العدو الصامت .... نركيلة/عدنان كاظم رومي
Wed, 23 Oct 2013 الساعة : 23:53

اعتاد خطأ قسم كبير من الاهل ، غض الطرف عن تدخين ابنائهم (النركيلة) ، واعتبارها من المواد المسلية القاضية على اوقات فراغ ابنائهم . وان قضاء هؤلاء الابناء ساعة واحدة او ساعتين بتعاطي هذا العدو الصامت يتناسب وتطلعات الاهالي بتسكين اهواء ابنائهم من الطلبات مرتفعة الاثمان واستبدالها باستنشاق دخان النركيلة .
ان وقوع الشباب بفخ هذا العدو اللدود لصحة الانسان بارادته ليس الا نتيجة التصرف الخاطيء للاهالي واعتقاداتهم ان رسوم الفواكه والسكر أو العسل التي تضعها الشركات صانعة ما يسمى (بالمعسل) هو حقيقة واقعة وان (النركيلة) تحوي عليها فعلا ، وأنها غير مضرة بالصحة وما اقتراب اسم (المعسل) من كلمة (عسل) الا اقترابا لفظيا لا واقعيا حيث شتان ما بينهما فالاول يصدر الموت لشباب واجيال برمتها اما الثاني فيعطينا الشفاء بأذن الله من الامراض المستعصية .
اما الروائح التي ينخدع بها الشباب كونها روائح ذكية فما هي الا خدعة لجذب انتباه حواس الشباب الشمية من اجل الاكثار من استنشاق الدخان متناسيا الشاب ان رائحة التفاح ذاتها موجودة في المواد السامة المتسامة التي توضع لقتل الحشرات او في الحمامات النتنة لاضفاء جو لطيف ليس الا على ان جوهره قاتل والامر هنا سيان مع النركيلة .
وسرطان المريء ما هو الا المرض الاكثر انتشارا بين الشباب هذه الايام نتيجة تناول هذا العدو الصامت (النركيلة ) اما الامراض الاخرى فمنها ما يشعر به المدخن انيا كضيق التنفس والتهاب اللوزتين قبل الاصابة بسرطانها ، او ما يظهر بعد حين من عقم والتهاب مفاصل الجسم عامة .
وما اللون الاصفر الذي يكتسبه الماء الموجود في شيشة المدخن الا نسبة من النيكوتين والذي هو اول مصدر انذاري يشير للمدخن الى كمية النيكوتين الموجودة في (المعسل) اضافة الى مخلفات الاحتراق من القطران واول اوكسيد الكاربون والمعادن الثقيلة والمواد المسرطنة .
وما ان يبدأ تعاطي النركيلة بنزوة شباب الى ان يتحول هذا الشاب الى مدمن كالطفل حين يأن ولا يستطيع الاستغناء عن ثدي امه ، وهنا يكون متناول النركيلة لقمة سائغة للمتاجرين بالارواح البشرية ، حيث يبدأ دورهم في اسقاط هذا الشاب بالمحظور، فيبدأ بوضع الانواع المخدرة من الحشيشة والكوكائين رويدا رويدا الى ان تصل الكميات الى مستوى الادمان الخطر ، وتبدأ مقايظة الشاب الذي اعتاد الادمان على شرب النوع المعين من صنف مخدر بشتى الانواع القذرة ، وهنا يكون دائما صاحب الحشيشة هو المنتصر فيبدأ بتسيير هذا الشاب وفق الطريقة التي يريدها والهدف الذي يوجهه ارهابيا كان او جنائيا .... لتبدأ صحوة العائلة المتأخرة بتوجيه ابنها بما ليس فيه الفائدة .
هنا لا اقول ان الجهات الرقابية والقضائية ليس لها علم فانهم يعيشون في نفس الوسط المجتمعي واكثر الاحيان يستعملون سياسة غض النظر ، نتيجة العلاقات الاجتماعية والفساد الاداري وايضا نتيجة انهم يتعاطون نفس ما يتعاطاه الشاب المبتلى بهذه الافة (النركيلة الحشيشية) .
والتمني الذي يحذو النفس ان تكون هناك وقفة حضارية من مؤسساتنا الصحية والرقابية والتشريعية والتنفيذي بمحاربة هذا العدو الجديد الفتاك وتوعية الاهالي بمضار هذه النركيلة كل حسب اختصاصه وفرض قيود رقابية على تجارة النركيلة والمعسل والمواد الداخلة في الصناعة ورفع اسعارها كما ترفع اسعار لقمة العيش ....