لن أرشح لولاية جديدة-كاظم العبودي – الناصرية
Wed, 11 May 2011 الساعة : 12:33

كعادتي في كل ليلة اقضي وقتي في تتبع الأخبار عبر القنوات الفضائية .ماسكاً \"بالريمونت\" وكلما انتهت نشرة اخبارية انتقلت لنشرة أخرى حتى أصبحت بارعاً في معرفة أوقات النشرات و مواجيزها. جاعلاً قنواتي الاخبارية بمقدمة قائمة القنوات . لكن الأمر اختلف فجآة عندما أصر أطفالي على مشاهدة أفلام الكارتون (سبونج بوب وتوم وجيري و ماوكلي) . لكنني تجاهلت هذا الطلب ولم أصغي له بل تماديت أكثر من ذلك فوبخت الأطفال و زجرتهم ورحت اخطب فيهم و أحثهم على طاعة الأب والانصياع لآوامرة (وكأنني رئيس او ملك عربي امسك بزمام الحكم وراح يخطب بشعبه المظلوم ) .
الآمر لم يقف عند هذا الحد واخذ الأطفال يتصارخون جميعهم و ازدادت مطالبهم وطلبوا تلفازاً خاصاً بهم كباقي أطفال الجيران (وكأنها تظاهرة خرجت على طاغي آو دكتاتور بدأت بمطلب وارتفع سقف مطالبها مستفيدة من تجارب الدول المجاورة ) أنظمت زوجتي للأطفال وقالت: ان مطالبهم مشروعة فأنت تمسك \" بالريمونت\" منذ الصباح وحتى المساء ويجب عليك ان تعطيهم \"الريمونت\" ليأخذوا حريتهم ( قلت أنها خيانة في صفوف جيشي الباسل وزوجتي أول من انظم للمتظاهرين) .
آخذت أفكر بحل لهذه المشكلة التي ستقضي على رئاستي للأسرة وطرحت حلاً لأنقذ الموقف .قلت ان فترة الصباح لكم يا اطفال ولي فترة المساء والليل رفضوا حلولي وقالوا (لا تفاوض دون تنفيذ مطالبنا المشروعة )وبقي المعتصمون في الاستقبال يتصارخون فنغصوا علي عطلتي الجمعة فادركت (إنها جمعة الغضب ) .
الصياح والعويل أخاف آختهم الصغيرة فأخذت تصيح \"ممية ممية \" فتبادر لي ان المتظاهرون رفعوا شعار (سلمية سلمية ) .
عم الاستقبال فوضى عارمة مما استدعى تدخل آمي لحلحلت الأمور واعتبرته ( تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية ) مع ذلك لم يتوقف البكاء وصراخ حتى استيقظ أبناء اخوتي النائمون في الغرف المطلة على الاستقبال وادهشوا بالبكاء والعويل عندها شعرت إنها تظاهرات في المحافظات الأخرى(غرف الدار) و ليس بالعاصمة فقط بـ ساحة التحرير(الاستقبال ) .
فتلت عضلاتي وأخذت اضرب وابطش بجميع أطفالي(المتظاهرون) صغاراً وكباراً . لكن الوضع ازداد سوءً وتعقيداً عندها أعلنت للجميع اني لن أرشح لولاية جديدة فرفض الجميع هذه الترهات وصاحوا بصوت عالٍ آنت تكذب وهذه وعود كسابقاتها. عندها أدركت إن إعلان عدم الترشيح لولاية جديدة من قبل الحكام العرب خلال التظاهرات التي خرجت لإسقاطهم هي لعبة على الشعوب لامتصاص غضبها و تهدءة الأوضاع المضطربة كما حاولت أنا مع أطفالي أي )لعبة اطفال ).