قلعة أربيل وأثار أور/جواد كاظم اسماعيل
Sun, 20 Oct 2013 الساعة : 20:02

حين تجهل وتتجاهل كنوز ماتحتويه أرضك فهذا ينذر انك لاتمت بصلة الى المكان الذي يعبر عن هوية وجودك كفرد وكأمة وأنك لاتدرك قيمة ما أنت فيه وهذا يؤدي بالنتيجة الى تكريس ثقافة الاهمال بكل مايرتبط بتاريخك من صلة , وحين ينمو هذا النمط من السلوك فأن الانفصال يكون أولى السمات التي تتترسخ في مفردات الثقافة اليومية حتى يصل الامر الى تضارب الشعارات بين النهج والمنهج وهذا ما وجدته وأجده واضحا وجليا في ثقافتنا العراقية , حيث أننا ننظر الى حضارتنا وأثارنا نظرة عابرة لاتتجاوز ,,,النظرة الكمالية,, بعيدا عن الأفق الاستراتيجي وبعيدا عن القيمة الانسانية والتأريخية لما نملك لذلك تأطرت جميع مواقعنا الأثارية بالأهمال عكس شعوب الكرة الارضية تماما,,, والشعب العربي العراقي هو الاكثر صنفا في فقدان البصر والبصيرة في استثمار كنوزه الأثارية والحضارية لاسيما وأنها تمثل: مسقط رأس الكون ,, وحتما هناك خلل مركب في ثقافة وتركيب هذا الصنف وهو يحتاج الى بحث معمق عن كشف ماهياته ونحن حين نذكر ذلك ليس تجنيا ,حيث لدينا شعب كردي قد برهن انه الاكثر أدراكا من الشعب العربي لكنوز أرضه وهذا لمسته عينا خلال زيارته الاخيرة الى أربيل وتحديدا الى قلعة أربيل الشهيرة حيث وجدت أعمال الحفر والتنقيب قائمة على قدم وساق كما شاهدت حشود من السائحين الاجانب وهم يلتقطون الصور في زوايا القلعة , فهي مكان عامر بالحياة والعمل وكل شيء فيها يجعلك تنشد اليه وتستقر له نفسك التي تتوق للبحث عن الجمال وصناعة الحياة , وهنا ومن هذا المكان طفر ذهني وذاكرتي الى زقورة الناصرية والى أثار أور وبيت ابراهيم الخليل والى لارسا والى تل ابو طبيرة وهي كل مواقع أثارية تتوزع على جغرافية محافظة ذي قار ورغم ان هذه المواقع تمثل أولى الحضارات في الكون ومنها انطلق الحرف الاول ومن أرضها أنتشر فكر التوحيد وعبادة الأله الواحد لكن كل ذلك لم يشفع لهذه المواقع وغيرها من أنقاذها من الاهمال المزمن ومن الجهل المطبق من قبل أهلها بقيمتها الانسانية والتأريخية والحضارية , ومن المؤسف ان هذا الاهمال لازال جاثم حتى اليوم على هذه المواقع ...فمتى ياترى ناطقة حية نفخر ونتفاخر بها فعلا لاقولاً ؟ ومتى نولي الأهتمام الجدي الى أرثنا العميق الذي يكاد ان ينقرض بسبب أهمالنا له؟ فأننا وبصراحة نقول وبكل تجرد ان واقع أثارنا اكثر مأساوية من حالنا ...فهي تئن ويبث الشكوى من أهمالنا لها ..فهي تفتقر الى الطرق المعبدة وتفتقر الى الاماكن الترفيهية مثل محطات الاستراحة والفندقة والمطاعم والحدائق والى الارشاد السياحي بالأضافة الى ضعف حركة البحث والتنقيب أشياء وأشياء كثيرة مفقودة وتحتاجها أثارنا لاسيما أثار أور في االناصرية وهذا مالمسناه خلال زيارتنا لها صباح يوم أمس 19_10 الى جاءت بدعوة كريمة لأئتلاف المؤسسات الصحفية والاعلامية في ذي قار من قبل السيدة منى الغرابي رئيس لجنة السياحة ولاثار في مجلس المحافظة وهي بادرة طيبة تسجل لها كونها وفرت لنا الفرصة المناسبة وفي الوقت المناسب لزيارة المواقع الاثارية وللقاء بالفريق الايطالي الذي يقوم حاليا بأعمال االتنقيب في,, تل ابو طبيرة,, وأخيرا وليس أخرا نقول : ماالفرق بين أثار أور وقلعة أربيل .؟ ومن الاكثر قيمة تاريخية بينهما ؟ لماذا الاخوة الكرد يهتمون بمواقعهم الاثارية وحتى بخدمات مدنهم ونحن لانعمل مثلهم ذلك ؟ ماذا يحصل لو ذهبنا حكومة وأدارة أربيل لنتعلم منهم حتى ننهض بواقعنا الخدمي والاثاري المتردي؟؟ مع كل الاحوال ستبقى القلعة أربيلية وتبقى أور ذي قارية وكليهما مواقع عراقية لكن الشمال يتقدم والجنوب يتراجع فأي قدر هذا يجعل المقارنة بهذا الحال..!!