقل من اعتى المجرمين كانت الأراضي السورية مقرا وملاذا آمنا لهم . إضافة إلى ذلك التغيرات المستمرة في أسلوب إدارة الصراع وجعله صراع امني وأيدلوجي والذي يركز على استهداف الرموز الدينية والوطنية والقومية من خلال إسقاطهم بتلفيق اتهامات باطلة تزرع الشك في قواعدهم وأنصارهم وأيضا بث روح التفرقة والتفكك في صفوف الشعب العراقي وذلك باستغلال التصنيفات القومية والدينية والمذهبية والعرقية وزيادة العنف بينها باستغلال الشباب المتغيب أيدلوجيا وكذلك اختراق الأجهزة الأمنية وبث الإشاعات ومعلومات أمنية مظللة لزعزعة ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية وكذلك تحقيق انتصارات بسيطة وعلى أهداف غير ذات أهمية لإحداث ضجة إعلامية بمساعدة قنوات إعلامية رخيصة ومسمومة تستفاد منها في إحباط الروح المعنوية لمنتسبي الأجهزة الأمنية وكذلك إثارة مواضيع خلافية بين الفرق الإسلامية لإثارة النعرات الطائفية وإيقاظ الفتنة .
إن الظروف الكارثية التي يمر بها العراق تحتاج إلى عمل وطني واعي لإصلاح العملية السياسية والذي يتمثل بالعودة للمشروع الوطني وحكومة الوحدة الوطنية والتخلص من المحاصصة الطائفية والقومية واعتماد الوطنية هي المعيار ومحاربة الفساد الإداري والمالي بكل الوسائل وتحقيق السلم الاجتماعي وإعادة بناء مؤسسات الدولة وفق معايير وطنية وحضارية ..
الهم أحفظ العراق بلدا وشعبا واحدا موحدا عصيا على الأشرار ..

Share |