
إيران والسعودية/حيدر الجابر
Mon, 21 Oct 2013 الساعة : 23:19

أثار رفض السعودية لمقعد غير دائم في مجلس الأمن العديد من علامات الاستغراب والاستفهام، وكان العذر السعودي أكثر طرافة، فقد اكتشفت المملكة ـ الآن فقط ـ سلبية المنظمة الدولية وعجزها عن حل الأزمات الدولية ورفع الحيف والظلم عن.. الفلسطينيين والسوريين. نعم، انها صحوة ضمير طال انتظارها من احدى الدول المحورية في الشرق الاوسط. وبينما تضامنت فرنسا ـ الدائمة العضوية في مجلس الامن ـ وأبدت تفهمها وتعاطفها مع "الحزن" السعودي، وفيما صُدمت روسيا بهذا الموقف ووصفته بالمذهل والغريب! قللت الولايات المتحدة من أهمية القرار. الموقف من المفاجأة السعودية يحدد ـ كالعادة ـ المتحالفين مع الغرب والمناوئين له. ثمة استفهام لا بد منه: لماذا بدا الامتعاض السعودي اليوم، ولم يُعلن منذ بداية الأزمة السورية قبل عامين ونصف، أو يوم احتل الاسرائيليون فلسطين قبل 80 عاماً تقريباً، أو عند حلول النكبة قبل 65 عاماً، أو في حرب 1967، أو في كل مرة يصر الاسرائيليون على ازدراء المجتمع الدولي وابتلاع ما تبقى من الارض الفلسطينية؟ ثمة جواب خافت: الامتعاض السعوديجاء بسبب التقارب الأمريكي الايراني.. فقط! فالسعودية تريد عزل ايران بأسلحة غيرها، وتبتعد عن المواجهة، وتتمنى تحقيق مصالحها بأموالها فقط، شرط أن لاتبذل جهداً أو تتعرض لخطر. الصراع الايراني السعودي استخدم الاساليب والوسائل المتنوعة بلا حدود، وبينما يقف العالم الغربي بكل جبروته مع الحليف النفطي، تبدو ايران قوة لا منازع لها بدعم روسي متواضع. السعودية تشيخ، ويرتبط وجودها بالأسرة الحاكمة التي تحصر الشرعية بأولاد الملك المؤسس، الذين يتناقصون يوماً بعد يوم، وتعصف صراعات خفية بالجيل الثالث والرابع من الأمراء الأثرياء الذين يزيد عددهم على الآلاف. أما إيران فتتجدد، بقوة التراث أو التكيف الحضاري، الدماء الشابة تتدفق في عروق الدولة الواسعة، وسنين العقوبات الطويلة نحتت فكر الشعب من جديد، بعيداً عن الاستهلاك العقيم. اليوم ايران والسعودية قوتان مهمتان، ترتبط الاولى بمنصب المرشد، الذي يمثل الايديولوجية والحيوية، والثانية بشخص يمثل أسرة، يسارع اليها الفناء. النفط والثراء ليسا معيارين.. لكن التجدد وشباب الفكر، هو الضمان الحقيقي للبقاء على قيد الحياة. جريدة المؤتمر |