الشيعة والدولة الشيعية !!/ محمد الركابي
Sun, 20 Oct 2013 الساعة : 20:05

يُشكل الشيعة في العراق أغلبية تتجاوز الــ 65% من سكان العراق،ويقطنون في الجنوب والفرات الأوسط وجزء كبير من بغداد و ديالى وفي بعض مناطق كركوك وصلاح الدين والموصل . عاني الشيعة معاناة شديدة من تهميش وإقصاء منذ الاحتلال العثماني الذي استمر زهاء الأربعة قرون، فهمشتهم الدولة العثمانية ولم تعترف بحق الأغلبية وتعاملت معهم بطائفية مقيتة ،فكان الضباط من السنة فقط ويٌلحقوهم بالكلية العسكرية في الأستانة، ناهيك عن الانتفاضات التي قمعت في الجنوب لسوء الأوضاع وانتشار الأمراض والإهمال المتعمد، فقد خرجت النجف من سيطرة الدولة لشهورعدة .
في نهاية عُمر الدولة العثمانية التي كانت تحكم كل إرجاء الوطن العربي وقدوم
البريطانيين الذين وصفوهـــا بــ ( الرجل المريض الذي يُراد اقتسام ثروته ). بدأت الحرب مع الانكليز ،وكان موقف الشيعة وطنيا إسلاميا بامتياز ،مدافعا عن أرضه مفضـــلاً حاكماً إسلامياً ظالماً على الكافر. فكانت فتاوى المرجعية بوجوب القتال ، و ذهبوا يقاتلون في البصرة والناصرية ، أما ضباط الأستانة فلم يحركوا ساكناً ، منشغلين بليالٍ حمراء في القصور الحكومية . في النهاية احتل الانكليز بغداد وسلموا الحكم للسنة لغاية خبيثة بإعطاء الحكم للأقلية كي تبقى بحاجة مستمرة لهم ، وأسس البلد على معادلة ( كوكس _ النقيب ) فَتتشكل الحكومات المتعاقبة وتعطى أضعف الوزارات للشيعة كالمعارف والثقافة .
أما البرلمان فكان نواب من أهل بغداد يمثلون العمارة والبصرة وفي دورة أخرى يمثلون الناصرية , ويتسع التهميش في الجيش وكليته العسكرية ،والبعثات وباقي المواقع المهمة . فكان قبول (عبد الكريم قاسم ) في الكلية العسكرية أمراً مستهجننا وشاذا لدى أصحاب القرار آنذاك،لانه من ام شيعية ، كُسرت هذه المعادلة بعد سقوط صدام 2003, وتأسست الدولة على أساس المكونات والنسبة السكانية ،فركز الشيعة على الموقع التنفيذي الأول رئاسة الوزراء وبني نظام برلماني عاكس لمكونات الشعب العراقي ،فتحققت بعض المكاسب وتغيرت الكثير من المواقع في الجيش والبعثات والمناصب المهمة . لكن مع كل ما تحقق فالواقع مازال مريراً للشيعة ، ابتداءً بالأمن المنهار والتهجير والاستهداف المستمر لهم في بغداد وباقي المحافظات ،وضحايا بالعشرات يوميا في مجالس العزاء وعمال البناء وبسطاء القوم. فالحكومة اهتمت بنفسها وامتيازاتها أكثر من شعبها المكتوي بنار الإرهاب والعوز والفقر والحرمان ،فالميزانيات انفجارية كل عام, ومازالت محافظات الشيعة اعلي نسب الفقر والبطالة ، وسوء الخدمات ,وهي عائمة على بحار من النفط والغاز.