(قضيتان على طاولة الحكومة )/ علي غالي السيد

Mon, 21 Oct 2013 الساعة : 23:43

هيمنت على احاديث العراقيين خلال الاسابيع الماضية قضيتان مهمتان 0 الاولى : حملة الغاء الرواتب التقاعدية لا عضاء البرلمان ومجالس المحافظات 0 والثانية : التصعيد الاعلامي والعسكري في مناطق حزام بغداد ، وباختصار وبين هلالين "المال السحت والامن " ، مع وجود شحنات مضاده00000 ولامجال فيها للمجاملات ، والسماح في التأجيل والتنصل والمراوغة 00 ولا حتى الترقب والقراءة والتحليل 00
فحملة الغاء رواتب البرلمان انطلقت بقيادة عدد من الكتاب والصحفيين والمثقفين ، تدعو من خلالها المجتمع للمطالبة بحقوقهم المشروعة كخطوة اولى بالاتجاه الصحيح لعودة الثقة بين الشعب وبين الحكومة والبرلمان ، لاسيما وقد ترافقت تلك المطالب بدعوة المرجعية في خطبة الجمعة الى التخلي عن المنافع الشخصية وخاصة التقاعد المخصص لعضو البرلمان واعتبرته مال حرام وسحت ، حيث باتت تشكل الرواتب والمنافع الاجتماعية للنواب في العراق ، النسبة الاعلى مقارنة مع برلمانيين في دول العالم الاخرى ، مما تنعكس سلبا على الحاق الضرر بالميزانية العامة للدولة ، محذرة بنفس الوقت الحكومة العراقية من غضب شعبي وحالة ارباك قد تتعرض لها ميزانية الدولة العراقية خلال السنين المقبلة خصوصا مع تزايد عدد البرلمانيين في البلاد ، كما انتقدت المرجعية الدينية العليا في العراق ، اداء العمل البرلماني بانه دون المستوى المطلوب ويفتقر الى التخطيط والدرايا والخبرة عن الواقع العراقي ، والرؤيا الواضحة لمعاناة الشعب ، والبُعد المستقبلي عن كيفية تغييرها والارتقاء بها ، وهذه الاسباب مجتمعتا ادت بأعضاء البرلمان الى التخندق والاصطفاف تحت وطئت الولاءات الحزبية والميولات الشخصية ، غايتها تحقيق اهدافهم ومأربهم المتمثلة بتقديم المصالح الضيقة على العامة ، وبما ان حملتنا كخطوة في الاتجاه الصحيح مكتسبة الشرعية من الدستور العراقي ، ومتطابقة مع دعوة المرجعية الدينية التي تمثل ضمير الشعب العراقي وصمام الأمان للعراق والعراقيين ، فيقينا انها ستحقق اهدافها المطلوبة 00
اما التصعيد الاعلامي والعسكري بات يلقيان بظلالهما على الوعي الوطني ، فالأعلام باستثناء مؤسسات قليلة ركزت على توتير الأجواء والتصعيد من خطاباتها الطائفية ، بغية دفع البلاد الى هاوية الاقتتال والتصادم وصولا لتفتيت اللحمة الوطنية ، وذلك تنفيذا لا وامر اذنابهم من العرب والاجانب ، بدل التوجه لخطاب التهدئة وتوضيح الاسباب الحقيقية بحيادية ومهنية لحلحلت الازمات المتلاحقة والمفتعلة ، واما الجانب العسكري فقد جد جديد وان كان غير مهضوم الا انه طفا على الساحة لينذرنا بخطورته ، وهو التصريحات العسكرية المتشنجة ليس من الناطق العسكري مثل ما هو معمول به سابقا ، بل من القادة الميدانيين ممن الذين باتوا يلوحون بتهديد ووعيد ليدفع بالمشهد المتوتر الى ذروة التصعيد ، بحيث اوشكت ان تتعرض وحدة العراق لخطر التقسيم لولا رعاية الله وحفظة 000
ومن اجل تصحيح المسار وتقويم عملية البناء والاستنهاض بالأمة العراقية ضد استشراء الفساد الذي بات ينخر كل مفاصل الدولة ، كان لابد من شحذ الهمم وابداء الرأي والبحث عن المعالج والحلول الناجعة بدل التصعيد الاعلامي والعسكري ذات الخطابات الطائفية والتوجه بها نحو الارتقاء لمستوى طموح الشعب ، ودفع بالرأي العام باتجاه المواطنة ليكون خير عون وسند للحكومة 00 وقد قلنا قولنا ، لنتعظ بما قال الامام علي (ع) (نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا )

علي غالي السيد

Share |