أمام مسلة حمورابي الأصلية في متحف اللوفر في باريس!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري
Sun, 20 Oct 2013 الساعة : 19:28

آثار العراق القديم،مهد الحضارة البشرية،موجودة في كل مكان على سطح الكوكب الأرضي.الشيء الذي يعتبر تحفة من التحف النادرة لهذه الحضارة العريقة يوجد في فرنسا وبالتحديد في متحف اللوفر في باريس.هناك مسلة جدنا العظيم،الملك البابلي الشهير حمورابي والذي تعتبر مسلة قوانينه أقدم قوانين (منظمة!) عرفتها البشرية في تأريخها الطويل.في أغلب الأحيان عنما أزور باريس سواء لحضور مؤتمر طبي هناك أو كسائح أزور متحف اللوفر العريق هناك وأقف طويلا أمام مسلة الجد العظيم وهو يتسلم بخشوع كبير قوانين مسلته من الأله (شمش!).القاعة التي تضم هذه التحفة التأريخية (العراقية!)النادرة مزدحمة على الدوام لأن السواح ومن مختلف أرجاء المعمورة يريدون رؤية أقدم القوانين في التأريخ.قبل عدة أسابيع وعندما كنت هناك واقفا بتأمل وحزن شديد أمامها وأنا أقارن بين عظمة الماضي والذي يمثله الملك حمورابي ومسلته ومصائب الحاضر في العراق الجريح سالت دموعي بصورة لاإرادية ولعنت ذلك اليوم الأسود الذي أوصل بلاد الرافدين إلى هذه الحالة البشعة جدا حيث المفخخات تقتل أبناءه وتدمر بنيته التحتية كل يوم والفساد الأداري أصبح سرطانا ينتشر في كل مفاصل الدولة والغني إزداد ماله والفقير إزداد فقره و(الفرهود!)صار حالة طبيعية! ووو....الخ.في هذه اللحظة بالذات وأنا أتمتم أمام التمثال والدموع في إزدياد وإذا بيد رقيقة تحمل منديلا تمسح دموعي!.إلتفت إلى مصدر الفعل وإذا بسيدة في متوسط العمر تهدأني قائلة:أنا مثلك حزينة ياأخي لما آل إليه الوضع في العراق العظيم وأضافت،بعد أن تعرف كل منا على الآخر، بأن أصلها من مدينة الكوت وتسكن في كندا وجاءت إلى باريس لرؤية مسلة جدنا حمورابي الخالد، بالدرجة الأولى!.عند التوديع طرحت عليها سؤالا حزنت كثيرا عندما سمعت الجواب منها!قالت بالحرف الواحد:العراق لاينقذه إلا حاكم مستبد لايعرف للأنسان قيمة أبدا ويحكم كدكتاتور أصلي وطاغية أو يتم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام(شيعي،سني،كردي!)تكون متحدة "كونفدراليا" فيما بينها أوتقوم بدل العراق الحالي (الموحد؟؟)ثلاث دويلات مستقلة،وأضافت:وبما أني شيعية فإني أتمنى أن تقوم دولة شيعية مستقلة بكل معنى الكلمة ولم تخضع لأي دولة كانت ، تضم غالبية العراقيين(الشيعة هم الأكثرية المطلقة في البلد!)،تقوم على (بحر!)من البترول(وكما هو معروف!) وسيتم بناءها بفترة زمنية قصيرة كما تم بناء الأمارات العربية المتحدة في فترة قياسية،وأكملت:والمال العراقي الشيعي في أياد أمينة لهو والله أكثر عدة مرات من أموال الأمارات العربية المتحدة.عندما رجعت إلى الفندق تذكرت جوابها وقلت في نفسي:حاكم مستبد؟أعوذ بالله!هذا سوف لم ولن يحدث مجددا في العراق! ولكن التقسيم وبناء الدولة الشيعية المستقلة؟ أجل!وأهلا وسهلا!.